المحتوى الرئيسى

رائدات فضاء لم يغادرن كوكب الأرض

02/12 21:52

في غمره السباق الفضائي، تدربت مجموعه من قائدات الطائرات الماهرات علي السفر الي الفضاء، لكنهن لم يغادرن كوكب الأرض. الصحفيه ساره كروداس تلقي الضوء علي الاسباب.

في ابريل/نيسان عام 1959، اعلنت وكالة الفضاء الامريكية ناسا التي كانت انشئت للتو عن تشكيل مجموعتها الاولي من رواد الفضاء، والتي اطلقت عليها اسم ميركوري 7.

وتقدم للانضمام لهذه المجموعه اكثر من 500 من افضل الطيارين الامريكيين، ممن لم تتجاوز اعمارهم 40 عاماً، وتتوفر فيهم مقاييس محدده من حيث الطول والوزن. كما اشترط فيهم ان يكونوا حاصلين علي تعليمهم في المجال الملائم للمهمه.

عدد قليل فقط من هؤلاء خضعوا لسلسله من الاختبارات النخبويه لانتقاء اوائل رواد الفضاء الامريكيين منهم.

ولم يكن الرجال وحدهم من خضعوا لهذه الاختبارات، فقبل 55 عاماً، استدعت مؤسسات خاصه اول مجموعه من قائدات الطائرات لاجراء الاختبارات ذاتها، وتفوقن في بعض الاختبارات علي الرجال.

هذه النخبه من النساء اصبحت تعرف باسم "ميركوري 13".

تقول ساره راتلي، احدي النساء اللاتي خضعن للاختيار: "كنت واحده من اكثر قائدات الطائرات نشاطاً في عصري" .

وتضيف: "كان حلم الكثيرات منا ان يشاركن في برنامج الفضاء."، فما الذي حدث لهؤلاء الرائدات ولماذا لم يسافرن الي الفضاء؟

في ذلك الوقت كان الطيران مهنه للرجال وحدهم. تقول راتلي التي تحمل شهاده في الرياضيات مع تخصصات فرعيه في الفيزياء والكيمياء: "بدات الطيران بينما كنت في المدرسه الثانويه، والتحقت ببرنامج مدفوع الثمن للتدريب علي الطيران التجاري كجزء من تعليمي الجامعي. واصلت العمل في مجال الطيران بعد التخرج، وكنت اعمل مهندسه بدوام كامل في الوقت ذاته."

وقد ضمت مجموعه رائدات الفضاء المرشحات الـ 13 كلاً من جيري كوب، بيرنيس ستيدمان، جاني هارت، جيري تروهل، ريا وولتمان، جان وماريون ديترتش، ميرتل كاغل، جين نورا جيسين، جين نيكسون، والي فانك، وايرين ليفيرتون. البعض جئن الي هذه المجموعه من خلفيات غايه في التواضع لكي يصبحن ضمن نخبه الطيارين.

من بين المرشحات كانت ليفرتون الحاصله علي اكبر رصيد في عدد ساعات الطيران، وكانت طياره معروفه في ذلك الوقت.

وهي الان في الثمانينيات من العمر، وتتكلم بصعوبه، ولكن حسب ما تقوله صديقتها التي تتولي رعايتها كاثي شماير، فقد كانت نشاتها فقيره اثناء فتره الكساد العظيم في الولايات المتحده.

فقد اعتادت في صغرها ان تحضر الي البيت فتجد مقتنياتها ملقاه في الشارع

وتضيف شماير: "كان للاسره كلب، لكنهم تخلصوا منه لانهم لم يكن باستطاعتهم اطعام انفسهم، فما بالك باطعام كلب. لقد كانت في طفولتها تحب اللعب التي علي شكل طائرات بدلاً من العرائس، وكان تفكيرها منصباً علي الطيران."

تخلت ليفرتون عن منحه دراسيه في معهد شيكاغو للفنون من اجل ان تحقق حلمها بالطيران، مستخدمه اي مبلغ تحصل عليه مهما كان صغيراً لتمويل دروس الطيران التي كانت تتلقاها. وتقول شماير: "لقد واضبت هي بينما استسلم اخرون للفشل".

لم تبد وكالة ناسا رغبتها علناً في ارسال النساء الي الفضاء، لذا فان اجراء الاختبارات لاختيار النساء لرياده الفضاء كان بتمويل خاص بداه الدكتور وليام لوفلايس الذي كان مشاركاً في تقييم فريق ميركوري 7.

كان بعض العلماء يعتقدون انه صغر حجم المراه مقارنه بالرجل، يمنحها افضليه في السفر الي الفضاء والتكيف مع ضيق المركبات الفضائيه.

في عيد الحب عام 1960 كانت جيرالدين كوب اول من سافر للالتحاق بمؤسسه لوفلايس في البوكويركيو في ولايه نيومكسيكو. وكانت جيرالدين او (جيري) طياره ماهره في سجلها ما يزيد عن 700 ساعه طيران، وصاحبه رقم قياسي عالمي في الطيران بلا توقف لمسافه طويله.

يقول ال هالونكويست، مؤرخ رحلات الفضاء، الذي عمل مع مجموعه ميركوري 13: "تضمنت المرحله الاولي من الاختبارات 75 اختباراً منفصلاً في علم وظائف اعضاء الجسم، وفي مهمات تتعلق بالفضاء". وتضمنت الاختبارات ايضاً ابتلاع انبوب مطاطي، لاختبار احماض المعده، او الاستلقاء علي طاوله مائله لاختبار الدوره الدمويه.

وبذلك، سافرت كوب الي مركز ابحاث لويس التابع لناسا في كليفلاند للخضوع لاختبار محاكاه مناورات الهبوط المضطرب التي قد يضطر اليها الرواد في الفضاء. بعد ذلك ذهبت الي اوكلاهوما سيتي للخضوع لاختبارات نفسيه وعقليه شملت البقاء وحيده في قمره للعزل.

اخرجت كوب من تلك القمره بعد تسع ساعات واربعين دقيقه، وهو ما كان رقماً قياسياً في ذلك الوقت، حيث لم يتحمل اي رجل البقاء في قمره العزل اكثر من 6 ساعات و20 دقيقه، كما لم تتحمل اي امراه البقاء فيه اكثر من 6 ساعات. علاوهعلي ذلك، لم تعان كوب من اي هلوسه نتيجه هذا الاختبار.

وانهت كوب اختباراتها في الكليه البحريه لعلوم الطيران في فلوريدا.

يقول هالونكويست: "حسب ما افاد موظفون مشرفون علي الاختبار، اظهرت النتائج انها مؤهله جداً للمشاركه في رحلات الفضاء".

بعد انتشار اخبار نجاح كوب، تمت دعوه نساء اخريات للمشاركه في الاختبارات.

قدم اسم راتلي الي لولايس وفريقه.

وتقول راتلي: "تلقيت مكالمه هاتفيه تبعتها رساله تطلب مني المشاركه في البرنامج. كنت مصممه علي النجاح وكنت اتطلع لخوض مغامرات جديده".

لكن من بين كل اللواتي خضعن للاختبارات، تمكنت 13 امراه فقط من اجتيازها بنجاح.

كانت اصغرهن والي فانك، البالغه من العمر 23 عاماً انذاك، بينما كانت اكبرهن جين هارت ذات الـ 41 عاماً، وهي ام لثمانيه ابناء، وحصلت علي رخصه الطيران خلال الحرب العالميه الثانيه.

من ثم بدات النسوه بالاستعداد للذهاب الي الكليه البحريه لعلوم الطيران في فلوريدا.

في ذلك الوقت كانت جميع المشاركات يحلمن بالسفر الي الفضاء. تقول راتلي: "لقد تخلينا عن وظائفنا واعمالنا لنتمكن من المشاركه،" لكن قبل يومين من وصولهن تقرر الغاء الاختبارات.

رغم احتجاج بعض النساء، في جلسه استماع عامه عقدت عام 1962، كانت الاجابه بالرفض.

في ذلك الوقت، اشترطت ناسا ان يكون جميع رواد الفضاء طياري اختبار، وهو امر لم يكن مسموحاً ان تقوم به النساء.

تقول راتلي: "شعرت بخيبه امل كبيره. بعد الغاء البرنامج، تمسكنا باملنا. واصلت نشاطي في مجال الطيران امله ان يستانف البرنامج،" بيد انه لم يتح لاي من النساء الـ 13 المشاركه في السفر الي الفضاء. واكتفين بدلاً من ذلك بمتابعه تحليق رجال الولايات المتحده في الفضاء، ومن ثم الي القمر.

مضت اكثر من 30 عاماً لتتمكن رائده فضاء ناسا، ايلين كولينز، من تحقيق حلم الثلاث عشره امراه، بان اصبحت اول امراه تقود مكوكاً فضائياً. في الثالث فبراير/شباط عام 1995، اصبحت كولينز اول امراه تقود سفينة فضاء.

ولدي انطلاق المكوك الفضائي ديسكفري من كيب كانفرال، كانت النساء الثلاث عشره يتابعن الحدث، ولكن مع الجمهور.

تقول راتلي: "عندما تابعنا انطلاقها الي الفضاء، شعرنا باننا حققنا جزءاً من مبتغانا".

وتضيف شماير: "ايرين ليفرتون كانت فخوره حقاً بايلين، لقد كانت علي تواصل معها لعده سنوات، وذهبت لحضور عده انطلاقات للمكوك الذي كانت علي متنه.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل