المحتوى الرئيسى

للمرة الثانية منذ قرون.. الكنائس القبطية مهجورة في ليبيا

02/18 12:36

ارتبطت ليبيا منذ العصور الاولي للمسيحيه ارتباطا وثيقا بكنيسة الإسكندرية، ليس فقط لكونها اولي المناطق التي بشر فيها مرقس الرسول، مؤسس كرسي الاسكندريه وبطريركها الاول، بالمسيحيه في القرن الأول الميلادي، ولكن ايضا لتبعيه مسيحييها علي مدي قرون للكنيسه القبطيه.

وبعد خلو كنائس الاقباط بليبيا بسبب استهدافهم من قبل الميليشيات المسلحه في السنتين الاخيرتين، اعاد ذلك المشهد تكرار ما حدث من انتهاء للوجود المسيحي والقبطي بشكل خاص بليبيا منذ عده قرون.

ارتبطت ليبيا بلقب بطريرك الكنيسة القبطية نفسه، حيث يدعي البطريرك يوم تنصيبه "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر واثيوبيا واريتريا والنوبه والسودان، والخمس مدن الغربية وسائر اقاليم الكرازه بالمهجر".

وتقع "الخمس مدن الغربيه" حاليا بولايه "برقه" بليبيا، وقد انشاها الاغريق بين القرنين السابع والخامس قبل الميلاد وسموها باسم "بنتابوليس" Pentapolis (اي المدن الخمس)، وهي: سيرين (القيروان)، وبرنيق (بنغازي)، وباركا (المرج)، وطوشيرا (توكره)، وبولونيا (سوسه).

لم تكن ليبيا بالنسبه لمرقس الرسول مجرد مكان بٌشر فيه بالمسيحيه، بكل كانت هي مسقط راسه، حيث ولد بمدينه سيرين رغم ان والديه كانا من اليهود المهاجرين، وكانت "بنتابوليس" في ذلك الوقت تشهد تنوعا ثقافيا ودينيا وفلسفيا، ما بين ليبيين اصليين ورومان ويونانيين و يهود، وكانت اللغه والثقافه اليونانيه هي الاولي عندهم، ما مكن مرقس من اتقان مختلف العلوم باليونانيه واللاتينيه، والعبريه.

قبل ان يقرر هو ووالديه الهجره الي موطنهم الاصلي بفلسطين ليلتقي ببطرس لرسول، الذي كانت تجمعه صله قرابه بوالد مرقس، ليتحول بيته فيما لمكان اجتماع السيد المسيح بتلاميذه، ولما جائته فرصه التبشير للامم منفردا في حوالي عام 58م، اختار ان يذهب مرقس الي مسقط راسه، بنتابوليس.

ويؤكد الاسقف والمؤرخ القبطي ساويرس ابن المقفع في موسوعته "تاريخ البطاركه" ان مرقس استطاع ان يجعل كثيرين من اهل ليبيا يعتنقون المسيحيه، واقام هناك عدد من الخدام والقسوس لخدمه الكنسيه.

قبل ان يذهب للاسكندريه ليبشر هناك، ليعود لها بحوالي 3 سنوات لليبيا ليطمئن علي احوال الكرازه بها و قد سميت احدي مدن ليبيا فيما بعد نسبه له "من مصر اتي" وهي "مصراته" قبل ان يذهب لافسس ثم روما ثم للاسكندريه ليُقتل هناك.

لتظل منطقه بنتابوليس تحت رعايه الكنيسه القبطيه و هو ما يؤكده القانون السادس من قوانين مجمع نيقيه المسكوني (325 م): "فلتحفظ العادات القديمه التي في مصر وليبيا والخمس مدن الغربيه في ان اسقف (بابا) الاسكندريه يكون له السلطان علي هذه كلها".

اختفاء المسيحيه في ليبيا للمره الاولي

يختلف المؤرخون فيما بينهم حول زمن انتهاء المسيحيه في ليبيا، حيث يصف الايطالي "بورو" عميد كليه الاداب بجامعه بنغازي، "ان تاريخ بنتابوليس في الفتره ما بين القرنين الـ11 و الـ19 يعتبر تاريخا مجهولا، او غير مكتوب".

ورغم تاكيد بعض المؤخين علي انتهاء الوجود المسيحي من ليبيا في اواخر القرن الـ13. الا ان اخر ذكر لوجود اسقف لبنتابوليس موجود بمخطوطه قبطيه يرجع محتواها لعهد البابا يؤانس الـثالث عشر اي في القرن الـ16.

ولكن علي اي الاحوال، غالبيه المؤرخين يقولون ان المسيحيه بدات في التلاشي في وقت الحروب الصليبيه في عهد صلاح الدين في القرن الـ11 و رغم عدم تاييد المسيحيين الشرقيين لها، الا انها احدثت توترا في علاقه المسيحيين بالمسلمين هناك وتسببت في تعرض المسيحيين لمزيد من المضايقات علي مدي سنوات، كما ساهمت عدد من الظروف السياسيه و الاجتماعيه في هجره المسيحيين منها.

قرر البابا شنوده بعد اعتلائه الكرسي البابوي اعاده احياء الكرازه في الخمس مدن الغربيه، بعد ان اصبحت مجرد جزء من لقب البطريرك، فرسم الانبا باخوميوس اسقفا علي البحيره و مطروح و الخمس مدن الغربيه في 12 ديسمبر من العام 1971 وذهب البابا شنوده الي ليبيا في 27 من مارس 1972 لتدشين اول كنيستين هناك.

ويقول البابا شنوده ان الظروف لم تكن مطمئنه في ذلك الوقت، فقد اختقي وقتها الزعيم الشيعي موسي الصدر في ظروف غامضه، ولكن ذاكرته وثقافته ومعلوماته عن الثوره الليبيه اسعفته امام القذافي لتكوين علاقات جيده مع الدوله الليبيه، لتعود خدمه الكنيسه القبطيه مره اخري لليبيا بعد اختفائها لقرون.

البابا شنوده يحكي قصه زيارته الاولي لليبيا وذكرياته مع القذافي

وبعد حوالي 40 عاما من العوده، اختفي الوجود المسيحي تماما للمره الثانيه، ولكن هذه المره علي يد الميليشيات المسلحه بمختلف مسمياتها، سواء "انصار الشريعه" او "داعش"، التي قتلت 34 قبطيا في العامين الاخيرين.

ارتبطت ليبيا منذ العصور الاولي للمسيحيه ارتباطا وثيقا بكنيسه الاسكندريه، ليس فقط لكونها اولي المناطق التي بشر فيها مرقس الرسول، مؤسس كرسي الاسكندريه وبطريركها الاول، بالمسيحيه في القرن الاول الميلادي، ولكن ايضا لتبعيه مسيحييها علي مدي قرون للكنيسه القبطيه.

وبعد خلو كنائس الاقباط بليبيا بسبب استهدافهم من قبل الميليشيات المسلحه في السنتين الاخيرتين، اعاد ذلك المشهد تكرار ما حدث من انتهاء للوجود المسيحي والقبطي بشكل خاص بليبيا منذ عده قرون.

ارتبطت ليبيا بلقب بطريرك الكنيسه القبطيه نفسه، حيث يدعي البطريرك يوم تنصيبه "بابا الاسكندريه وبطريرك الكرازه المرقسيه في مصر واثيوبيا واريتريا والنوبه والسودان، والخمس مدن الغربيه وسائر اقاليم الكرازه بالمهجر".

وتقع "الخمس مدن الغربيه" حاليا بولايه "برقه" بليبيا، وقد انشاها الاغريق بين القرنين السابع والخامس قبل الميلاد وسموها باسم "بنتابوليس" Pentapolis (اي المدن الخمس)، وهي: سيرين (القيروان)، وبرنيق (بنغازي)، وباركا (المرج)، وطوشيرا (توكره)، وبولونيا (سوسه).

لم تكن ليبيا بالنسبه لمرقس الرسول مجرد مكان بٌشر فيه بالمسيحيه، بكل كانت هي مسقط راسه، حيث ولد بمدينه سيرين رغم ان والديه كانا من اليهود المهاجرين، وكانت "بنتابوليس" في ذلك الوقت تشهد تنوعا ثقافيا ودينيا وفلسفيا، ما بين ليبيين اصليين ورومان ويونانيين و يهود، وكانت اللغه والثقافه اليونانيه هي الاولي عندهم، ما مكن مرقس من اتقان مختلف العلوم باليونانيه واللاتينيه، والعبريه.

قبل ان يقرر هو ووالديه الهجره الي موطنهم الاصلي بفلسطين ليلتقي ببطرس لرسول، الذي كانت تجمعه صله قرابه بوالد مرقس، ليتحول بيته فيما لمكان اجتماع السيد المسيح بتلاميذه، ولما جائته فرصه التبشير للامم منفردا في حوالي عام 58م، اختار ان يذهب مرقس الي مسقط راسه، بنتابوليس.

ويؤكد الاسقف والمؤرخ القبطي ساويرس ابن المقفع في موسوعته "تاريخ البطاركه" ان مرقس استطاع ان يجعل كثيرين من اهل ليبيا يعتنقون المسيحيه، واقام هناك عدد من الخدام والقسوس لخدمه الكنسيه.

قبل ان يذهب للاسكندريه ليبشر هناك، ليعود لها بحوالي 3 سنوات لليبيا ليطمئن علي احوال الكرازه بها و قد سميت احدي مدن ليبيا فيما بعد نسبه له "من مصر اتي" وهي "مصراته" قبل ان يذهب لافسس ثم روما ثم للاسكندريه ليُقتل هناك.

لتظل منطقه بنتابوليس تحت رعايه الكنيسه القبطيه و هو ما يؤكده القانون السادس من قوانين مجمع نيقيه المسكوني (325 م): "فلتحفظ العادات القديمه التي في مصر وليبيا والخمس مدن الغربيه في ان اسقف (بابا) الاسكندريه يكون له السلطان علي هذه كلها".

اختفاء المسيحيه في ليبيا للمره الاولي

يختلف المؤرخون فيما بينهم حول زمن انتهاء المسيحيه في ليبيا، حيث يصف الايطالي "بورو" عميد كليه الاداب بجامعه بنغازي، "ان تاريخ بنتابوليس في الفتره ما بين القرنين الـ11 و الـ19 يعتبر تاريخا مجهولا، او غير مكتوب".

ورغم تاكيد بعض المؤخين علي انتهاء الوجود المسيحي من ليبيا في اواخر القرن الـ13. الا ان اخر ذكر لوجود اسقف لبنتابوليس موجود بمخطوطه قبطيه يرجع محتواها لعهد البابا يؤانس الـثالث عشر اي في القرن الـ16.

ولكن علي اي الاحوال، غالبيه المؤرخين يقولون ان المسيحيه بدات في التلاشي في وقت الحروب الصليبيه في عهد صلاح الدين في القرن الـ11 و رغم عدم تاييد المسيحيين الشرقيين لها، الا انها احدثت توترا في علاقه المسيحيين بالمسلمين هناك وتسببت في تعرض المسيحيين لمزيد من المضايقات علي مدي سنوات، كما ساهمت عدد من الظروف السياسيه و الاجتماعيه في هجره المسيحيين منها.

Comments

عاجل