المحتوى الرئيسى

الشيخ وسيم يشرح عن حكم ضرب الزوجة في الإسلام

02/17 14:17

ما حكم الاسلام لضرب الزوجه؟ وكيف ينظر الشرع الي هذا الامر؟ الشيخ وسيم المزوق يشرح عن هذا الموضوع بالتفاصيل في ما يلي:

للمزيد: الشيخ وسيم يشرح عن حكم ضرب الطفل في الاسلام!

فقد امر الله تعالي الزوج بمعاشره زوجته بالمعروف نصّاً، فقال عز وجل: ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/ من الايه 19. فضرب الرجل لامراته ضربا مبرحا (ولو اجتنب الوجه) ظلم بيِّن، والظلم ظلمات علي صاحبه يوم القيامة. عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما روي عن الله تبارك وتعالي انه قال : ( يَا عِبَادِي اِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَي نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ).رواه مسلم.

قال ابن جرير الطبرى - رحمه الله - : والصواب من القول في ذلك عندنا انه غير جائز لاحدٍ ضرب احد من الناس ، ولا اذاه ، الا بالحق؛ لقول الله تعالي ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَاِثْمًا مُبِينًا ) الاحزاب/ 58 ، سواء كان المضروب امراه وضاربها زوجها ...

مخالفه الامر بعدم الضرب المبرح . عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال في حجه الوداع : ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَاِنَّكُمْ اَخَذْتُمُوهُنَّ بِاَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَهِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ اَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ اَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَاِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ). رواه مسلم .

وفي " الموسوعه الفقهيه ": ويجب ان يكون الضّرب غير مبرّح ، وغير مدمٍ ، وان يتوقّي فيه الوجه والاماكن المخوفه ، لانّ المقصود منه التّاديب لا الاتلاف؛ لخبر : ( انّ لكم عليهنّ الاّ يوطئن فُرُشَكم احداً تكرهونه ، فانْ فعلنَ فاضربوهنّ ضرباً غير مبرّح ). عَنْ مُعَاوِيَهَ بن حَيْدَه الْقُشَيْرِيِّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَهِ اَحَدِنَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : ( اَنْ تُطْعِمَهَا اِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا اِذَا اكْتَسَيْتَ اَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ اِلَّا فِي الْبَيْتِ ). قَالَ اَبُو دَاوُد : وَلَا تُقَبِّحْ : اَنْ تَقُولَ قَبَّحَكِ اللَّهُ . وقد ذكر الله تعالي ما ينبغي للزوج فعله ان اراد تقويم امراته ، فبدا بالوعظ ، وثني بالهجر في المضجع ، وثلَّث بالضرب، قال تعالي : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَاِنْ اَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً اِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/ من الايه 34 .

وفي " الموسوعه الفقهيه ": طرق تاديب الزّوجه :

ب. الهجر في المضجع .

ج. الضّرب غير المبرّح .

وهذا التّرتيب واجب عند جمهور الفقهاء ، فلا ينتقل الي الهجر الاّ اذا لم يجد الوعظ... قال الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه القيم "المفصل في احكام المراه والبيت المسلم في الشريعة الاسلامية": والراجح ان ضرب الزوج زوجته علي وجه التاديب مباح اذا لم ينفع معها الوعظ والهجر، ولم يستطع الزوج الصبر علي نشوزها ومعصيتها. ويكون ترك الضرب افضل اذا امكن اصلاح الزوجه بدون ضرب؛ وان استلزم ذلك الصبر عليها والاستمرار علي معالجه عصيانها بالوعظ والهجر، لدلاله بعض الاحاديث النبويه الشريفه علي ان الاولي والافضل هو ترك الضرب، وهذا ما اخذ به الامام الشافعي فعنده ترك الضرب اولي وافضل، ويؤيد هذه الافضليه لترك الضرب ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يضرب زوجه له قط، فقد اخرج ابن ماجه في سننه عن عائشه رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم خادماً له، ولا امراه، ولا ضرب بيده شيئاً.

تنبيه: صفه الضرب المذكور في الايه علي نحو ما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فاضربوهن ضرباً غير مبرح. وهو جزء من حديث طويل اخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لاحكام القران: والضرب في هذه الايه هو ضرب الادب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظماً ولا يشين جارحه كاللكزه ونحوها، فان المقصود منه الصلاح لا غير. انتهي

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل