المحتوى الرئيسى

جُرحك يا وطن | المصري اليوم

02/06 21:16

ومنذ متي كان لشراذم الحقد وصبيان الشر وطن؟

انهم يجهلون معني الوطن، وحروف الكلمه لا معني لها في قاموسهم، انها مرادف للمرض الذي يستعصي علي العلاج، نحن نتربي منذ نعومه اظفارنا علي حب هذا التراب ونغني له في اناشيد الصباح المدرسيه، وتخفق قلوبنا مع خفقات علم مصر، اما هم فلا يسكن الوطن عقولهم ولا تربوا علي حبه في طفولتهم، ان كان لهم طفوله، الوطن لديهم هو بحيرات الدم وجزر الموت وخلجان التدمير وجبال النار، وفي «وطنهم» تنمو اشجار الكراهيه مطلع كل شمس، وتتفتح زهور الشماته مع ضوء القمر «!» هل رايتم نفوساً مريضه تكره ضوء الشمس علي الكون واشعه القمر حين ياتي المساء؟ نعم راينا من يكره الشمس لانها كاشفه للخسه وراينا من تتجلي شروره حين يحل الظلام ويسطع القمر! ان نفوسهم تستريح للدم المسفوك ولا يشمون غير دخان قنابل يفخخونها في ابرياء، هل يعرفون معني الضني؟ هل يعرفون كسره الخبز حين يحرم الاب نفسه منها ليطعم ولده؟ هل خذلته دمعه ذات مساء علي فراق عزيز؟! هل تربي في معسكرات الارهاب يرضع حليب الموت واصابعه علي الزناد؟ هل عرف طعم الامومه ودعواتها كل صباح؟ من اي صنف من البشر تكون؟

تقتلون من اجل «عقيده»؟ لا اتصور، فالاسلام انقي من هذه اللوثه، تقتلون من اجل «عوده مخلوع»؟ لا اتصور، فعقارب الساعه لا تعود للوراء، تقتلون لترويع الناس؟ «فيه الف غيره بيتولد»، تقتلون من اجل «المال» سياتي من يدفع اكثر ليرمل نساءكم، تقتلون باوامر «تنظيم»؟ الشهداء لا يموتون انما يتحولون الي فكره ورموز، هل رايتم عيون الابطال لحظه الاستشهاد برصاصكم؟ بريق مخيف كالرعد يزلزل كيانكم ويخيفكم، من اي مله انتم، يا قتله شهداء رفح لحظه الصلاه في رمضان؟

جثامين الرجال مرصوصه علي ارض العزه والكبرياء، ولكل جثمان قصه وحكايه سترددها اجيال من بعدنا، حكايات ستدخل حتماً «السير الشعبيه» كادهم الشرقاوي ولكن في سياق اخر، الاصابع التي داست علي الزناد وسقط قتيل، اصابع غدر.. لا عمرها شربت من نيل مصر ولا التحفت بسماء مصر ولا ذاقت تمر مصر في الواحات، ولا سمعت الشيخ محمد رفعت او ام كلثوم، جرحك يا وطن، قدرك يا وطن ان تنشغل عن البناء لتطفئ حرائق فرضت عليك، هم لا يريدونك يا وطني تناطح السحاب طموحاً ويريدونك ذليلاً تستجدي الشفقه، لا يريدونك يا وطني تقيم «مؤتمراً اقتصادياً» ياتي اليك كل العالم، انهم يقطعون الطرق عليك، تماماً كقطاع الطرق، فاذا عمت الفوضي وانتشر الخراب فكرت الدول القادمه الف مره.. هم لا يريدونك يا وطني ارضا ومناخاً للاستثمار، انهم يطردون الشمس ويطاردون القمر ويقتلون العصافير ويغتالون البلابل ولا تحتفل بالقناه الجديده التي تمثل الخير للمصريين، نحن نرفع اعلامنا فوق الهامات ترفرف وهم يريدونها منكسه حداداً، نحن نتحول الي كرات من اللهب مع سقوط اي شهيد وهم يفرون وقد يتنكرون في ثياب النساء الحوامل ليضللونا، نحن نزداد صلابه يا وطني وهم يفلسون ويسقطون صرعي الياس والخيبه، الواحد منهم يضرب ويجري وهو ملثم، ورئيسنا الرجل الرجل يرحب بالقتل، لا يستخدم كلمه الموت ويقول «القتل» لانها لغتكم المفضله، الله «يرعاه» لان في رقبته 90 مليوناً او يزيد، خلفه ولا تدرون.

يا اغلي الاوطان يا مصر.. هل تعرفين «اخوان الشياطين»؟ نعم، يا صامده، تعرفينهم منذ 80 عاماً مضت وتعرفين اعمالهم وعمايلهم، تعرفينهم منذ زمن الاغتيالات المبكره من الخازندار الي عبدالناصر وبعده حاولوا في ميدان المنشيه بالاسكندريه اصطياده، وصاح عبدالناصر بعد المحاوله «كلنا عبدالناصر»، ثم بعد المحاكمات اعدم عبدالناصر بعض رموزهم والقي بالاخرين في السجون في زنازين رطبه وحبس انفرادي، وطول عمرك يا وطني يتربصون بك، منهم من تراجع بعد مراجعات فقهيه ومنهم من لم يتراجعوا، منهم من انسحب ومنهم من انشق عليهم، انشق بقناعه علي العشيره البغضاء، منهم من كان فرعوناً وهوي، ومنهم من كان مرشداً يفتقد المرشد، منهم من هرب ويعيش خارج الحدود، ومنهم من له تجاره ومحلات مهجوره، منهم من يتكوم امام الشاشات منتظراً «مترصداً» سيارات مفخخه، وحين تنفجر ويملا الدخان سماء المدينه، يفرحون ويتبادلون الانخاب في قطر او تركيا.

جرحك يا وطن يعرف التحدي، فطم علي رد الصفعه صفعتين ورد الموت موتين ورد الضحيه ضحيتين، فطم علي الثار للشهيد حين يشق جنح الليل صرخات الامهات الثكالي وتذرف عيون الاطفال انهاراً من الحزن وتبكي الزوجات وجوها عايشتها تحت اسقف بيوت يعمرها الحب فقوضها وجعلها اطلالاً، مات الجدع يا جدعان برصاصه اخترقت الرئه، مات الجدع يا جدعان من لهب زرعته قنبله، مات الجدع دون وداع الاهل والخلان، يتضاءل كل شيء امام جرحك يا وطن، المعارك دائره والعالم الندل مشغول بهويه اوباما، ممثله ساندته في الانتخابات، العالم الندل اعمي واطرش عن مذابح كرداسه وكعاده الاندال ينتفضون لحقوق الانسان حتي صارت حقوق الانسان ونشطاؤها «نكته الموسم وكل موسم»، الضحايا يموتون واصوات العويل تدخل من نوافذنا، ونحن نشجب وننعي ونضع شاره الحداد علي الشاشات ولا تكف الجنازات، يتقدمها رجالات مصر خلف ابطال من البلد في صناديق يلفها علم مصر.. كم من الرجال كفنت يا علم بلادي؟

الرئيس - جاهداً - يجفف الدمع الهصور وفي عينيه يبرق الغضب، صوته يزار كاسد يثار من ذئاب الغابه وثعالبها، قلبه علي الرجال السمر الاشداء، دموعه عصيه، فالقاده لا يبكون. شيء ما في خصائص القاده يجعلهم فوق الحزن يتسامون. يخاطبنا «بيكم ومعاكم اقدر واستطيع» هذا الرجل العسكري المسيس يحب شعبه ويحترمه، ذات يوم، فوضه لازاحه الغمه عن وجهك يا وطني. الرجل يلقي بالكره في ملعب شعبه ليتحول الي كتائب «تبني وتغني وتقاتل»، يعرف القائد من يمولهم بالمال والسلاح والكراهيه، هذا الشعب الهادر علي ضفافك يا وطني قوامه 90 مليوناً ولو تحول الي كماشه ستحولهم الي كرتون «!» جرحك يا وطن يحاك لك في غرف مغلقه عبر عواصم العالم، يخططون لكسر انفك، يخططون لانهاك جيشك وشرطتك، يخططون لضرب روحك المعنويه يثيرون حفيظتك بمطالب حياتيه، يخططون لهروب السياح من اهراماتك وشواطئك، يخططون لزرع قنابل الفتنه في صحن مساجد وهياكل كنائسك، يخططون كي تتلاشي من علي خريطه العالم وهم «واهمون».

ايها الشهيد، صرت عنواناً في صحف الصباح مع فنجان قهوتنا، صرت جزءاً من دورتنا الدمويه، صرت تحتل مساحه من ذاكرتنا، صرت خبراً بكل لغات العالم، صرت ابجديه زماننا، صرت الهم والواقع والخاص والعام، صرت الشتاء والخريف متعانقين، صرت اغنيه «احلف بسماها» سرقت اهتمامنا بحضورك رغم الغياب، علمتنا كيف يكون العطاء لوطن، لقنتنا درساً بليغاً في الصبر علي الاسي والصمود علي اتساع المدي، صرت قصيده رائعه في الموت من اجلنا، فنحن نتمدد فوق الارائك ونتلاشي كل ليله علي الشاشات، وانت ممدد فوق دبابتك وتصوب مدافعك الي قلاع الزور والبهتان من ربعاوي الي حمساوي الي نهضاوي الي كردساوي.. الي اردوغاني.

جرحك يا وطن، جرح كل مصري، اب شهيد او ابن او اخ، زوج حديثاً والام حامل او عريس سقط والدبله تلمع في اصبعه، جرح بتوقيع بطل، جرحك يا وطن يحملونه للحسين والسيده زينب ويحمله جاري للعذراء مريم من اجل جرحك يا وطن يصوم المسيحيون صيام يونان، الذي بات اياماً ثلاثه في بطن الحوت..

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل