المحتوى الرئيسى

أصداء الماضى

02/09 04:39

بالامس القريب قادتني قدماي لزياره قريه ميت رهينة جنوب محافظة الجيزة، واخذت اتجول بين اطلالها الاثريه القديمه التي يحفها النخيل، وقد اوت الشمس للمغيب فوجدت اطلالها كانها رجع صدي لتاريخ عريق، فعلي هذه الارض نشات واحده من اقدم المدن المصريه علي الضفة الغربية لنهر النيل في عصر ما قبل الاسرات.

ومع نشاه الدوله المصريه خلال عصر الاسره الاولي اتخذها الملك نعرمر عاصمه لمصر الموحده، ووصلها عن طريق قناه بنهر النيل واحاطها باسوار ضخمه بيضاء اللون، اطلق المصريون عليها اسم اينب حج اي الجدار الابيض، ومع عصر الدوله القديمه تزايدت اهميه المدينه واتخذها الصناع والفنانون مركزًا لهم عندما صارت التلال الغربيه للمدينه جبانه سقاره حاليا مقرًّا للجبانه الملكيه، حيث شيد الملك زوسر هرمه المدرج اول هرم في الحضارة المصرية، كما اقام النبلاء وكبار رجال الدوله مقابرهم البديعه هناك، وخلال عصر الاسره السادسه اتسعت المدينه جنوبًا وشرقًا عندما اقام الملك بيبي الاول بها حي من - نفر اي الاثر الجميل الذي اقام به مهندسو هرمه في جبانه سقاره الذي حمل نفس الاسم هناك، وحيث كان هذا الحي اكبر احياء المدينه، فقد طغي اسمه علي المدينه كلها، وهي التسميه التي اصبحت منف في ما بعد، وكان بتاح الاله الرئيسي للمدينه وربًّا للصناع والفنانين وسيدًا لاحد مذاهب الخلق الكبري في مصر.

حيث كانت اداه الخلق فيه هي القلب واللسان التي تعبر عن المشيئه والاراده، وشيد له المصريون معبدًا كبيرًا هناك، والذي اصبح مع عصر الدولة الحديثة ثاني اكبر معبد في مصر بعد معبد الكرنك، ولا تزال اطلاله باديه بين اشجار النخيل الي الان وصارت منف مركزًا لقياده الجيش ومدينه ضخمه تحيط بها اسوار ذات اربعه بوابات اقام الملك رمسيس الثاني علي كل واحده منها تمثالاً له كان احدها تمثاله الضخم الذي نقل الي باب الحديد مع مطلع القرن العشرين، واحتوت المدينه علي ميناء ضخم اطلق المصريون عليه اسم برو نفر اي البحّار الجميل، وكان اكبر قاعده للاسطول المصري، وبالقرب من معبد بتاح اقام المصريون طريقا للمواكب الجنائزيه يمتد من منف الي سقاره وتحيط به تماثيل للكباش، واطلق عليه المصريون اسم ميت رهنت اي طريق الكباش، والذي عبّر عن المدينه نفسها في العصر المتاخر، وهي التسميه التي جاءت منها كلمه ميت رهينه حاليا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل