المحتوى الرئيسى

"ديدي كريبي"..آخر سلالة الـ "نانا بنز" التوغوليات

02/10 15:56

تعد "ديدي كريبي" رئيسه اسواق العاصمه التوغوليه "لومي" البالغه من العمر 81 عاما، اخر من يطلق عليهن لقب "نانا بنز" وبقيت هذه  الكنيه ترافقهن منذ ان تمكن من جمع ثروه بفضل بيع الفساتين منذ ما يقارب نصف القرن.

وتعرف العاصمه "لومي" منذ عشرات السنين بكونها مدينه "النانا بنز ". والنانا بنز" هنّ النساء اللواتي امتهنّ تجاره الفساتين (التنورات)  المطبوع عليها رسومات منذ ستينيات القرن الماضي، وكسبن منها الربح الوفير. وتاتي هذه التسميه علي اعتبارهن الوحيدات في توغو اللواتي تمكّنّ من قياده سياره "مرسيدس بينز" الفارهه حينئذ.

وتعتبر "ديدي قاميلي روز كريبي"، البالغه من العمر واحدا وثمانين عاما وهي ام لثمانيه ابناء، الوحيده الناشطه في هذا المجال، من بين ثلاث نساء فقط لا يزلن علي قيد الحياه، بعد ان كان عددهن يبلغ الثلاثين من "النانا بنز " حين بدان يشتغلن في هذه التجاره..

وانطلقت رحله شغف هذه السيده بتجاره الفساتين سنه 1953، حيث كانت ابنه مدينه "انيهو"، المدينه التي تقع جنوب "توغو"، من ضمن   القليلات اللواتي امنّ بقدرتهنّ علي الابداع في هذا المجال حين كان الامر يعتبر مجازفه انذاك.

واستقرت خرّيجه مدرسه المعلّمين في مدينه "لاما كارا"، شمال البلاد، لممارسه مهنه التدريس، غير ان هذه تجربه مهنيه سرعان ما  انقضت مبكّرا رغم احترامها الشديد لهذا الاختصاص.

وفي تصريح للاناضول، قالت السيده "ديدي كريبي" :"بصراحه، لقد كنت احبذ مهنه التدريس، لكن الاجر الذي اقترحوه في ذلك الحين لم  يكن يعني شيئا، فاخترت، بالمبلغ الصغير الذي قدمته لي عمتي، ان انخرط في تجاره الفساتين، كنت اسافر الي غانا ثلاث مرات في الاسبوع  لشراء "الفانسي" (فستان غاني)، وبيعه في "لومي"، وكانت ارباحي بعد سفره واحده، تتجاوز بكثير ما كنت اتقاضاه كراتب باشتغالي مدرّسه".

وهكذا انطلقت رحله النجاح ببيع الفساتين بثمن بسيط يقدر حينها بـ 32 الف فرنك افريقي، ما يعادل 18 دولارا حاليا.

تروي "ديدي" تفاصيل رحلتها المهنيه بالقول: واصلت الاجتهاد في هذا المجال، وتحصلت علي بعض القروض من لدن بعض دور التجاره،  اضفتها الي راس المال البسيط الذي كان بحوزتي، ثم اطلقت تجارتي."

مع تضخم راس مالها، بدات "ديدي" في استيراد اجود انواع الفساتين من هولندا، وعمدت الي تزويق هذه الفساتين في "توغو"، بانماط زينه  خاصه بهذا البلد، وكانت نتيجه ذلك ان لقيت هذه المنتوجات رواجا كبيرا في جميع انحاء القاره الافريقيه، انطلاقا من ذلك الحين، دخلت "ديدي" عالم الكبار.

ومع حلول 1970، صارت "ديدي" اصغر نساء "النانا بنز " الثلاثين في "توغو"، امراه متواضعه، مثابره، صارمه، واحدي ابرز  المؤسسات لجمعيه "النانا بنز "، لقد فعلت كل ما في وسعها من اجل جعل بيع الفساتين المطبوعه عنصرا مهمّا في الاقتصاد التوغولي خلال الاربع عشريات الاخيره، الي درجه صار معها البلاد مرجعا للقاره برمتها في هذا المجال.

وتتحدث "ديدي كريبي" واصفه النساء التوغوليات بانهن تتميزن بمهارتهن في هذه الحرفه، من خلال الرسوم المميزه والخاصه بتقاليد توغو، قائله في هذا الاطار:" اصبحت بلادنا تحتل موقع الرياده، ويتوافد الجميع من كل ارجاء القاره الي "لومي" للتبضّع، من بينين، نيجيريا، الكنغو كينشاسا، الكنغو برازافيل، ومن كل البلدان".

"ديدي" تعتبر ان هذه التجاره تعتمد في جانب كبير منها " علي التفرّد، اذا ما وافق المزوّد علي رسم ما، فذلك يصبح تفرّدا حصريا خاصا بك في كل مكان. ومن هنا يتوجه كل شخص راغب في شراء المنتوج لك انت بالتحديد دون غيرك."

وتواجه تجاره الفساتين المطبوعه، التي كانت لقيت شعبيه ورواجا كبيرا في السابق، مشكله كبيره اليوم بسبب اكتساح الصينيين سوق الفساتين المقلده، والتي تشبه الي حد كبير المنتوجات الاصليه، زد علي ذلك ان القدره الشرائيه للتوغوليين تسجل انخفاضا ملحوظا منذ الازمه الماليه التي عرفتها البلاد في الاعوام القليله الماضيه، مما جعل الكثيرين يحبذون اقتناء الفساتين الاقل سعرا والاقل جوده، تلك التي يروجها الصينيون.

وتبدي "ديدي" اسفها عن الوضع الذي وصلت اليه تجاره الفساتين قائله :"الصينيون اكتسحوا السوق بفساتين ذات جوده متدنيه وبرسوم مقلده، فهم يبيعون النسخه التي نبيعها نحن ب63 الف فرنك افريقي، اي ما يعادل 122 دولارا، ب10 الاف فرنك افريقي فقط، اي ما يعادل 50 دولارا."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل