المحتوى الرئيسى

"الوطن" تكشف في تحقيق استقصائي: حلويات بحوافر وجلود الحيوانات النافقة

02/15 10:12

في تحقيق استقصائي، اقل ما توصف النتائج التي توصل اليها بـ«الكارثيه»، اجرت «الوطن» تحليلاً لعينات من ماده «الجيلاتين»، التي يستخدمها واحد من اكبر المصانع السريه لانتاج الحلويات، بمختلف انواعها، في اكبر مركز بحثي حكومي، ليؤكد تحليل العينات انها غير مطابقه للمواصفات القياسيه المصريه، وتحتوي علي مواد سامة وقاتله، اخطرها «الرصاص» المسرطن، والزرنيخ والكاديوم، احد اهم مسببات سرطان الكبد، والفشل الكلوي، وضمور خلايا المخ والتخلف العقلي في الاطفال، فضلاً عن وجود اربعه انواع من البكتيريا القاتله من نوع «E-Coli - Salshline - Kelbsiella Pneumonine SPP - Serratia Ficaria.. .. ، وفقا للتحاليل البيولوجيه للعينات، وهي تسبب سرطان الرئه وتسمم الدم المفاجئ، وغيرها من الكوارث، خصوصاً اذا ما عرفنا ان تلك الانواع من البكتيريا وسلالاتها لا تتاثر بالمضادات الحيويه!، اما الطامه الكبري التي قد تجعلك تمتنع عن شراء الحلويات للابد فهي ان هذا «الجيلاتين» مُصنع من جلود الحمير النافقه، وامعائها وحوافرها المُتحلله!، ومن جلود بعض الابقار والجاموس والخنازير المريضه، ويباع هذا الجيلاتين لاكبر مصانع ومحال الحلويات في مصر، وليس فقط لمحال الحلويات الرخيصه.

«الوطن» تنفرد بتجربه عمليه بالصوت والصوره لاختراق المخابئ السريه لتصنيع «الجيلاتين»، كما تقدم تجربه حيه لتصنيع الحلويات من هذه الماده المسمومه بالصوت والصوره ايضاً، بعد اضافه «المُحسنات والالوان الصناعيه وعسل الجلوكوز لها لاخفاء الرائحه الكريهه وطعم الامعاء والحوافر المُتحلله»، فاللعب كله في عمليه «تسييح هذه الجيلاتينه» قبل تصنيعها كحلويات، كما يقول مصدرنا الذي تحتفظ «الوطن» ببياناته كامله حفاظاً علي حياته، لتخرج في النهايه قطعه الجاتوه او البسبوسه التي تاكلها لا فرق بها ابداً ما بين محل حلواني شهير او متواضع! طالما الجشع يحكم النفوس بعد ان مات الضمير بلا رجعه، واصبح جلياً لنا وجود سبب اضافي لامتلاء مستشفياتنا بمرضي السرطان والفشل الكلوي وسرطان الكبد، بل والموت المفاجئ بلا سبب واضح في مصر.

البدايه لم تكن سهله او امنه بالمره، فعلي مدار اكثر من شهرين كاملين كانت الرحله شاقه وخطره ايضاً، فالعالم السري لتصنيع الجيلاتين القاتل في مصر لا يعرفه الا «الحلوانيه الكبار» وموردو ماده الجيلاتين الي اصحاب المصانع الكبيره، وغير مسموح لاحد باختراقه والا كان مصيره مجهولاً، فهي صناعه تدر الملايين علي اصحابها وربما تفوق في ارباحها تجاره المخدرات!

البدايه كانت في منطقتي «سور مجري العيون»، و«الجياره» في منطقه مصر القديمه، حيث اشهر مدابغ الجلود الحيوانيه. المكان رائحته كريهه لا تطاق. روث البهائم والمجاري «الطافحه» واكوام القمامه ترتفع لما يقارب منتصف الساق. قنوات المياه المتسخه ترسم جغرافيه المكان، واخري يتسرب منها كل ما يخرج من البالوعات المفتوحه ومياه الصرف الصحي تضيف علي المشهد بشاعه لا يمكن ان توصف، تلال من الجلود المُعده للدبغ ملقاه علي عتبات الشمس للتجفيف. اكوام من القمامه تتراص علي جانبي الطريق المؤدي الي ذلك المخبا السري تتراكم معها مخلفات «المصارين والامعاء الحيوانيه» مجهوله المصدر. اطنان من اجوله الجير والملح لتمليح الجلود وتنظيفها وما يقابلها ايضاً من اطنان من الديدان المتساقطه من عمليات التمليح تلك في مشهد دراماتيكي يبعث علي الغثيان حد الموت. عربات الكارو تتصدر المشهد بقوه لنقل الجلود ما بعد عمليه السلخ وما بعد عمليه التنظيف. الدماء تملا المكان ما بين الطازج والمتجلط، ومن الطبيعي جداً ان تري تلالاً من المصارين والامعاء او «الفرت» بلغه اهل المكان لمئات الحيوانات والبعض منها لحيوانات نافقه، «كما عرفنا من مصادرنا»، لتمر من امامك ملقيه عليك سلاماً برائحه التعفن والقيء!

الهدف الاساسي لنا هو شراء «جلاتينه - كما يسميها الحلوانيه» او الماده الجيلاتينيه التي يتم يقوم علي اساسها صناعه كافه انواع الحلويات.. الطبيعي والبديهي والادمي ايضاً ان تكون هذه الماده الجيلاتينيه مصنعه وفقاً لشروط الصحه العامه، ومن مواد طبيعيه لها مواصفات قياسيه محدده سيتم الكشف عنها لاحقاً، لكن الصدمه هنا انه يتم تصنيع «جلاتين» اخر … لا يمت للجيلاتين الذي من المفترض ان يدخل في صناعه الحلويات الا بالاسم فقط!! حيث سيكشف التحقيق ان هذا الجيلاتين مصنع بكل بساطه وكارثيه من جلود وحوافر ومخلفات الحمير النافقه في المصارف والترع او حتي المذبوحه بشكل غير مشروع!!! وان هذا الجيلاتين يتم لاحقاً بيعه لاشهر محلات الحلويات في مصر ليتم استخدامه في تصنيع الحلويات التي تنتجها مصانعهم!

بعد السير لمسافه طويله ومن شارع الي شارع.. ومن ممر الي ممر ومن «حاره الي حاره» تكتشف انها بلد بداخل البلد.. وصلنا الي المكان المطلوب.. مصنع «عم … »، حيث يحيط بالمكان «البودي جاردات» مفتولو العضلات وعلامات الشر تملا وجوههم، يملاون المكان بشكل غير طبيعي وبعضهم يحمل السلاح!، فيما اصر كل شخص منهم علي ان يتفحصنا بعين الريبه والشك!! في البدايه رفض صاحب المصنع السري، والذي هو عباره عن سرداب معتم وتفوح منه روائح العفن والمصارين والاحشاء المُتحلله المتراميه في كل اتجاه ان يعترف انه يقوم بتصنيع تلك «الجيلاتينه» المخصوصه للبيع لمحلات الحلويات، حينما سالناه عنها وطلب منا الرحيل.

لكن المصدر الذي كان معنا تحدث معه بلغه «الحلوانيه»، التي يفهمها صاحب المصنع، وانه يحتاجها لتصنيع «الكريز بالموس» وانه يحتاج الي 200 كيلو، بعد ان قال له اننا اصحاب مصنع حلويات جديد سيتم افتتاحه قريباً، ونريد تحقيق اكبر مكاسب ماديه، خاصه اننا في البدايات، حتي يطمئن الي اننا لا نتبع اي جهه حكوميه او مدسوسون عليه من وزاره الصحه او التموين او المباحث، وقلنا له اننا نريد ان نشتري منه عينات مبدئيه من الجيلاتين كبدايه «طلبيه ضخمه وتعاون مستمر فيما بعد»، وبعد فتره من التردد والصمت، نادي علي احد «صبيانه» لكي ياتي لنا بما نريد من عينات من الجيلاتين الذي يقوم بتصنيعه بعد ان سمح لنا بالدخول، والجلوس في مكان محدد والا نتجول في المكان ابداً.

عينات الجيلاتين التي احضرها «الصبي صابر» تتكون من 3 درجات.. درجه 1 يعني الانظف والاعلي جوده، درجه 2 يعني المتوسطه، درجه 3 يعني الارخص والاقل جوده.. وسعر الدرجه الاولي 22 جنيهاً، المتوسطه 20 جنيهاً، اما الدرجه الثالثه 18 جنيهاً للكيلو الواحد، وهذه الاسعار كانت قابله للتفاوض فيما بعد، حيث تمكنا من «الفصال» في السعر، وحصلنا علي اردا الانواع من الجيلاتين «المصنوعه من حوافر الحمير المتحلله وجلود الحمير» ليصبح بمبلغ 8 جنيهات فقط للكيلو!

عينه الجيلاتين عباره عن لوح «رقاقه» من الماده الجيلاتينيه يميل لونها الي «البني الفاتح»، ومن خلال التجربه عرفت ان «الجيلاتينه» 3 درجات، الافتح لوناً هي درجه 1 ومصنعه من جلود الابقار والاغمق قليلاً هي درجه 2 مصنعه من جلود الجاموس، اما درجه 3 فهي اكثرها سوءاً واغمقها لوناً، فهي مصنعه من جلود وحوافر الحمير النافقه وايضاً الخنازير كما عرفنا!!. بالمناسبه «بعض العينات كان بها ذباب وحشرات متحنطه فيها» !! كعلامه جوده! وكل الثلاث عينات فيها سموم قاتله بحسب التقارير والمعامل الرسميه التي اعتمدت نتيجه العينات لاحقاً.

«العِرق صنعه»، هكذا قال لنا صاحب المصنع المشبوه وهو يتفاخر بان كل مصانع الحلويات الكبيره تاخذ منه الجيلاتين خاصه الارخص نوعاً «علشان ابواب الرزق تكون اوسع»، كما يقول بكل اريحيه من بين اسنانه الصفراء ورائحه العفونه التي تخرج من ملابسه بالتبعيه!!

ثم يباغتنا صاحب المصنع المشبوه مفاجئاً في سؤال ماكر: «لو اخدتم الجيلاتين ده هتعرفوا تشدوه؟»، يقصد تطويعه لعمل الحلويات فيما بعد باسلوب معين؟ فيرد عليه المصدر «الحلواني» قائلاً: ايوه طبعاً، انا جايب اسنسات من بره مصر مخصوص - يقصد مواد اضافيه كمُحسنات كيميائيه، خاصه والوان صناعيه معينه! اما المصيبه الكبري، فهي محاوله اقناع صاحب مصنع الجيلاتين المشبوه لنا بالا نغامر ونشتري جيلاتين من مكان اخر بسبب رخص الاسعار، وقال لنا بالنص: «هناك جيلاتينه يصل سعرها للجنيه للكيلو الواحد، لكنها لن تساعدك في العمل ابداً، وممكن تخسر زبونك بعد كده، لانها بتاعه محال الحلويات الرخيصه».

وفيما يقدم لنا صاحب المصنع «الشاي الذي يشبه لون الدم الفاسد» كواجب ضيافه،! تشاء الاقدار ان ياتي للمخبا السري، ونحن جالسون، مندوب من احد محلات الحلويات الشهيره «تحتفظ الوطن باسمه»، والذي يبيع دسته الجاتوه بما يقارب 140 جنيهاً! للتعاقد علي شحنه جديده من الجيلاتين الذي ينتجه هذا المصنع ايضاً كدليل دامغ علي حجم المصيبه التي يعيشها المصريون دون ان يعلموا!

المندوب طلب طلبيه حجمها 8 اطنان من الجيلاتين «الحميري» الذي يبلغ سعر الكيلو منها 8 جنيهات فقط، بينما كان يتفاخر صاحب الوكر بان ذلك الشخص زبون قديم للمكان منذ سنوات للدلاله علي انه ذائع الصيت، وله زبائنه من مشاهير مصنعي الحلويات في مصر، واننا حتماً سنكسب مثلهم، فيما اخذ راسي يدور من الصدمه في محاوله لتذكر كم مره اشتريت من هذا المحل تورتات وجاتوهات وحلويات شرقيه علي مدار السنوات الماضيه لكي استمتع بمذاقها وللمجامله في المناسبات العائليه وللاصدقاء!

خرجنا من المخبا بسرعه البرق، لكي نتنفس هواءً به اكسجين بدلاً من رائحه الدم والعفن التي جلسنا فيها ما يقارب الساعه ونحن نحمل عينات وفيره من كل نوع من انواع الجيلاتين القاتل، بالاضافه الي جيلاتين «بودره» يتم تصديره لاحدي دول الخليج! يتم تصنيعه من ذات الحوافر والجلود، ولكن يتم اضافه بعض المُحسنات الكيمائيه اليه حتي لا يتم اكتشافه في المعامل!

نتائج التحاليل الكيميائيه والبيولوجيه للعينات كشفت عن ان جميعها غير مطابق للمواصفات القياسيه المصريه الخاصه بالجيلاتين الغذائي المستخدم في تصنيع المنتجات الغذائيه، وتحتوي علي نسب عاليه جداً من الرصاص المسبب لضمور الجهاز العصبي بالجسم وتلف بخلايا المخ، الفشل الكبدي والكلوي والاصابه بالسرطان، فضلاً عن معادن اخري ثقيله كالزرنيخ والكادميوم، الكروم، النيكل، المنجنيز وغيرها.

حيث اثبتت التحاليل الكيميائيه ان نسبه الرصاص «ثاني اخطر انواع المعادن الثقيله» عاليه جداً في عينات الجيلاتين، حيث تنص المواصفه القياسيه المصريه علي تحديد سقف ماده الرصاص بواقع 1.5 ppm «اي جزء في المليون»، في حين انه وفقاً للتحاليل الكيمائيه للعينات كانت نسبه الرصاص 18.32 اي ما يوازي 18 ضعفاً دفعه واحده!

تقول الدكتوره نشوي المهدي، استشاري السموم الاكلينيكيه بالمركز القومي للسموم، وزاره الصحه: نتائج التحليلات «مُفزعه».. فاخطر ما جاء في التحاليل المعمليه هو وجود ماده الرصاص بمقدار 18 ضعف المسموح به! فالرصاص له تاثير مباشر علي خلايا الدماغ والجهاز المركزي العصبي، خاصه في الاطفال حيث يتم امتصاص الرصاص في الاطفال بنسبه اكبر من كبار السن!، المصيبه الكبري ان الرصاص لا يخرج من الجسم بل «يتحوش» في العظام! ولا يستطيع الجسم طرده، وتبدا تاثيراته تظهر تباعاً وصولاً الي الاصابه بالفشل الكلوي في سن صغيره كاحدي النتائج، اما التاثيرات المباشره علي المدي القصير فتكون النسيان، عدم التركيز، حاله وهن وضعف عام.

وتؤكد قائله: ان الام التي في جسمها نسبه رصاص عاليه ممكن جداً ان تنجب طفلاً متخلفاً عقلياً، لان الرصاص يعبر عبر المشيمه الي الجنين ويؤثر علي جهازه العصبي! وهو ما يبرر زياده نسبه اصابه الاطفال بالتخلف العقلي والاعاقه الذهنيه، وهي نسبه مرتفعه في مصر بالمناسبه! ونتيجه التحاليل كارثيه بكل المقاييس، فنحن هنا نتكلم عن 18 ضعفاً مره واحده! فالذي لا يعرفه الكثيرون ايضاً ان الرصاص يسبب ضموراً للاجهزه التناسليه للرجال والنساء «الخصيه في الذكر والمبايض في الاناث» ويسبب العقم!

وتضيف قائله: نتائج التحليلات تشير الي ارتفاع نسبه الزرنيخ في العينات، حيث جاءت نسبه عنصر الزرنيخ 1.4 في عينه الجيلاتين «البودره» بينما تنص المواصفه القياسيه المصريه علي الا تزيد نسبه الزرنيخ عن ppm 1! وهو مسئول عن تدمير الشريط الوراثي DNA في الجسم، ويسبب سرطان الرئه والمثانه علي المدي الطويل، كما يوجد بالعينات معدن «الكادميوم» وهو ايضاً يسبب الفشل الكلوي!

فيما تستغرب الدكتوره نشوي، قائله: هناك عناصر ومعادن اخري ثقيله في عينات الجيلاتين لم تتكلم عنها المواصفه القياسيه المصريه، وهنا لا بد من الاشاره الي اهميه ان تكون المواصفه القياسيه مواكبه للتطورات البيئيه، لانه يتضح بالابحاث مضار جديده لمعادن اخري لم تتحدث عنها المواصفه، فمن اللافت للنظر ان هذه المواصفه اخر اصدار لها عام 2007!

واشارت الي انه علي سبيل المثال لا الحصر، الجيلاتين الذي تم تحليله، فيه كذلك معدنا الكروم والنيكل، وهما مادتان مباشرتان للاصابه بالسرطان! وهما لا يجب ان تتوافرا في اي اطعمه نتناولها وهذه كارثه بكل المقاييس!

وبسؤالها عن متوسط تقديري اذا ما اكل المواطن «قطع جاتوه او بسبوسه مثلاً» بمعدل ثابت في الاسبوع، فسيكون معرضاً للاصابه بالامراض الخطيره بشكل مباشر بعد كم من الوقت؟ اجابت قائله: لا نستطيع ان نحدد المده الزمنيه اللازمه لذلك، خاصه اذا ما عرفنا ان هذه الملوثات الخطيره ممكن ان يتعرض لها المواطن من مصادر اخري، وليس فقط مما ياكل! سواء في الجو، والتلوث المحيط به، التدخين، المياه، الخضراوات، الفواكه.. اذن هنا نتحدث عن اتحاد تراكمات ملوثات خطيره من كل اتجاه سيكون اكل الحلويات المصنعه من هذا الجيلاتين عامل اضافياً في اصابته بالامراض الخطيره! وهذا يختلف من قوه مناعه شخص لاخر، فهناك من تظهر عليه الامراض الخطيره بعد سنه، او اثنتين او خمس! لكن في الغالب يكون الاطفال وكبار السن هم الاسرع تاثراً بسبب ضعف جهاز المناعه لديهم!

اما التحاليل البيولوجيه للعينات الجيلاتينيه فكانت تحمل كارثه من نوع اخر، حيث اثبتت ان العينات بها 4 انواع من البكتيريا القاتله:

حيث يشير الدكتور مصطفي حبيبه «خبير التغذيه والانتاج الحيواني في الامم المتحده والاستشاري العلمي للجامعه الفرنسيه في مصر» الي ان التحليلات البيولوجيه للعينات فيها «بلاوي زرقاء»، مؤكداً ان وجود هذه الانواع من البكتيريا في الجيلاتين، يعني ان الحيوانات التي صُنعت من حوافرها وجلودها هذا الجيلاتين، كانت مصابه في الاساس بهذه الانواع من البكتيريا، والتي ستنتقل للانسان فوراً حال اكلها! في حين ان المواصفات القياسيه المصريه تنص علي عدم وجود اي نوع من انواع البكتيريا في الجيلاتين حتي تكون صالحه للاستخدام الادمي!

واضاف ان بكتيريا «الاشيريكه القولونيه» E-Coli تسبب اسهالاً مُدمماً «فيه دم»، تقلصات شديده في المعده، والمصيبه الكبري انه ليس لها علاج!! والمضادات الحيويه لا تُؤثر عليها وقد تسبب الوفاه في حالات كثيره لو نسبتها عاليه في الجسم! حيث تعيش هذه البكتيريا في الاساس في احشاء الحيوانات، مثل الابقار والجاموس والحمير وتنتقل عن طريق لحومها او منتجات ملوثه بدمائهم!! وعن طريق السماد الملوث بروث هذه الحيوانات الحامله لها ايضاً!! وتؤدي في الحالات الشديده الي اسهال مدمم وتسبب تقلصات في البطن شديده مؤلمه جداً.

ويمكن ان تؤدي الي حاله تسمي hus، او متلازمه التحلل الدموي البولي. وهي قاتله احياناً ويكون الاطفال وكبار السن هم المهددين بالاصابه بها اكثر، وتؤدي الي الفشل الكلوي وانخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدمويه، والمصيبه ان تناول المضادات الحيويه والادويه المضاده للاسهال يزيد من خطر هذا المرض! وليس العكس!!

اما بكتيريا «الكلبسلا Klebsiella Pneumonine SPP» فهي ايضاً تعيش في الامعاء الغليظه للانسان ولا يحدث التاثير المرضي لها الا عند خروجها من منطقه القولون، فتسبب التهابات خطيره في مناطق متعدده في الجسم تؤدي للوفاه، كما انها تسبب الالتهابات اخري كالتهاب المسالك البوليه وتجرثم الدم والتهاب السحايا والتهاب المراره، كما تسبب الالتهاب الرئوي في البدايه وصولاً الي سرطان الرئه بشكل مباشر!! كما تكون سبباً مجهولاً لخروج مخاط مُدمم، و40 - 50% من الحالات التي تصاب بهذه البكتيريا تموت لانها لا تتاثر ايضاً بالعقاقير الطبيه او المضادات الحيويه خلال فتره العلاج! وهي لا تتاثر ايضاً بالحراره مثلاً اذا ما تم التعامل مع ماده الجيلاتين المستخدمه بدرجه حراره عاليه!!

في حين ان بكتيريا Serratia Ficaria مصيبتها انها لا توجد في الاساس الا في الدماء الملوثه بها! اي ان هذه العينه من الجيلاتين بها ايضاً فضلات دماء ملوثه بهذه البكتيريا القاتله، حيث تصيب الجهاز التنفسي والمسالك البوليه، وتتسبب في التهاب السحايا، التهاب العين، تسمم الدم، حمي، رعشه، انسداد مزمن للقصبات الهوائيه، سعال، الم في الصدر، ضيق تنفس في حاله اصابه الجهاز التنفسي، اما في حاله اصابه المسالك البوليه فتتسبب في كثره التبول، حمي، الم عند التبول، كما تتسبب في وجود قيء، صداع، غيبوبه، حمي، وذهول في حاله التهاب السحايا، بالاضافه الي خرّاج البنكرياس والكبد والتهابات واصابات في الجلد والام بالاذن قد تؤدي الي فقدان السمع! ومعظم سلالات هذه البكتيريا مضاده للمضادات الحيويه!

وبسؤاله عما اذا كان وجود هذه البكتيريا في عينات الجيلاتين، يعني ان «الحمير» التي تم استخراج الجيلاتين من جلودها وحوافرها كانت مصابه بها في الاساس، اجاب قائلاً: طبعاً، واحتمال كبير تكون نفقت هذه الحيوانات ايضاً بسبب هذه البكتيريا، قبل ان يتم استخدام جلودها وحوافرها في تصنيع الجيلاتين!!

وباستعراض نتائج تحاليل عينات الجيلاتين مقارنه بالمواصفه القياسيه المصريه رقم 1233 / 2007 فان عينات الجيلاتين اثبتت ان محلول العينات الساخن له رائحه «جلود الحيوانات» ويحتوي علي شوائب عالقه ويظهر بالمحلول تغبيش! في حين انه طبقاً للمواصفه يجب ان يكون محلول العينات الساخن خالياً من اي رائحه، وعند النظر اليه لا يوجد به تغبيش!

وهنا يقول الدكتور مصطفي حبيبه: «لازم الناس في البدايه ان تعرف ما هو الجيلاتين؟ هو عباره عن مستخلص من جلود الحيوانات وبعض الاربطه والعظام لتخرج منها الماده البروتينيه ومنها نوعان «شرائح» و«بودره»، ومن المفترض ان تكون المواصفات المصريه تحرم ان يتم تصنيعه من جلود الخنازير او الحمير، بمعني ان المطابق منه يستخرج فقط من جلود «الابقار، الجاموس، الغنم» فقط، لكن ما تشير اليه نتائج التحليلات للجيلاتين الذي حصلتم عليه محل التحقيق الصحفي لا علاقه لها بذلك ابداً، وتدل علي انه مستخرج من جلود الخنازير والحمير وتم تصنيعه في المدابغ وسط المجاري ومخلفات الحيوانات النافقه والامعاء و«المصارين» المستخرجه في عمليات الدباغه والدماء الملوثه ايضاً!

ويقول: بكل اسف الكارثه الحقيقيه التي لا يعرفها الكثيرون ان 80 -90% من الجيلاتين المصنوع في مصر يتم استخراجه من جلود الخنازير والحمير! وبغض النظر عن حرمانيه استخدامه من الناحيه الشرعيه، فالمصيبه الكبري تكمن فيما يحمله هذا الجيلاتين من كوارث حقيقيه تسبب كافه انواع الامراض، وهذا وضح تماماً في نتائج التحاليل المعمليه، ويتم تصنيعه بطريقه غايه في الخطوره من خلال الحصول علي مكوناته من اماكن ملوثه كالترع والمصارف من خلال متعهدين متخصصين لهذه العمليه!

وهو ما يؤكد عليه من ناحيه اخري الدكتور لطفي شاور، رئيس مجازر السويس سابقاً: نعم يُصنع الجيلاتين من مستخلصات جلود الحمير وحوافرها الان في مصر، وفي الغالب يتم ذلك في اماكن سريه ويمكن القول انها مخابئ.. او «مصانع بير السلم» كما هو دارج للعامه، وهي اماكن غير مُراقبه صحياً، اما من اين تاتي؟ فالحقيقه التي لا يعرفها احد انه يكون لهم متعهدون متخصصون علي مستوي الجمهوريه لامدادهم بالمواد اللازمه لتصنيع الجيلاتين في اماكنهم السريه!

ويضيف قائلاً: هؤلاء المتعهدون وصبيانهم يكونون مسئولين عن جمع كل مخلفات المجازر سواء الرسميه او الخاصه «افراد» اياً كان ما يقوم بذبحه هذا الجزار، بالاضافه الي جمع بعض اجزاء الحيوانات النافقه في الترع، وتحديداً «الجلود، القرون، الحوافر، الجباه» وفي الغالب تكون هذه الحيوانات النافقه هي الحمير والخنازير واي حيوان نافق اخر، خاصه ان هذه المخلفات غير صالحه للاستخدام الادمي وبالتالي لا يبحث عنها احد لكي يستفيد منها، واذكر انني فوجئت بواقعه حدثت في القاهره من حوالي شهرين، حيث تم القبض علي شقيقين يقومان باستخراج الحيوانات النافقه في الترع والمصارف، ثم ياخذان حوافرها وجلودها ولحومها ايضاً ويبيعانها لهؤلاء المتعهدين!

ويؤكد قائلاً: ولا تتوقف المصيبه عن هذه الحيوانات النافقه فقط، بل ان اي حيوان مريض بالذات الحمار او الخنزير، او اي نوع من انواع الماشيه «بقر، جاموس، خرفان» يقوم مربيه بذبحه، فان هؤلاء المتعهدين يقومون باخذ مخلفاته ايضاً!! ويشير قائلاً: ان هذه المخابئ السريه المسمومه تقوم بالاتفاق مع هؤلاء المتعهدين علي الكميات المطلوبه من هذه المخلفات الحيوانيه، علي ان يتم الدفع لقيمه هذه المخلفات كل 6 شهر، حيث يكون المصنع استطاع استخدامها في تصنيع الجيلاتين القاتل وحصل علي ثمنه من مصانع الحلويات التي تتعامل معه.

من جانبه، اشار احد مستوردي ماده الجيلاتين لسنوات طويله في مصر، الذي رفض ذكر اسمه لـ«الوطن» الي ان ماده الجيلاتين الغذائي المطابق للمواصفات العالميه والصالح للاستخدام الادمي الذي نستورده يكون مستخلصاً من الجلد البقري او الخنازير والذي يجب ان يتم فحصه بيطرياً للتاكد من خلوه تماماً من اي امراض قد تكون اصابت الحيوان قبل ذبحه ونحصل علي شهادات مثبته بذلك قبل استيراده، كما انه يكون قد خضع لكل الفحوصات والتحاليل المعمليه المعتمده عالمياً للتاكد تماماً من انه امن وخالٍ من البكتيريا المرضيه، وخاصه مرض «جنون البقر» وكذلك لا يحتوي علي اي اثار للمضادات الحيويه مع وجود شهادات معتمده تؤكد ان هذا الجيلاتين يحتوي علي الحدود المسموح بها من العناصر المعدنيه في الجيلاتين الغذائي والذي يتم استيراده في الغالب من امريكا، ودخلت الصين علي خط الاستيراد مؤخراً كمنافس قوي، رافضاً الادلاء باسماء الشركات والمصانع التي تتعامل معه باعتبارها من «اسرار الشغل».

وعن اسعار الجيلاتين المستورد، قال «المستورد»: يبدا سعر الطن من 75 الف جنيه ويصل الي 120 الف جنيه حسب جوده ودرجه نقاوه الجيلاتين المستورد، وهذا يعني ان سعر الكيلو يقارب 100 - 200 جنيه بحسب سعر الدولار واضافه الجمارك المطلوبه! في حين ان سعر الجيلاتين الذي يُصنع بطريقه عشوائيه في مصانع بير السلم لا يزيد ثمن الكيلو منه علي 8 جنيهات! فهل لنا ان نتخيل فرق السعر الرهيب؟ وايضاً من اي مواد تم تصنيع هذه الجلود؟ اعتقد ان نتائج التحليلات الكيميائيه والبيولوجيه التي حصلتم عليها كفيله بالرد!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل