القاهرة ترد على رسالة موسكو بالإيجاب عماد الدين حسين

في هذا المكان كتبت بالامس اقول ان موسكو تنتظر اشاره من القاهره تؤكد انها جاده في اقامه علاقات مستمره ومميزه معها.

الاجواء التي شهدتها بنفسي امس داخل دار الاوبرا وخارجها تشير الي ان موسكو تلقت الاشاره الايجابيه من القاهره.

بدعوه كريمه من مؤسسه الرئاسه ذهبت الي دار الاوبرا لحضور حفل استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في المسافه من جريده «الشروق» في جاردن سيتي وحتي دار الاوبرا كانت صور الترحيب بالرئيس الروسي تملا شوارع وجسور القاهره وهو مشهد لم نعد نشاهده كثيرا.

لافتات الترحيب بالعربيه والانجليزيه والروسيه هي رساله اظن انها وصلت الي الروس.

الحاضرون كانوا مجموعه متنوعه من قاده الاحزاب والفكر والفن والادب والصحافه والاعلام، والجامعات اضافه الي بعض السفراء العرب والاجانب، اضافه الي بعض اعضاء المجالس المتخصصه التي شكلها رئيس الجمهورية مؤخرا.

الحضور استغلوا وقت الانتظار الطويل ــ من الرابعه والنصف حتي السابعه والنصف ــ في مناقشات عن ابرز الاحداث خصوصا كارثه جماهير مباراه الزمالك وانبي.

في الثامنه الا الثلث مساء حضر الرئيسان السيسي وبوتين وكان قد سبقهما بحوالي نصف ساعه رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب وبعض الوزراء، اضافه الي كمال الجنزوري وعمرو موسي، ثم حضر بعض اعضاء الوفد الروسي ومنهم سيرجي لافروف وزير الخارجيه الذي حيا الجالسين خصوصا عمرو موسي.

طبقا لما عرفته فان القاهره كانت اعدت حفلا شاملا وضخما ترحيبا ببوتين، خصوصا بعد الاستقبال المتميز وغير المسبوق الذي لاقاه الرئيس السيسي في منتجع سوتشي.

لكن تم اختصار فقرات الحفل مراعاه للشعور العام بعد ماساه ضحايا الوايت نايتس، والغيت العديد من الفقرات.

الموسيقار هشام جبر والموسيقار ناير ناجي قادا أوركسترا القاهره السيمفوني واوركسترا أوبرا القاهرة لعزف العديد من السيمفونيات العالميه مثل الحركه الرابعه من السيمفونيه رقم 1 لسيرجي رحمانينوف، و«افتتاحيه احتفاليه» لديمتري شوستاكوفيف، و«انهض يا شعب روسيا» لسيرجي بروكوفيف، والفصل الرابع من باليه «بحيره البجع» لتشايكوفسكي. وشهرزاد لكورساكوف وأوبرا عايدة لجوزييي فيردي.

واشتمل الحفل ايضا علي مجموعه من الرقصات الشرقيه والفلكوريه الشهيره مثل الفرعونيه والاندلسيه والصعيديه والاسكندرانيه والحجاله والزار.

وبجانب ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن العلاقات المصريه ــ الروسيه، وصفق الحضور بقوه للقطه جمال عبدالناصر مع خروشوف في بدء انشاء السد العالي، ثم مشهد لقاء بوتين والسيسي في سوتشي.

عبر هذا الحفل المتميز ارادت القاهره ان ترد التحيه وبلغه يفهمها الروس جيدا، قدمت مصر لبوتين الفنون الاوبراليه لكنها جعلته يشاهد ايضا جانبا من الفولكور المصري.

كان واضحا ان الدوله تريد ان تبعث برساله للجميع انها جاده في اقامه علاقه استراتيجيه مع روسيا. الطريقه غير العاديه التي استقبلت بها القاهره بوتين، والترحيب الحار في الشوارع واجنده الزياره تؤكد ان القاهره تريد ان تبلغ بوتين انها جاده فعلا في اقامه علاقه مميزه فعلا وليس مجرد اقوال.