فرانشيسكو روسى يعود إلى «برلين» بعد رحيله مع أعظم أفلامه

يكرم «مهرجان برلين السينمائي» في دورته 65 التي بدات مساء الخميس الماضي، وتنتهي السبت المقبل، اسم المخرج الايطالي فرانشيسكو روسي الذي رحل عن عمر يناهز «92 عاماً» وكان واحداً من الشخصيات الرائده في السينما الاوروبيه في مرحله ما بعد الحرب العالميه الثانيه.

فرانشيسكو روسي ولد في 15 نوفمبر 1922 في نابولي وهو والد الممثله كارولينا روسي... واعلن المهرجان عرض فيلم روسي المناهض للحرب «يوميني كونترو» او «منذ عده حروب مضت» في برنامج البرليناله. وتم تصويره عام 1970 وتدور احداثه علي الجبهه النمساويه الايطاليه الجبليه خلال الحرب العالميه.

وقال مدير المهرجان ديتر كوسليك: «ان فقدان فرانشيسكو روسي هو فقدان لمخرج متميز. فافلام روسي بما تحويه من قوه تفجيريه، لا تزال مقنعه حتي اليوم».. وتعد اعماله كلاسيكيات سينمائيه ذات صبغه سياسيه.

وفاز «روسي» الناقد للحياه الاقتصاديه والسياسيه الايطاليه، بسلسله من الجوائز الكبري من بينها جائزه السعفه الذهبيه في مهرجان كان السينمائي عام 1972 عن فيلم «قضيه ماتي» وكان مهرجان برلين قد خصص عام 2008 لتكريم اعمال فرانشيسكو روسي حيث عرض 13 فيلماً من افلامه. ومن اشهر اعمال روسي فيلم «لوتشيانو المحظوط» (1974) الذي يتناول حياه رجل العصابات الامريكي الصقلي لوتشيانو ابرز واخطر زعيم مافيا ايطالي شهدته الولايات المتحده في تاريخها عبر سجله الحافل بابشع الجرائم مع صديقه اليهودي (ماير لانسكي) وعلي ايديهم انبثقت اول عصابه للجريمه المنظمه في امريكا من جنسيات مختلفه.. ويعتبر فيلم «قضيه ماتيه» واحداً من اعظم الافلام في تاريخ السينما الايطالية، عن قصه حياه انريكو ماتي الشخصيه الوطنيه بكل ما في الكلمه من معني (ومن المعروف ان الرئيس عبدالناصر استقبله عندما زار مصر) ساهم في شبابه بنشاط في النضال ضد النازيه، تمكن بجهوده الخاصه من تاسيس الهيئه الحكوميه الايطاليه التي عملت علي استغلال غاز الميثان ثم طور هذه الهيئه الي مؤسسه حكوميه للنفط ذات سياسه مستقله، مما اثار في حينه غضب الاحتكارات العالميه، التي كانت ترغب، بدعم من قوات الحلفاء وعلي راسها القوات الامريكيه، في السيطره علي موارد النفط والغاز الايطاليه واستغلالها لصالحها. شكّل اعداؤه الكثر فريقاً متنوع الجنسيه متحداً ضده، فقبل اربعه اعوام علي اغتياله وصفه مستشار الامن القومي الامريكي في تقرير رسمي بانه انسان مثير للغضب، اما الحكومه الفرنسيه فلم تغفر له قيامه بالتعامل مع حركه التحرر الوطنيه الجزائريه، سعي انريكو ماتي لاقامه تحالف مع دول الشرق الاوسط المنتجه للنفط ومع الاتحاد السوفييتي، وذلك لتحقيق شروط تجاره عادله للطرفين، في 27 اكتوبر 1962، سافر ماتي الي صقليه من مطار «لينات» بميلانو، وتحطمت الطائره فوق قريه صغيره بالقرب من باسكاپه، في لومباردي، واعلن انها تحطمت بسبب عاصفه.  وقتل المسافرون الثلاثه علي متن الطائره: ماتي، والطيار ارنريو برتوزي والصحفي الامريكي في تايم - لايف وليام مك هال. واعلن رسمياً انها حادثه. واحيط الحادث بشكوك، وهي شكوك جري التيقن منها بعد مضي 35 عاماً علي الحادث، حيث تبين انها من فعل عصابات المافيا الايطاليه وجري تنفيذها لصالح احتكارات النفط الامريكيه، وتم ذلك اثر تصريحات جديده ادلي بها عضو مافيا سابق ذكر فيها انه جري الاغتيال عن طريق قنبله زرعت في طائرته بواسطه رجال المافيا، والتصريحات ادت الي اعاده تشريح الجثمان، وتبين وجود اثار لانفجار في الجمجمه، الفيلم كان احد 3 افلام متتابعه من الاسلوب التحقيقي انجزه «روسي» في السبعينيات. الفيلمان الاخران هما «لوشيانو المحظوظ» و«جثث ممتازه». ومع تشابه المعالجه الا ان اسلوب تنفيذ كل فيلم يختلف من واحد لاخر. الطريف ان والد «روسي» كان يملك كاميرا سوبر 8 يصور بها علي هواه كلما سنحت له ظروف عمله في شركه شحن بحري. لكن فرانشيسكو استجاب لرغبه ابيه في دراسه القانون.

وفي عام 1947 وجد عملاً صغيراً في الافلام وبعد عام وجد نفسه الساعد الايمن للمخرج الايطالي الكبير الاخر لوتشينو فيسكونتي «الارض تهتز». كانت تجربه مثمره جداً بالنسبه لـ«روسي»، لكونه عمل مع احد اهم اركان السينما.

ولكون الفيلم، الذي يتحدث عن حياه صيادي السمك في قريه صقليه واقعياً، جعل «روسي» يغرف من ذلك الاسلوب اولاً قبل ان يقوم بمعالجته حسب رؤيته الخاصه. هذا لم يتم الا بعد ان عمل كمساعد في 7 افلام اخري من بينها «بليسيما» لفيسكونتي و«المدينه تحاكم» للويجي زامبا و«مقهور» لمايكل انجلو انطونيوني،

حتي اذا ما جاء عام 1957 وجدنا روسي ينتقل الي الاخراج عبر فيلم «التحدي».. ونراه في «سلفاتوري جوليانو» (1961) يتناول حكايه سلفاتوري رجل عصابات الف مجموعته من الخارجين علي القانون في غرب صقليه، وعرف كيف يستقطب تاييداً شعبياً متماثلاً مع شخصيه روبن هود وحصل بفيلم «ايادٍ فوق المدينه» (1963) علي جائزه الاسد الذهبي في مهرجان فينيسا.