المحتوى الرئيسى

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (7): المرأة تسد الفراغ.. واللجوء إلى الماضي هربًا من الحاضر

02/14 01:32

سد مهرجان برلين، الذي يقفل باب اعماله يوم غد (الاحد)، الثغره التي عاني منها مهرجان «كان»، وسواه من المهرجانات الاولي، عندما غابت المراه من عداد المخرجين الذين اختارتهم تلك المهرجانات لتقديم اعمالهم.

الي جانب فيلم الافتتاح «لا احد يريد الليل»، الذي حققته الاسبانيه ايزابيل كواكست، عرضت البولنديه مالغوراتزا شوموسكا فيلمها «جسد»، وقامت لورا باسبوري بعرض فيلمها المموَّل البانيا وايطاليا «عذراء محلّـفه». هذا بالطبع الي جانب ان المراه علي الشاشه، وليس فقط وراء الكاميرا، شهدت حضورا اكبر من المعتاد.

كواكست وحدها، بين المخرجات المشتركات، سعت لتقديم شخصيه قويه في ظروف استثنائيه. في «لا احد يريد الليل» تتابع رحله بطلتها زوجه رحّـاله اميركي (تؤديها الفرنسيه جولييت بينوش) تريد الالتحاق بزوجها الذي استوطن القطب الشمالي في رحله استكشاف. ما تواجهه من معضلات طريق وظروف جويه وعواصف وخطر الموت جوعا هو الدراما الفعليه التي تطالعنا علي الشاشه من بعد نصف ساعه او اكثر قليلا من بدايه الفيلم.

بطله «جسد» لديها هم مختلف، كذلك بطله «عذراء محلّـفه». الاول افضل هذه الافلام الثلاثه. بطلته انا (مايا اوستازفسكا)، فتاه يُدخلها والدها مصحّه خوفا من ان تنتحر بعد وفاه والدتها، وكانت انا خسرت قبل ذلك حياه طفلها. الفيلم، رغم موضوعه هذا، كوميديا سوداء حول كيف تواجه المراه مصاعب حياتها النفسيه والعاطفيه وتضع نفسها علي طريق الهرب مما يحيط بها من احباطات ومازق نفسيه، ولو دخولا في عالم الغيبيات.

كواكست وحدها، بين المخرجات المشتركات، سعت لتقديم شخصيه قويه في ظروف استثنائيه. في «لا احد يريد الليل» تتابع رحله بطلتها زوجه رحّـاله اميركي (تؤديها الفرنسيه جولييت بينوش) تريد الالتحاق بزوجها الذي استوطن القطب الشمالي في رحله استكشاف. ما تواجهه من معضلات طريق وظروف جويه وعواصف وخطر الموت جوعا هو الدراما الفعليه التي تطالعنا علي الشاشه من بعد نصف ساعه او اكثر قليلا من بدايه الفيلم.

لكن بطله «جسد» لديها هم مختلف، كذلك بطله «عذراء محلّـفه». الاول افضل هذه الافلام الثلاثه. بطلته انا (مايا اوستازفسكا)، فتاه يُدخلها والدها مصحّه خوفا من ان تنتحر بعد وفاه والدتها، وكانت انا خسرت قبل ذلك حياه طفلها. الفيلم، رغم موضوعه هذا، كوميديا سوداء حول كيف تواجه المراه مصاعب حياتها النفسيه والعاطفيه وتضع نفسها علي طريق الهرب مما يحيط بها من احباطات ومازق نفسيه، ولو دخولا في عالم الغيبيات.

«عذراء محلّـفه» اسوا هذه الاعمال المذكوره. هو عن فتاه تعيش في منعزل من الشمال الالباني ما زالت عذراء بقرار رفض للتقاليد، حيث تؤدي المراه دورا ثانويا في الحياه لا يتعدّي ان تكون زوجه وخادمه الزوج في الوقت ذاته. هذا المفهوم يدفعها الي طلاق انثويتها والتصرف كصبي لعده سنوات الي ان تقرر ان تنزح الي ميلانو حيث تعيش شقيقتها وعائلتها. هناك تجد نفسها شاهده لمنوال مشابه، فابنتا شقيقتها علي طرفي نقيض؛ واحده تريد الهرب مع من تحب، والاخري تلتزم بتعاليم ابيها. الفيلم، علي ركاكه سرده، هو بحث تلك العذراء عن هويتها، وهو بحث يفضي بالفيلم الي نهايه لا تقدّم ولا تؤخر حتي علي مستوي ما اراد الفيلم توفيره من حالات.

الظاهره الاخري التي نستطيع ان ننقلها مما شاهدناه من افلام المسابقه هي ان اعمالا كثيره عادت الي فترات زمنيه سابقه. لدينا «لا احد يريد الليل» و«ملكه الصحراء» الكامنان في مطلع القرن العشرين. كذلك حال الفيلم الفرنسي «مفكره خادمه الغرفه» لبنوا جاكو الذي يسرد حكايه الفتاه سيليستين (ليا سيدو) التي غادرت باريس، في عام 1900 الي نورماندي حيث انتهت، بعد تجربه واحده، للعمل في دار رجل ميسور (فنسنت ليندون) اعتاد معاشره الخادمات في منزله، رغم حذر زوجته وغيرتها. ها هي الطبّـاخه حامل منه وهو يحوم حول سيليستين التي تقرر عدم الاستجابه له مهما كلّـفها الامر.

الفيلم ليس جديدا، اذ نقل الحكايه التي وضعها اوكتاف ميربيو في العام ذاته (1900) الي فيلم روسي سنه 1916، والي فيلمين فرنسيين احدهما لجان رنوار سنه 1946، والثاني من توقيع لوي بونويل سنه 1964. بالاضافه الي اسلوب عمل بونوا المختلف عن رفيقيه رنوار وبونويل، لا يوجد هنا الا القليل من ملامح الاجاده او التميز. يبدو الفيلم كما لو انه وضع نصب عينيه ان يبيع لجمهور عريض وينتقل بعد ذلك الي جمهور تلفزيوني اعرض.

وفي «السر: 13 دقيقه» (Elser‪:‬ 13 Minutes) تعود بنا الاحداث الي عام 1939 الي حين قام النجار جورج السر بمحاوله اغتيال ادولف هتلر زارعا قنبله موقوته في مخزن للبيره في مدينه ميونيخ عرف ان هتلر سوف يزوره. المخرج اوليفر هيرشبيغل لا يزال يسير في اعقاب الفتره الهتلريه (من بعد فيلمه «سقوط» قبل 12 سنه) متعاملا هنا مع الوضع الاقتصادي والسياسي حتي قبل ذلك التاريخ. الموضوع جيد مع وجود اهتمام دائم وجاهز لسبر غور المزيد من الحكايات الدائره في تلك الفتره (وحول الحقبه الهتلريه)، لكن المخرج لا يبدو انه ينشد هنا اكثر من ذلك مكتفيا بسرد مقبول وطموح محدود.

والي عام 1931 ينتقل المخرج البريطاني بيتر غريناواي بفيلمه «ايزنشتاين في غوانجووتو» الي فتره من حياه المخرج الروسي سيرغي ايزنشتاين الذي اهدي الثوره الروسيه اعمالا فنيه هي في حقيقتها ايضا افلام بروباغاندا، من بينها «اضراب» و«سفينه الحرب بوتمكين» و«اكتوبر»، قبل ان يتوجه الي المكسيك لتحقيق فيلم اميركي اشترط منتجوه ان لا يتعاطي السياسه.

حسب المخرج البريطاني غريناواي، استنادا الي بعض ما كُـتب حينها وبعدها من روايات، خاض ايزنشتاين حياه جنسيه عصيبه. وصل شبه عذري ووجد نفسه واقعا تحت تاثير الرجل الذي اسندت اليه مهمه الاشراف علي اعماله وراحته، فتحوّل الي مـثـلي سعيد! طبعا لا توجد وثائق تؤكد ذلك، ولا اخري تؤكد غير ذلك، لكن الفيلم يبني صرحه علي ما يطرحه موديا بالهاله التي احاطت بايزنشتاين كفنان ثوري الي ركن وضيع. غريناواي ينجز ما ينجزه عاده من طريقه عمل فنيه تستعير اشكالا تعبيريه مختلفه.

في المقابل يمتطي فيلم رادو جود «افريم»، المقدّم تحت 3 رايات؛ رومانيا وبلغاريا وجمهوريه تشيك، ظهر حكايه تدور رحاها سنه 1835 عندما كان مشاعا في ذلك الحين، وعلي ذمّـه الفيلم، اعتبار الغجر عبيدا محكومين بقوانين استبداديه قاسيه. بطلا الفيلم هما الضابط كونستانتين وابنه اللذان يمتطيان حصانيهما ذات صباح لمطارده غجري هارب ومتـهم بانه اقام علاقه مع زوجه سيده. الفيلم هو تلك الرحله من مطلعه الي نهايته الوخيمه. حصانان يجتازان البراري والغابات والوديان والثلوج فوق الجبال ليقبضا علي الغجري الهارب، ويعودان به الي ذلك السيد الذي يصر علي اجتثاث فحوله الغجري رغم اعتراف زوجته بانها هي التي غررت به.

هل يمكن اعتبار كثره الاعمال التي تتناول فترات تاريخيه سابقه هروبا من الحاضر ومشاكله وهمومه؟

في السنوات الماضيه تكاثرت الافلام التي تطرّقت، خلال عرضها علي شاشات «برلين»، كما سواه، الي الشؤون السياسيه والاجتماعيه الحاضره من الحرب في افغانستان الي الحرب العراقيه ومن الاسلاموفوبيا الي الاوضاع الاقتصاديه في اوروبا اليوم والبطاله او انتشار المافيات الاوروبيه وسواها من المواضيع. هذا من دون ان تكف السينما عن التطرق الي مراحل الامس وحروبه، مثل تلك الافلام التي طرحت الحرب البوسنيه - الصربيه اكثر من مره.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل