في ذكرى الحريري.. لبنان أمام حقول ألغام

يعيش لبنان في 14 شباط/فبراير من كل عام ذكري مؤلمه في تاريخه، حيث اغتيل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري وسط العاصمه بيروت، فيما وجهت اصابع الاتهام لقوي اقليميه، بشكل مباشر للنظام السوري، بحكم انه الحاكم الفعلي للبنان في تلك الفتره. وتتابعت سلسله الاغتيالات لتطال عددا كبيرا من وجوه لبنان السياسيه والصحفيه، المعارضه للنظام السوري.

المشروع الذي بداه الحريري، هو محاوله لالغاء الهيمنه السوريه علي لبنان، فكان الرد بقتل من كان يريد للدوله اللبنانيه السياده والحريه والاستقلال، وخرج لبنان من عهد الوصايه السوريه الي هيمنه حزب الله، حيث عبر خلال الاعوام العشره السابقه، الكثير من حقول الالغام، من اسقاط الحكومه الي فراغ الرئاسه، اضافه الي احداث مخيم نهر البارد وحرب تموز 2006، و7 ايار الشهيره عام 2008، والتي سيطر حزب الله خلالها علي العاصمه بيروت، بسبب قرارات حكوميه لم تصب في صالحه.

تقول النائبه اللبنانيه، نائله معوض، لـ"دوت مصر" حول المرحله التي مر بها لبنان بعد اغتيال الحريري، "الاغتيالات لم تكن تطال لبنان فحسب، الاغتيالات استهدفت سياده استقلال لبنان، والمتمسكين به كدوله مستقله.. في الحقيقه اغتيل الرئيس رفيق الحريري، لانه كان يريد ان يجعل من لبنان البلد الذي كان ما قبل الحرب الاهليه، يعطي نموذجا للتعايش الديني والطائفي والطبقي، وكان يريد ان يجعل من بيروت اجمل مدينه، وتمكن من اعمارها".

وتابعت معوض بالقول: "الحريري كان يملك طموحات كبيره من اجل لبنان، وهي مثل ما نطمح اليه اليوم، وهذا لن يتحقق الا بظل دوله قويه ومؤسسات قويه، علي راسها المؤسسات الامنيه التي تحمي الدوله، ونحن اليوم بعد 30 عاما لا نريد النقاش مع حزب الله، ورغم ان النتائج غير مشجعه، لكننا نعيش ايام فيها دوله ضمن دوله، وهذه الدوله (حزب الله) لديها سلاح اكثر من الدوله".

وذكرت معوض "اننا كلبنانيين نريد ان نكمل نضالنا من خلال المظاهرات، واذا لم يكن كذلك من خلال تشجيع اللبناني للبقاء علي ارضه، فهذا وطن لا نستطيع تركه".

وبشان المرحله التي تلت مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، ترد معوض، "عشنا فتره الام كبيره بعد مقتل الحريري، لقد عدت بالذاكره الي اغتيال الرئيس اللبناني رينيه معوض، كانت لديه امكانيه ليبني دوله، وجاء الرئيس الحريري واعاد الامان الي اللبنانيين، ايضا عاش اللبنانييون في ظل الاحتلال السوري، لقد كنا مهددين جميعا بسبب ذلك وانا منهم، لقد تحملنا كل شيء لان الاوطان لا تبني الا بالعمل والجهد، ولكن باراده قويه، وكان الشعب لبناني معنا ويدعمنا، وافضل برهان علي ذلك يوم 14 اذار/مارس، جاء اكثر من ربع الشعب اللبناني الي ساحه الشهداء، لكي يقول يقول نحن مع لبنان الذي نريده للبنانيين وليس لاحد".

وتشير الي ان "النظام السوري عمل من اجل جعل الدولة اللبنانية علبه فارغه، من خلال بناء دوله حزب الله، والتصور ان قتل الحريري سيركع جميع اللبنانيين، وحصل عكس ما كانوا يريدون وهو اننا مستمرون علي نهج الحريري".

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، عبدالوهاب بدرخان، تحدث لـ"دوت مصر"، بشان الهدف من قتل الحريري ومستقبل لبنان في ظل المتغيرات الاقليميه، التي بدات تصل الي حدود امنه.

وقال بدرخان، "تبين ان الهدف من اغتيال رفيق الحريري كان ازاحه عقبه كبيره سواء محليه او اقليميه امام هيمنه ايران علي لبنان وسوريا معا، لو كان الحريري موجودا لتغيرت اشياء كثيره، واستطاع من خلال دوره وعلاقاته وشبكه تحالفاته ان يتحرك من اجل ردع هذا الفريق او ذاك في لبنان، وغياب الحريري لم يضر اللبنانيين فحسب، بل اضر الشعب السوري في محنته".

وحول مستقبل لبنان بعد مقتل الحريري يقول بدرخان "بدات السطوه التي يملكها حزب الله ومن ورائه ايران علي لبنان، ورغم ان الذي يحمي لبنان الان هو تعدد الطوائف والاحزاب، والصيغه التي قام عليها الحكم، فانها تؤمن شي من التوازن، صحيح ان العرب يقولون بان اللبنانيين طائفيون ونظامهم طائفي، لكن الافضل القول بان وجود الطائفيه واعطاء كل جهه حقها، حمي التعايش، وحتي الان هذه الصيغه تؤمن شيء من الاستقرار الداخلي".

وتابع، "لكن التداعيات للثوره السوريه علي لبنان وتوسع ايران داخل سوريا ووجود حزب الله علي الجبهات السوريه، يشكل نوعا من القلق الكبير علي الصيغه اللبنانيه، لان ايران وحزب الله يعتبران ضروره ان ينتزع الاخير مكسبا خاصا له، علي حساب الصيغه اللبنانيه، لذلك حزب الله يحتجز الانتخابات الرئاسيه ويمنعها، فهو يريد ايصال مرشحه ميشال عون للرئاسه، لان هناك اجنده مشتركه وهي تنفيذ ما يريده حزب الله وايران، باعطاء امتيازات للشيعه، وتعديل الصيغه الحاليه وانشاء مواقع جديده لهم، من خلال اعطاءهم المناصب المهمه في لبنان".

ويتابع، "يحكي كثيرا عن تطلع حزب الله لقياده الجيش، حيث انه بقياده الجيش يستطيع ان ينفرد بتحديد السياسه الدفاعيه، والاشراف عن كل مسائل البلد السياسيه والعسكريه".