المحتوى الرئيسى

في ليلة تنصيب "ملك أفريقيا".. نجوم ستسطع أم فيلة ستدهس؟

02/08 10:11

لن تكون قمّه باتا اليوم الاحد ملفوفه في وشاح "النهائي العادي"، حيث انّ طرفي حفله اسدال الستار علي النسخه الثلاثين للكان، والحديث عن كوت ديفوار وغانا، يمتلكان في جعبه منافساتهما الثنائيه علي الصعيد القاري، اسراراً بالجمله وتاريخاً ترفع له القبّعه، والمتسائل في هذا السياق بامكانه ان يعود بالتاريخ لـ"كان 1992" لكي يفهم المقصد.

من حسن حظ هذه النسخه الرثّه علي اكثر من صعيد، ان يكون طرفا النهائي بعراقه الكرتين الايفواريه والغانيه، حيث من المرتقب ان يقدّم هاذين المنتخبين "الثقيلين فنياً"، لوحه رائقه، قد تمحو الكثير من البصمات القاتمه التي لوّنت صوره هذه النسخه الفاشله من كأس أمم أفريقيا.

طبق ختامي بهويه كرويه عاليه المستوي مطلب ملحّ وغير سهل، لكنّه يبقي في المتناول بحضور نخبه من النجوم الرائعين من لفيف المنتخبين، الذين اردنا تسليط ضوء خاص عليهم باعتبارهم فواعل رئيسيه في ترجيح كفّه ايّ طرف علي حساب اخر، او ما يسمّي بمنطق الرسوم الخططيه الحديثه "اللاعبين المفاتيح" في كلّ منتخب.

صوره من الزمن الجميل للنجم الغاني انتوني ايبواه

الحديث عن مكامن القوّه في المنتخبين الغاني والايفواري في نسخه الكان الحاليه، يجرّنا بالضروره الي استذكار ايام التوهّج في العصور التي مضت، وعلي وجه الخصوص كاس امم افريقيا للعام 1992 التي احتضنها السنغال، وكان مشهدها الختامي ايفوارياً-غانياً.

اعتبرت كان 92 مسرحاً للمنتخبين الذين ابدعا في تلك النسخه واخرجا نخبه من اللاعبين الرائعين الذين كانوا بالفعل محور الاداء في كلّ منتخب، حيث كانت المباراه النهائيه مشتعله ومتكافئه الي حدود دقائقها الـ120، قبل ان تنتقل الاثاره الي ركلات الترجيح التي ابتسمت للافيال الايفواريه بـ11 ركله ناجحه مقابل 10 لغانا، لتخلّد قمّه ملعب "الصداقه" بداكار في ارشيف الكره الافريقيه.

صوره من جيل المبدع جويل تييهي امام منتخب زامبيا في الدور ربع النهائي من "كان 1992" بالسنغال 

كانت "النجوم السوداء" في ذلك الوقت تملك في صفوفها نجم كلّ الاجيال، "الساحر" ابيدي بيليه، الذي تُوّج بجائزه افضل لاعب في الدوره، والذي رفع لقب دوري ابطال اوروبا في نسخته الاولي بتسميته الجديده وكان ذلك مع اولمبيك مارسيليا الفرنسي عام 1993، ولا يمكن ان ننسي "الفنّان" انتوني ايبواه، النجم السابق لليدز يونايتد الانكليزي واينتراخت فرانكفورت الالماني، اضافه الي برانس بولاي لاعب اشانتي كوتوكو الغاني ومحترف هيرنفين الهولندي.

صوره اخري لصراع القوتين التقليديتين من جيل دروغبا وايسيان

لم تقل الكفّه الايفواريه عن نظيرتها الغانيه، حيث احتوت صفوف بطل كان 92 علي ثلّه من النجوم الرائعين، وباستثناء المهاجم القيدوم جويل تييهي (نجم لوهافر ولانس الفرنسيين سابقاً)، يكفي ان نقول انّ ثلاثه اسماء كامله دخلت تشكيله الكاف مع نهايه المسابقه في ذلك العام، والحديث عن الحارس التاريخي الان غواميني والمدافع الحديدي باسيل اكا كوامي ومتوسط الميدان سيرج الان ماغوي.

مواطني سيتي وذئب روما.. مركز ثقل الافيال

الموهبه الفطريه لم تقتصر علي الجيل الذهبي لكلّ منتخب في كان 92، بل انّ الكرتين الغانيه والايفواريه واصلتا انجاب العديد من الاسماء الرائعه التي ملات دنيا الكره وشغلت عشّاقها.

واذا ما تطرّقنا الي عناصر النّجاح في تشكيله المدرب الفرنسي ارفيه رينار، فحدّث ولا حرج، فمواطن القوّه عديده حتّي انّها كادت تغطّي نقاط الضعف كلياً، ولكن بالاساس ستبقي انظار الفنيين والمتابعين مركّزه علي الثالوث الحيوي المتكوّن من ضابط الايقاع في منطقه وسط الميدان يايا توريه (افضل لاعب افريقي في 4 مناسبات متتاليه) ودعامتي الهجوم الاساسيتين، ويلفريد بوني وجيرفينيو.

صحيح انّ للافيال هنّات علي مستوي خطّهم الخلفي الذي لا يزال يعاني تركّزاً للسذاجه في تفكير اغلب اسمائه، غير انّ الهجوم الضارب ووسط الميدان ذو التقنيات العاليه، يسمح للمدافعين ببعض الراحه من هجومات المنافسين والتقاط الانفاس، بسبب انّ "الافيال" يهاجمون بلا هواده وغالباً ما تكون غاراتهم في الخط الامامي في قمّه الخطوره ان لم تكن مثمره اساساً.

تقنياً، سيتجنّب رينار ايّه فلسفه علي مستوي التشكيل قد تكلّفه الكثير خصوصاً امام منتخب يعجّ بالمواهب الفرديه المميّزه، فمحور عمل الفريق سيدور حول تحرّكات القائد يايا توريه، حيث من المتوقّع ان يقوم نجم السيتيزنس بلعب دوره القيادي المعهود في افتكاك الكرات وهندسه العمل الهجومي وانهاء الهجمات كما يفعل في البريميرليغ، وسيستعين لتكريس نجاعته بالطوربيد السريع لنادي روما الايطالي، جيرفينيو، الذي سيكون حتماً مركز الازعاج الاول للمنتخب الغاني بسرعته الجنونيه وتوغّلاته الخاطفه، اضافه الي ويلفريد بوني قنّاص سوانسي سيتي الاسبق والمنتقل حديثاً الي كتيبه "المواطنين"، الذي سيلعب دور العقرب الذي يتحيّن ايّ فرصه للسع مرمي المنافس بامكاناته العاليه في التمركز ودهائه التكتيكي في ايجاد الثغرات.

ويمكن القول انّ رينار، الذي سبق له وان رفع اللقب الافريقي مع زامبيا في نسخه 2012 وعلي حساب كوت ديفوار بالذات، له من الامكانات علي مستوي القراءات التكتيكيه، وخصوصاً حذقه في معالجه الجوانب البسيكولوجيه مع تصرّفه الحكيم في هذه الترسانه من النجوم، قد يكون مؤهّلاً جدياً لنزع نحس كوت ديفوار المتعلّق برفع لقبه الثاني في الكان الذي ظلّ ينتظره 23 عاماً.

نجلا ابيدي بيليه ونجم الـ"فريولي".. اساس النجوم السوداء

حال افرام غرانت مدرب المنتخب الغاني غير بعيد عن نظيره رينار في هذه النسخه، ولو انّ خبره كلّ منهما "افريقياً" لا يمكن مقارنتها، حيث انّ غرانت يخوض تجربته الاولي في هذا العرس القاري لذلك من الطبيعي ان توجد تفاصيل عديده تغيب عنه في مثل هذا النهائي.

وبعيداً عن التاريخ وبالعوده الي النسخه الحاليه، فالاكيد انّ غرانت، الذي خلف جايمس كويسي ابياه في كرسي التدريب، يعي جيّداً انّ منتخب غانا ليس كاي منتخب اخر، فعراقه الغانيين تليده والدليل 19 مشاركه افريقيه و4 القاب، كما انّ مواهبهم ايضاً ليست وليده اليوم، ويبقي علي غرانت التكفّل بحسن التدبير لكي يقدر علي مجاراه الافيال.

من هنا تلوح الاسماء القادره علي رفع لواء النديّه، واوّلهم نجلا ابيدي بيلي، اندريه (3 اهداف) وجوردان ايوو، الذين يمتلكان خصالاً مختلفه علي المستوي الهجومي، فان كان اندريه نجم مارسيليا والقائد الثاني للمنتخب بعد الهدّاف اسامواه جيان (تبقي مشاركته بين الشك واليقين)، يتّسم بالميول الي الفرديه بعض الشيء نظراً لمهاراته الفنيه العاليه، فانّ اخاه الاصغر جوردان المنتمي حالياً الي لوريان، معروف بجماعيته اكثر وخصوصاً حذقه لاستغلال الفرص علي الرغم من انّه لا يشغل خطه راس الحربه، فهو لاعب حرّ ولا يحبّ الانضباط التكتيكي كما هو حال ايّ لاعب مهاري.

امام كوت ديفوار، سيكون للاخوين ايوو الدور الفاعل في زعزعه الاستقرار الدفاعي ولكن قبل ذلك يجب ان يمرّوا من معركه الوسط الذي يسيطر عليها في الجانب الاخر الفكّاك الرائع سيري دي والعملاق يايا توريه، هذا الثنائي المتكامل يبدو صعب الهزم، ولكن قد يكون امر الاطاحه بهما ممكناً في حال بروز "القائد الثالث" والمنتمي الي صفوف اودينيزي الايطالي، ايمانويل اغيمانغ بادو، وهو لاعب فنّان يمزج باتقان الادوار الدفاعيه مع الهجوميه اي انّه يختزل دوري التغطيه والمسانده في دور واحد، وهو ما يعدّ امراً غير متوفّر بكثره في المنتخبات الافريقيه، ويمكن وصف بادو انّ متميّز بحرفنه ستيفان ابياه هجوماً وميكايل ايسيان دفاعاً.

في خضمّ هذه المنافسه الثلاثيه بين نجوم غانا (اندريه ايوو – جوردان – بادو) وافيال كوت ديفوار (يايا توريه – جيرفينيو – بوني)، لن ننسي التذكير ببعض محاور الاهتمام الاخري في كلّ منتخب التي لعبت دوراً فاعلاً في ديناميكيه الفريقين، ويمكن ان نذكر في هذا السياق واكاسو مبارك (سلتيك الاسكتلندي) وكريستيان اتسو (هدفان في الدوره، ايفرتون الانكليزي) من الجانب الغاني، ونظيرهما ماكس غراديل (سانت اتيان الفرنسي) وسيرج اورييه (باريس سان جيرمان الفرنسي).

ختاماً، وبغض النظر عن مدي فاعليه هذه المفاتيح في نهائي اليوم من عدمها، فانّ لا احد يشكّك في انّ وجود هذه النخبه في منافسه مباشره علي شرف نهائي كاس امم افريقيا، هو بحدّ ذاته متعه لعشّاق الكره ومفخره للقاره السمراء.

بالفيديو - غانا تبلغ النهائي وتكتب السطر الختامي لـ"مهازل" المضيف

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل