المحتوى الرئيسى

مانديلا.. قصة كفاح ضد العنصرية

02/11 13:29

تحل اليوم ذكري الافراج عن زعيم المؤتمر الوطني الافريقي نيلسون مانديلا بعد سجن استمر 27 عامًا من قبل سلطه جنوب افريقيا العنصريه.

وكان مانديلاً سياسيًا محنكًا، واشتهر بمناهضته لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، وتقلد منصب رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ليُصبح اول رئيس اسود لها، عقب فوزه في اول انتخابات متعدده وممثله لكل الاعراق.

وركزت حكومته علي تفكيك ارث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصريه المؤسساتيه، والفقر، وعدم المساواه، وتعزيز المصالحه العرقيه.

ولد مانديلا في قبيله الطهوسا في 18 يوليو 1918، للعائله المالكه تهمبو، ودرس القانون في جامعه فورت هير، وجامعه ويتواترسراند، وعاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسه المناهضه للاستعمار.

انضم مانديلا الي حزب المؤتمر الوطني الافريقي عام 1942، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الاغلبيه السوداء في جنوب افريقيا، واصبح عضوًا مؤسسًا لعصبه الشبيبه التابعه للحزب.

برز مانديلا علي الساحه  السياسيه في عام 1952 في حمله تحدِ من حزب المؤتمر الوطني الافريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال، واشرف علي الكونجرس الشعبي لعام 1955.

عمل مانديلا كمحامِ، وكان يحث علي الاحتجاجات غير العنيفه، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب افريقيا، وشارك في تاسيس منظمه رمح الامه المتشدده وفي تلك الفتره اصبح مانديلا قائدًا لحملات المعارضه والمقاومه.

ودعا مانديلا في البدايه للمقاومه غير المسلحه ضد سياسات التمييز العنصري، لكن بعد اطلاق النار علي متظاهرين عزل في عام 1960، قرر مانديلا وزعماء المجلس الافريقي القومي فتح باب المقاومه المسلحه.

في عام 1961 اصبح نيلسون مانديلا رئيسًا للجناح العسكري للمؤتمر الوطني الافريقي،  وفي اغسطس 1962 تم اعتقاله وحُكم عليه لمده 5 سنوات بتهمه السفر غير القانوني، والتدبير للاضراب.

وفي عام1964، حكم عليه مره اخري بالسجن مدي الحياه لتهمه التخطيط لعمل مسلح، ولكنه مكث في السجن 27عامًا، اولاً في جزيره روبن ايلاند، ثم في سجن بولسمور، وسجن فيكتور فيرستر.

خلال سنوات سجن مانديلا  الـ27، اصبح النداء بتحريره رمزًا لرفض سياسه التمييز العنصري، وفي 10 يونيو 1980 تم نشر رساله استطاع مانديلا ارسالها للمجلس الافريقي القومي قال فيه"اتحدوا.. وجهزوا.. وحاربوا.. اذ ما بين سندين التحرك الشعبي، ومطرقه المقاومه المسلحه، سنسحق الفصل العنصري".

قامت حرب اهليه طاحنه بين البيض والسود، وفي عام 1985 عُرض علي مانديلا اطلاق السراح مقابل اعلان وقف المقاومه المسلحه، الا انه رفض العرض، وبقي في السجن حتي 11فبراير 1990، ليتم اطلاق سراحه عقب نجاح الضغوط والمطالبات الدوليه بالافراج عنه ومثابره المجلس الافريقي القومي، وسط حرب اهليه متصاعده.

اصبح مانديلا رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الافريقي ونشر سيرته الذاتيه، وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لالغاء الفصل العنصري، واقامه انتخابات متعدده الاعراق في عام 1994 قادت حزب المؤتمر الي الفوز.

واصبح مانديلا اول رئيس اسود لجنوب افريقيا في مايو 1994 وخلال فتره حكمه شهدت جنوب افريقيا انتقالًا كبيرًا من حكم الاقليه الي حكم الاغلبيه، وتشكيل حكومه وحده وطنيه في محاوله لنزع فتيل التوترات العرقي.

واسس مانديلا  دستورًا جديدًا، ولجنه للحقيقه والمصالحه للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في الماضي، واستمر شكل السياسه الاقتصاديه الليبراليه للحكومه، وعرضت ادارته تدابير لتشجيع الاصلاح الزراعي ومكافحه الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعايه الصحيه.

وبعد انتصار المشروع الوطني الافريقي في جنوب افريقيا مع مطلع التسعينيات توقع كثير من المراقبين ان يحل الصراع الدموي بين"الزولو" و"المؤتمر" محل الصراع السابق بين السود عمومًا والبيض، ولكن مانديلا، خيب جميع تلك التوقعات، حيث دمج "الزولو" ضمن المشروع الوطني الافريقي، ورسخ دعائم مجتمع الديمقراطيه والمساواه.

وامتنع مانديلا عن الترشح لولايه ثانيه، وخلفه نائبه تابو ايمبيكي، ليُصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدوله، ركز علي العمل الخيري في مجال مكافحه الفقر وانتشار الايدز من خلال مؤسسه نيلسون مانديلا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل