المحتوى الرئيسى

نقد أفلام برلين 2015

02/11 02:21

‪(من 5 ***) -‬ حب، سرقه وتشابكات اخري

Love‪,‬ Theft and Other Entanglements

‫كما لو ان صانعي هذا الفيلم احتاروا في اختيار عنوان لهذا العمل الاول فقرروا عنوانا يشمل كل شيء، ياتي «حب، سرقه وتشابكات اخري» (بالعربيه يختلف العنوان قليلا) وفيه بعض الحب وبعض السرقه وبعض التشابكات الاخري. في الواقع، عنصرا الحب والسرقه هما من بين تلك الاشياء المتشابكه التي يريد الفيلم عبرها تصوير زبده من الحياه الفلسطينيه عبر حكايه جديده ومثيره للاهتمام.‬

انه حول لص اسمه موسي (سامي مطواسي) ‬ما زال علي علاقه مع امراه كانا مرتبطين قبل زواجها ولها منه ابنه صغيره. في احد الايام يسرق سياره مصطفه امام منزل ويقودها الي منطقه معزوله (تقع الاحداث في الأراضي المحتلة خارج القدس)، حيث ينوي بيع قطعها. هو يحلم بالهجره وعليه ان يدبر المبلغ باي شكل ممكن. لكن موسي لا يعلم عما تحتويه السياره. ففي صندوقها الخلفي يقبع مجند اسرائيلي (يقوم به رياض سليمان) خطفته احدي المنظمات (غير مذكوره بالاسم، لكن ليس من الصعب الاستدلال عليها) لكي تبادله بالاسري الفلسطينيين المخطوفين لدي العدو. لك ان تتصور اهميه هذا الصيد الذي انتهي الي يدي موسي، حيث مستقبل مئات الاسري الفلسطينيين قد يتوقف علي استعاده ذلك الجندي. لكن موسي الان بات مطاردا من قبل الخاطفين، وحتي يبقي طليقا ويحقق حلمه بالهجره يقرر بيع الجندي المخطوف للمنظمه التي لا تستطيع الان فعل شيء سوي القبول بالمقايضه: عشره الاف دولار مقابل الجندي الاسرائيلي. لكن الخاطفين الفلسطينيين ليسوا وحدهم الذين يريدون استرداد المخطوف. هناك السلطه الاسرائيليه التي تتعقب موسي بدورها واثقه من انه يعرف اشياء قرر اخفاءها عنها.

موسي يضع المشكله في اطارها الصحيح عندما يشرح للمجند الاسرائيلي وضعه علي النحو التالي: اذا ما سلم المجند للاسرائيليين تم اعدامه من قبل الفلسطينيين، واذا ما سلمه الي الفلسطينيين عليه ان ينتظر نهايه وخيمه مشابهه من قبل الاسرائيليين.

يعالج المخرج مؤيد عليان فيلمه علي نحو كوميدي قائم علي وضع ماسوي فردي، لكنه مفهوم اجتماعيا. يسير علي الحافه بحذر. يريد ان يتواصل والجمهور العالمي ويعرف ان عليه الا يكون حادا في نقده، لكن عليه في الوقت ذاته ان يكون واضحا وانتقاديا في عدد من المسائل. وهو ينجح في ذلك علي نحو جيد. صوره بالابيض والاسود وضمنه مفارقات جديده في فيلم فلسطيني ولم يبتعد عن ناصيه السرد الممكن فهمه وقبوله من فئات متعدده واشتغل عليه بحيويه واضحه، لكنه اعتمد علي سيناريو يؤصل للحدث ثم لا يعود لديه الكثير من المفارقات فيضطر للدوران حوله. الروابط بين المشاهد ليست دائما صحيحه الا اذا اعتبرنا ان رغبه المخرج في تقديم سينما طليعيه كتلك التي سبقه اليها مخرجون فرنسيون في الستينات، هي الدافع. العلاقه القائمه بين موسي والمراه المتزوجه تشكل دعما للقصه بكل تاكيد، لكن هناك استعجالا في تنفيذ دخول وخروج المواضيع الجانبيه ضمن الهيكل الاكبر للفيلم.

-‬ (**** من 5) فارس الكؤوس Knight of Cups

‫كلا. لن ينجز هذا الفيلم الدب الذهبي. ليس اذا ما انتشر ذلك الاستقبال السلبي الذي شهده الفيلم وسط الكثير من النقاد الغربيين، بين اعضاء لجنه التحكيم. لكن فيلم ترنس مالك يستحق ان يشهد التفاوت في الاراء، حتي وان كان معظم ما سمعناه منها او قراناه، سلبيا. في الواقع ترنس مالك في «فارس الكؤوس» لا يحفل بنا وبارائنا اليوم كما لم يحفل بها بتاتا من قبل. في النهايه يحقق الفيلم الذي يريد بالطريقه التي يريد. مشكله بعض النقاد الرافضين هي انهم، ببساطه، لم يجدوا المنفذ الملائم لدخول فيلم مؤلف من نحو 3000 لقطه او اكثر كل منها من 4 الي 8 ثوانٍ، باستثناء بعض لقطات البدايه والنهايه حيث تصل اللقطه الي اطول فتراتها: 20 ثانيه.‬

«فارس الكؤوس» هو ترنس مالك منذ «شجره الحياه» مجسدا في موضوع جديد حول كاتب السيناريو ريك (كرستيان بايل) الذي يعيش مطلع نجاحاته في هوليوود. يحيا حياه الليل. مقبل علي السهر والحفلات الماجنه. يحضر، في واحد من المشاهد، مناقشه للسيناريو الذي قام بكتابته. يدخل ملهي ليليا للرقص ويجالس الراقصه مستمتعا بحديثها له. لديه صديقه يتركها (ناتالي بورتمان) لسواها (فريدا بينتو) ثم يغير هذه لسواها ايضا ‬(تيريزا بالمر) علما بان المخرج سينهي سرد هذا الجانب من حياه بطله بلقاء متجدد مع مطلقته (كايت بلانشيت).

لكن كل هذه العلاقات هي جانب واحد من شخصيه تبحث عن ذاتها وما حدث لحالها منذ ان سعت لتصبح ما ارادت ان تصبح عليه. نسمع صاحبها، بطل الفيلم، يتساءل اكثر من مره عمن اراد ان يكون ولماذا لم يتحقق؟ انه غير راضٍ ومحمل بمعاناه احتواء العلاقه المتشرذمه بينه وبين شقيقه وبينهما وبين والدهما (برايان دنهي) الذي كان ممثلا، وبدوره، لم يحقق ما انطلق في مطلع حياته لتحقيقه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل