المحتوى الرئيسى

Zlatan: السلطان المغرور الذي يعشقه الجميع

02/18 20:55

"زلاتان ابراهيموفيتش Zlatan Ibrahimović لا يقوم بتجارب اداء". بهذه الكلمات رد الشاب اليافع الذي لم يتجاوز الثامنه عشره​ من عمره علي أرسين فينغر Wenger مدرب ارسنال الانكليزي، واحد ابرز مكتشفي المواهب في العالم، عندما شاء اختباره مده قصيره قبل اتخاذ قرار التعاقد معه.

14 عاماً من الابداع المتواصل والابهار، كانت كفيله لتؤكد ان تلك الكلمات لم تخرج عبثاً ولم تكن ترهات تفوه بها مراهق، بل دلالات مبكره علي ان السويد مسقط راسه، او البوسنه بلد والده، او كرواتيا بلد امه، لن تنجب مثيلاً لزلاتان علي المدي القريب.

لا يمكن لاي متابع كروي ان يكره ابرا، فسواء كان من مشجعي احد الفرق السبعه التي ارتدي اللاعب قميصها، او من مشجعي اي فريق اخر، لا يمكن سوي التصفيق له مع كل هدف يسجله، ومع كل تصريح ناري يلهب به وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

يتفق الجميع علي ان الغرور صفه مذمومه، لكن عندما يصل الامر الي قائد المنتخب السويدي، تري الجميع متلهفاً لرؤيه ما تحمله جعبه غرور السلطان الزاخره بالمفاجات من اقوال وافعال تشعل حماسه الجماهير، وتزيد من محبتهم له.

تعتبر مسيره زلاتان واحده من اكثر الرحلات الكرويه نجاحاً في التاريخ، فباستثناء فريقه الام "مالمو"، تمكن النجم من تحقيق 22 لقباً في اربع بلدان مختلفه ومع سته فرق.

بدا ابرا مشواره الاحترافي مع مصنع النجوم اياكس امستردام، ثم غادره الي السيده العجوز، ليرحل بعد الهبوط الفضائحي الي انتر ميلان، ثم الي البارسا في اقصر تجاربه، ثم يعود الي قطب ميلان الثاني، قبل ان يستقر به المقام في عاصمه النور مع فريق البي اس جي.

لقد تمكن قائد المنتخب السويدي خلال مسيرته الممتده منذ العام 1999 من تسجيل ما لا يقل عن 327 هدفاً وصنع عشرات الاهداف مع الانديه التي مثلها، كما توج بعد خوض اكثر من مئه مباراه مع منتخب بلاده بلقب الهداف التاريخي (51 هدفاً)، واجمع المتابعون علي منحه جائزه "بوشكاش" ابديه لتخصصه في تسجيل الاهداف الاعجازيه بكعب قدمه، وترشحه المستمر لجائزه افضل هدف التي تمنحها الفيفا.

اللاعب الذي جمع بين عدائيه روي كين R.Keane وشراسه كانتونا Cantona وخفه هنريك لارسون Larsson ودقه رونالدينو Ronaldinho، تميز عنهم جميعاً بتصريحاته الساخره ومواقفه الطريفه داخل الملعب، وهذا ما جعله ايقونه استثماريه تتسابق الشركات الي الظفر بتوقيعها.

في مجموعه من اكثر تصريحاته شهره علي الاطلاق، يجاوب زلاتان صحافياً ساله عن شرائه سياره بورش بالقول: "لا، بكل تاكيد، لقد طلبت طائره فهي اسرع بكثير". اما بعد خروج منتخب بلاده من سباق التاهل لنهائيات البرازيل، فقال ابرا: "كاس العالم بدون زلاتان، بطوله لا تستحق المشاهده”.

عندما كان ابرا في صفوف ميلان، وصف المهاجم الكرواتي جون كارو Carew مهاراته بالقول انها عديمه الفائده، فجاء الرد الصاعق من السلطان: "ما يستطيع فعله كارو مع الكره استطيع فعله ببرتقاله!". ولم يكن رده علي الصحفيه التي استفسرت عن كونه شاذاً جنسياً الا اشد وطاه من رده علي كارو، اذ قال لها: "بامكانك الحضور الي منزلي مع شقيقتك وعندئذ ساريك من هو الشاذ!".

لم يحضر السلطان لزوجته شيئاً في عيد ميلادها، اذ "يكفي ان لديها زلاتان" كافضل هديه حصلت عليها في حياتها، كما انها كانت لتسكن في افخم فندق في باريس يشتريه زوجها لو لم يفلح في ايجاد المنزل المناسب بعد انتقاله الي سان جيرمان.

يتخذ ابرا من محمد علي كلاي مثلاً اعلي له، فهو الرياضي الذي لا يقول كلمه الا ويقرنها بالفعل، كما يؤكد انه يستطيع اللعب في مراكز اللاعبين الاحد عشر داخل الملعب، اذ ان "اللاعب الجيد يجب ان يبدع في كل المراكز" علي حد قوله.

اكثر تصريحات زلاتان قسوه كانت من نصيب غوارديولا Guardiola مدربه في برشلونه الذي كان سبباً رئيسياً في خروجه من الكامب نو بعد موسم واحد فقط. فقد قال عنه اللاعب ساخراً: "عندما يتحدث غوارديولا عن فلسفته بالكاد اكون مصغياً. من يرغب في سماع كلام فارغ عن العرق والدماء والدموع واشياء من هذا القبيل!". علي النقيض تماماً، اعرب زلاتان عن اعجابه بمورينيو Mourinho مدربه في انتر ميلان، مؤكداً ان غوارديولا يغار منه ويرغب في ان يصبح مثله.

لم يقتصر الغرور المحبوب للسلطان علي الاقوال، بل ان مواقفه الطريفه مع اللاعبين والحكام داخل الملعب، لم تكن اقل شهره من تصريحاته اللاذعه. فتاره ينظر باستعلاء من دون ان يرف له جفن للاعب حاول استفزازه، او يحاول تبين رقم لاعب اخر في محاوله للتقليل من شانه، كما يطلب من الحكم الذي يريد منحه بطاقه صفراء التقدم نحوه، فهو لا يذهب الي احد، بل يرسل معالج الفريق الفيزيائي الي لاعب غير مصاب لاجل ان يضحك فقط.

برغم امتلاكه كل مقومات نجوم الصف الاول في عالم كره القدم، بقي زلاتان بعيداً عن جائزه الكره الذهبيه، ولم يتمكن حتي من الوصول الي منصه تتويج المراكز الثلاثه الاولي. يعيد المتابعون هذا الاخفاق الذي لا يلام عليه الي بضعه اسباب، اولها وجوده في زمن رونالدو Ronaldo وميسي Messi، وثانيها تنقله الدائم من فريق الي اخر، وثالثها فشله في احراز لقب دوري الابطال، التي يحققها الفريق الذي يخرج منه السلطان مباشره (انتر ميلان – برشلونه).

نرشح لك

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل