المحتوى الرئيسى

كبير كتاب "جارديان" سابقا يروي تفاصيل الأيام الأخيرة للملك عبدالله

02/18 16:36

نشرت صحيفه هافنجتون بوست الامريكيه، مقالا للكاتب الصحفي ديفيد هيرست، مدير تحرير ميدل ايست اي، وكبير الكتاب في جارديان البريطانيه سابقاً، يروي فيه تفاصيل الايام الاخيره للملك عبدالله.

وقال فيه هيرست "اخبرتني مصادر سعوديه مطلعه ان تدهور حاله الملك عبد الله التي ادت الي وفاته بدات باصابته بنزيف داخلي شديد وليس التهابا رئويا كما قيل"، مشيراً الي ان تدهور صحه الملك في الحادي والثلاثين من ديسمبر من العام الماضي هي التي منعته من ان ينفذ خطه لعزل اخيه سلمان من موقع ولي العهد واستبدال الامير مقرن بن عبد العزيز به؛ الامر الذي كان سيسمح لابنه الامير "متعب" ان يصبح ولي ولي العهد، كما قالت هذه المصادر.

وقال هيرست "في الحادي والثلاثين من ديسمبر اصدر القصر الملكي بيانًا اكد فيه ان الملك تم حجزه بالمستشفي، ولكن البيان اخفي حقيقه سوء حالته الصحيه، حيث اُدخل الملك الي مدينه الملك عبد العزيز الطبيه التابعه للحرس الوطني في الرياض لاجراء بعض الفحوص الطبيه، وذلك عقب شعوره باعياء شديد في الوقت الذي كان يستعد فيه لعقد اجتماع بين امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الا ان هذا الاجتماع، الذي كان يسعي الي المصالحه بين الطرفين، لم يُكتب له الانعقاد.

في هذا الاجتماع الذي لم يعقد بعد، كان من المقرر ان يعلن الملك بعده عن سلسله من القرارات وكان ابرزها: انتقال السلطه الي ابنه حينما ينتقل العرش الي الاحفاد من ذريه الملك المؤسس، الا ان انهيار الملك عبد الله المفاجئ اصاب الجميع بحاله من الهلع، خوفاً من تداعيات وصول سلمان الي السلطه، وفي تلك الاثناء كان الملك عبد الله يتنفس اصطناعيًا وتحت تاثير المخدر، وكان فاقدًا للوعي.

بذل كل من متعب، ابن الملك عبدالله، ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري، كل ما في وسعهما للتكتم علي الوضع الصحي للملك عبدالله، وحاولا منع سلمان من دخول غرفه الملك في المستشفي، وحاولا اصدار قرارات نيابه عن الملك للحيلوله دون وصول الملك سلمان الي السلطه، وقاما باصدار تعليمات للمصريين ببث الفكره عبر وسائل اعلامهم، ولعل هذا ما يفسر لجوء المذيع التلفزيوني يوسف الحسيني الي الكشف في برنامجه عن ان قرارًا يوشك ان يعلن يجري بموجبه اعفاء الامير سلمان من منصبه كولي للعهد، وقال الحسيني ان مثل ذلك الاجراء سيكون افضل لمصر، ثم مضي يشن هجومًا علي الأمير محمد بن سلمان متهمًا اياه بالتدخل في شؤون الاخرين".

ويستطرد هيرست "لم يقف المعسكر الموالي للملك سلمان صامتاً حيث قام باصدار بيان رسمي اقر فيه بان الملك يتنفس عبر انبوب وهو غائب عن الوعي تماماً. في الثاني من يناير اصدر الديوان الملكي بياناً ثانيًا جاء فيه ان الملك عبد الله يعاني من التهاب رئوي وانه يحتاج بشكل مؤقت الي التنفس من خلال انبوب، حيرت هذه المعلومه الاضافيه المراقبين حينذاك، ولكنها كانت بمثابه اقرار بان الملك لم يكن في حاله تسمح له بالاعلان عن اي قرارات.

كرر متعب والتويجري المحاوله من خلال مسار اخر، فاقترحا علي سلمان فكره الاعلان ان الملك تنازل عن العرش بسبب المرض، وبذلك يصبح سلمان ملكًا مقابل ضمان ان متعب سيكون هو ولي ولي العهد، ولكن سلمان رفض الدخول في اي نقاش حول الموضوع طالما ظل الملك علي قيد الحياه داخل المستشفي.

واستمرت المحاوله الي ما بعد وفاه الملك ولعل هذا ما يفسر التاخر طويلاً في اعلان خبر وفاته والتضارب في التقارير الاعلاميه طوال تلك الليله، ولعله يفسر ايضًا السرعه التي تحرك بها سلمان حينما ورث العرش معلنًا مباشره عن ازاحه التويجري حتي قبل ان تستكمل اجراءات دفن اخيه غير الشقيق.

لجا التويجري وحليفه محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي الي استخدام وسائل الاعلام المصريه لتنفيذ خطتهما؛ فقبل يوم واحد من وفاه الملك، اعلنت قناه تلفزيون النهار المصريه عن خبر عاجل مفاده ان "الملك عبد الله سيتنازل عن العرش خلال ساعات، وسيصبح سلمان هو الملك، وسيكون مقرن ولي عهده ومتعب ولي ولي العهد".

يقول هيرست " نحن نعلم من المحادثات التي تم تسريبها من مكتب السيسي بان عباس كامل مدير مكتب السيسي، كان يصدر الاوامر للصحفيين بشكل مباشر، وانه كان علي اتصال مباشر بمكتب التويجري، وتشير المصادر السعوديه الي وزير الدوله الاماراتي سلطان الجابر، والذي كانت مهمته هي الاتصال بعباس وبالقنوات التلفزيونيه ومطالبتها ببث معلومات عن مصر بناء علي رغبه الامارات العربيه والمتحده والتويجري، استكمالا لتنفيذ خطتهما".

وعقب اعتلاء الملك سلمان عرش المملكه تعمد ولي ولي العهد الجديد الامير محمد بن نايف اثبات ان اصدقاء المملكه في مرحله تغييرشامله، وبالفعل التقي بوزير الداخليه التركي، وقام بزياره الي الدوحه، وكانت تلك زيارته الخارجيه الرسميه الاولي، وهناك بعض المؤشرات علي ان سياسه المملكه تجاه جماعه الاخوان، التي كان الملك عبد الله قد صنفها منظمه ارهابيه، توشك علي التبدل، واستدل هيرست علي ذلك بتصريح بن نايف بانه "لا توجد لديه مشكله مع الاخوان"، مشيرا الي ان المشكله هي مع مجموعه صغيره تنتمي الي هذه المنظمه.

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل