المحتوى الرئيسى

احتلال مصر يبدأ من ليبيا

02/16 23:51

مستقبل مصر مرهون بما يجري في ليبيا، فاذا احتل «الداعشيون» ليبيا فنفوذهم قد يصل الي فلسطين ماراً بالاراضي المصريه، فالتاريخ القديم والحديث وضع ليبيا ومصر في سله واحده، حيث عرف قدماء المصريين الاقوام التي تقطن الي الغرب من مصر بالليبيين، وكانت القبيله الليبيه التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة الليبو. وقد ورد ذكر هذه القبيله لاول مره في النصوص المصريه التي تنسب الي الملك مرنبتاح من الأسرة التاسعة عشره (القرن الثالث عشر ق. م). ومن اسمها اشتق اسم ليبيا وليبيين.

وقد بلغت بعض القبائل درجه من القوه مكنها من دخول مصر وتكوين اسره حاكمه هي الاسره الثانيه والعشرون، التي احتفظت بالعرش قرنين من الزمان (من القرن العاشر الي القرن الثامن ق. م) واستطاع مؤسس تلك الاسره الملك شيشنق ان يوحد مصر، وان يجتاح فلسطين ويستولي علي عدد من المدن ويرجع بغنائم كثيره.

وحتي في اعقاب الفتح العربي الاسلامي ظل الجزء الشرقي من ليبيا في معظم الاحيان تابعاً لولايه مصر، واستمر هذا الوضع حتي ابان حكم الشيعه للمنطقه في القرن العاشر الميلادي، الذي ادخل ليبيا في حاله من الفوضي والضعف شبيهه بما يحدث الان سهلت علي النورمانديين، الذين كانوا ينطلقون من قواعدهم في صقليه، انتزاع طرابلس بقياده زعيمهم جوهر الصقلي. وفي عام (1158 ف) نجح الموحدون في طرد النورمانديين من طرابلس. وقد ترك الموحدون حكم الاجزاء الشرقيه من ممتلكاتهم للحفصيين. الا ان برقه لم تدخل ضمن المناطق التي سيطر عليها الحفصيون، اذ ظلت تحكم مباشره من مصر وان تمتعت في بعض الاحيان بالحكم الذاتي.

بعد ذلك احتل الاسبان طرابلس وتناوب المستعمرون علي ليبيا حتي اسس احمد القره مانلي اسره حاكمه استمرت في حكم ليبيا حتي (1835م) ويعتبر يوسف باشا ابرز ولاه هذه الاسره وابعدهم ثرا، وكان يوسف باشا حاكماً طموحاً اكد سياده ليبيا علي مياهها الاقليميه وطالب الدول البحريه المختلفه برسوم المرور عبر تلك المياه. كما طالب في سنه (1803) بزياده الرسوم علي السفن الامريكيه تامينا لسلامتها عند مرورها في المياه الليبيه. وعندما رفضت الولايات المتحده تلبيه طلبه استولي علي احدي سفنها. الامر الذي دفع الامريكيين الي فرض الحصار علي طرابلس وضربها بالقنابل. ولكن الليبيين استطاعوا مقاومه ذ لك الحصار واسروا احدي السفن الامريكيه (فيلاديلفيا) عام (1805) الامر الذي جعل الامريكيين يخضعون لمطالبهم.

وما اشبه اليوم بالبارحه، فالتحالف الغربي الذي اطاح بالقذافي ترك ليبيا للميليشيات التي تحيك المؤامرات علي مستقبل البلاد وبصوره تعيد للاذهان مشروع سيفورزا الذي نشرته بريطانيا وايطاليا في 10/3/1949 الخاص بليبيا. ويقضي ذلك المشروع بفرض الوصايه الايطاليه علي طرابلس والوصايه البريطانيه علي برقه والوصايه الفرنسيه علي فزان، علي ان تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقه علي المشروع. وقد وافقت عليه اللجنه المختصه في الامم المتحده في 13/5/1949 وقدم الي الجمعيه العامه للامم المتحده للاقتراع عليه. واذا كان هذا المشروع قد باء بالفشل لحصوله علي عدد قليل من الاصوات المؤيده انذاك، فانه مرشح للتنفيذ بقوه هذه الايام في ضوء تلاقي المصالح والاهداف الغربيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل