أزمة تعصف بجامع الزيتونة المعمور في تونس

يعيش جامع الزيتونه المعمور الذي يتربع وسط المدينة العتيقة في العاصمة تونس احلك فتراته فهو يشهد حاليا صراعا محموما بين مشايخه وبين الدوله، حول امامته وادارته، في حين كان البعض يظن انه سيستعيد امجاده في نشر التعليم وتعاليم الدين عقب الثوره.

تتمثل الازمه الحاليه التي تدور في جامع الزيتونه الذي وقع تشييده في 627 ميلادي (76 هجري) في وجود نزاع حاد بين امام الجامع الشيخ حسين العبيدي والذي يلقب بوصفه الشيخ الاعظم لجامع الزيتونه وبين مشايخ اخرين اعلنوا سحب الصفه عنه وعزله من الامامه.

وبين هذا وذاك ياتي دور وزارة الشؤون الدينية التي تسعي بجهد كبير لسحب البساط ايضًا من الشيخ حسين العبيدي في محاوله لاسترجاع سلطه الدوله علي الجامع وضمه الي مؤسساتها.

وفي شرحه لاسباب هذه الازمه يقول الشيخ حسين العبيدي لـ"مصر العربيه" انّ وزاره الشؤون الدينيه حرضت بعض المشايخ للانقلاب علي مشيخه جامع الزيتونه الاصليين، مؤكدا بان وزاره الشؤون الدينيه ومن ورائها الحكومه بصدد تطبيق اوامر خارجيه لنسف التعليم الزيتوني الذي لا يتماشي مع الفكر العلماني الغربي، بحسب تعبيره.

ويؤكد العبيدي بان جامع الزيتونه استرجع استقلاليته عن الدوله بعد الثوره، موضحا بان مشيخه الزيتونه الاصليين فازوا بحكم قضائي في مارس 2012 لاسناد اداره جامع الزيتونه لهم وذلك بطريقه مستقله عن الدوله.

ويضيف بانّه في نفس ذلك الوقت تمّ ابرام اتفاقيه بين مشيخه جامع الزيتونه وبين وزارة التعليم العالي وزاره الشؤون الدينيه ووزاره التربيه عنوانها استئناف التعليم الزيتوني الاصلي في جميع فروعه في البلاد بطريقه مستقله عن مناهج التعليم التي تخضع لها المؤسسات التعليميه الحكوميه.

ويتابع العبيدي بان الحكومات المتعاقبه بعد تلك الاتفاقيه سعت للانقلاب علي ذلك العقد ورفعت قضايا للمحاكم من اجل اعاده السيطره علي الجامع، لكن القضاء كان في كل مره يصدر احكاما لفائده مشيخه الجامع الاصليين، وفق قوله.

واشار الي انّ الحكومه الحاليه بصدد التحضير لشن انقلاب علي الجامع بالقوه العامه لعزله شخصيا وتنصيب هيئه علميه وقتيه تسير الجامع لحين انتخاب مشيخه جدد، مؤكدا بان هناك الكثير من المواطنين علي اهبه الاستعداد كذلك للدفاع عن الجامع من كل تلك المحاولات.

ومنذ نحو اسبوع اعلن مشايخ معارضين للشيخ حسين العبيدي عن انتخاب هيئه تسيير وقتيه لجامع الزيتونه برئاسه الشيخ عمر اليحياوي وتضم رؤساء فروع الزيتونه كاعضاء لها الي حين انتخاب هيئه علميه دائمه في مؤتمر خارق لم يتحدد بعد موعده من اجل حسن تنظيم الجامع وضبط قانونه الاساسي.

ويقول علي العويني النائب الاول لهذه الهيئه انه تقرر بعد تشكيل الهيئه الوقتيه عزل الشيخ حسين العبيدي من الامامه وتسيير مشيخه جامع الزيتونه وتعليق الدروس في الجامع بسبب الكثير من الخروقات التي قام بها بحق هذه المؤسسه العلميه، علي حد تعبيره.

ويضيف لـ"مصر العربيه" ان الشيخ حسين العبيدي حول منبر جامع الزيتونه الي فضاء للتهجم علي السياسيين والاعلاميين والمسؤولين والمثقفين، مؤكدا بانه لا يحمل حسب قوله شهائد علميه تثبت اهليته لتولي رئاسه الهيئه الدائمه لمشيخه جامع الزيتونه.

ونفي علي العويني في حديثه الاتهامات التي وجهها لهم الشيخ حسين العبيدي بان هناك محاوله لاخضاع جامع الزيتونه تحت سيطره الدوله وانها استجابت لضغوط خارجيه من اجل واد التعليم الزيتوني الاصلي.

واكد بانّ هيئه تسيير وقتيه لجامع الزيتونه بصدد رفع قضيه استعجاليه ضد الشيخ حسين العبيدي لابعاده بالقوه العامه عن تسيير مشيخه الجامع والتدريس، موضحا بانها تسعي كذلك الي تنظيم وضبط المنظومه التعليميه بجامع الزيتونه وطرق تسييرها حتي لا تتضارب معالمنظومه التعليميه في البلاد

ناشئو اليد يسحقون الجزائر بافتتاح البحر المتوسط بايطاليا

تونس العاصمة تتضامن مع المحتجين جنوب البلاد

"التعليم الزيتوني" في تونس يصارع من اجل البقاء

تونس.. السجن 15 يوما لامين عام حزب بن علي

4 تحديات تواجه الحكومة التونسية الجديده