المحتوى الرئيسى

مجددون ابتعدوا عن الذاكرة (1) | المصري اليوم

02/13 23:28

اذا كانت الكتابه في تجديد الفكر الديني تستهدف اقامه منحوتات تسعي بنا نحو اضاءه الحاضر والمستقبل، فان المجتمع المصري الذي اعتاد علي رؤيه منحوتات جرانيتيه صامده منذ اجدادنا الفراعين، قد حول المنحوتات الفكريه لمفكرينا العظام في مجال التجديد الي رماد تناثر بعيدا عن الذاكره فيكاد يمضي بلا اثر ولا تاثير. بما يدفعنا ومن جديد ان نحمل معاول التنقيب لنجد ما لو وعيناه وتاثرنا به لتغيرت عقولنا.. ولاصبحنا افضل علما واكثر عقلا. ونمضي وسريعا مع امثله تستحق التامل.

■ الشيخ طنطاوي جوهري (1870-1904) يكتب رافضا اي اعتراض علي نظريه أصل الأنواع، مؤكدا ان اراء داروين عن التطور لا تتنافي مع تعاليم الاسلام، وعلي المسلمين تعلم التشريح والطبيعيات والكيمياء والعلوم العصريه الاخري، ودراسه الحيوانات والنبات والانسان فهذه الدراسات هي اسمي مظهر لعباده الله، وهي اشرف عطاء للدنيا والدين، فهي اشرف من صلاه زائده او احسان الي مسكين.

■ عبدالقادر افندي حمزه يكتب: «لابد من تحرير العقول وضروره الخروج من العصر الذي نستسلم فيه لماضينا اذا كنا لا نريد ان نظل جهلاء وضعفاء كما هو حالنا الان وكما كنا سالفا، (ويجب ان ندرك) ان القران لا يتضمن سوي قوانين عامه لكل الناس، وان لكل امه حق التصرف انطلاقا من الحكمه المتضمنه في هذه القوانين وان تختار منها ما يتماشي مع الزمان والمكان دون ان تقيد العقل باي قيد سوي البقاء في حدود الايمان» (المقتطف- مجموعه 1904).

■ واذ نتذكر قاسم بك امين فاننا لا نذكر له او عنه الا دعوته لتحرير المراه. وننسي انه اول مصري افصح وبوضوح عن اهميه التجديد الفكري والاجتماعي، وفقا للنسق الغربي «فالعقل هو القادر وحده علي تقديم علاجات تطبيقيه لامراض المجتمع وقضاياه الاساسيه بعيدا عن المفاهيم الجامده»، ويعلي قاسم امين من شان الصراع المجتمعي في تشابكات العلاقات الاجتماعيه، «ذلك ان بقاء المجتمع وتقدمه لا يعتمد علي الاخلاق او الدين بل علي اهليته للمشاركه في ذلك الصراع»، ويقول «ان العلم هو الاساس الشرعي الوحيد للحقيقه، وان المنفعه هي المحك الشرعي الوحيد للقيمه، فالخير بالنسبه للمجتمع هو خير عملي ومادي ولا يمت للروحانيه بايه صله» (تحرير المراه- ص94). ويقول «ان مصر امام طريقين: العوده الي تقاليد المجتمع الاسلامي القديم او محاكاه اوربا، وقد اختارت الطريق الثاني ومضت بعيدا فيه حتي ليصعب عليها الارتداد عنه، ان مصر تتحول الي بلد اوربي بطريقه تثير الدهشه، فقد اخذت ادارتها وابنيتها وشوارعها وعاداتها ولغتها وذوقها وغذاؤها وثيابها تتسم كلها بطابع اوربي (اما نسق التمدن الاسلامي) فقد استنفد اغراضه حضاريا وانتفعت به الانسانيه في ازمنته، ولكن كثيرا من ظواهر هذا التمدن لا يمكن ان يدخل في نظام معيشتنا الاجتماعيه الحاليه، واذ نلتفت اليه ونرجع اليه فيجب الا ننسخ منه صوره او نحتذي مثال ما كان، بل لكي نزن ذلك التمدن بميزان العقول ونتدبر في اسباب ارتقاء الامه الاسلاميه واسباب انحطاطها، فتمسكنا بما كان في الماضي هو من الاهواء التي يجب محاربتها لانه يجرنا الي التدني والتقهقر. انه داء يجب علاجه بان نعلم ابناءنا المدنيه الغربيه واصولها واثارها» (الاعمال الكامله- ج5- ص203).

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل