المحتوى الرئيسى

10 أسباب تجعل العالم يكره بنيامين نتنياهو

02/06 20:41

حيثما يحل رئيس الحكومه الاسرائيليه بنيامين نتنياهو يمكننا توقّع مشكله سيفتعلها. زعيم الليكود اليميني لا يتوقف عن ارتكاب الخطا تلو الاخر لدرجه ان فتره رئاسته للحكومه ادت الي تراجع كبير في مكانه اسرائيل وباتت تهدد علاقاتها بامريكا وبالدول الاوروبيه. في الاتي 10 من اخطائه الكبيره:

1ـ الاعتداء علي أسطول الحرية

في 31 مايو 2010، اعتدت القوات الإسرائيلية علي “اسطول الحريه” الذي كان يضم نشطاء سلام يحملون بضائع ومستلزمات طبيه ومواد بناء لاهالي غزه المحاصرين. استخدم الجنود الاسرائيليون الرصاص الحيّ ضد ركاب سفينه “مافي مرمرة”، اكبر سفن الاسطول، موقعين تسعه قتلي من الجنسيه التركيه وقتيلاً امريكياً. حينذاك، اعتبر نتنياهو ان السفينه التركيه كانت “سفينه كراهيه وليست سفينه سلام”، واضعاً الاعتداء كعادته، في خانه الدفاع عن النفس.

الاعتداء ادي الي تخريب علاقات تل ابيب باسطنبول. وبما ان السفينه المستهدفه كانت مسجله لدي جزر القمر، رفعت الاخيره القضيه الي المحكمه الجنائيه الدوليه. في السادس من نوفمبر الماضي، اصدرت المحكمه قراراً بعدم النظر في القضيه معتبرهً اياها خارج نطاق اختصاصها، لان الجريمه ليست خطيره كفايه، ولكنها اشارت الي ان هناك اساساً معقولاً للاعتقاد بان الجنود الاسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب. اتي قرارها ليضرب بروباغندا اسرائيل التي تدّعي انها دوله تحترم القوانين الدوليه.

2ـ عدم التعاون مع التحقيقات الدوليه

في 3 ابريل 2009، عُيّن القاضي ريتشارد غولدستون رئيساً لبعثه الامم المتحده لتقصي الحقائق بشان حرب غزه ـ 2008. رفضت اسرائيل التعاون مع البعثه الامميه ومنعتها من العمل علي ارضها، ولم يستجب رئيس الحكومه بنيامين نتنياهو الي طلبات غولدستون المتكرره بتغيير موقفه.

صدر التقرير اخر العام 2009، ولكن اسرائيل رفضت الاعتراف بصدقيته. لا بل ان رئيس الحكومه الاسرائيليه عاد، عام 2011، ليدعو الامم المتحده “الي الالغاء الفوري” للتقرير وقال: “يجب رمي هذا التقرير في مزبله التاريخ”، في عباره توضح رايه بالعداله الدوليه.

وبعد حرب غزه الاخيره، عيّن مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحده لجنه دوليه للتحقيق في الجرائم الاسرائيليه عُرفت بلجنه شاباس، نسبهً الي رئيسها البروفيسور ويليام شاباس. ومنذ البدايه تعاطت اسرائيل مع اللجنه كما تعاطت مع سابقتها وشنّت هجوماً ضد رئيسها الي ان اكتشفت انه قدّم للسلطه الفلسطينيه استشاره قانونيه لقاء اجر مقداره 1300 دولاراً، فقدمت المعلومه الي المجلس. علي اثر ذلك، استقال شاباس ولكن اللجنه ستكمل عملها. لا تعترض اسرائيل حصراً علي شاباس بل يعتبر رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ان “مجلس حقوق الانسان جهه معاديه لاسرائيل”. ما تخاف منه اسرائيل هو تقرير يشبه تقرير منظمه “بتسليم الاسرائيليه” الذي يؤكد انها ارتكبت جرائم حرب وان 70% من ضحايا الحرب كانوا من المدنيين.

3ـ ايقاف مفاوضات السلام وسياسات الاستيطان

في 25 ابريل الماضي، قررت اسرائيل تعليق المفاوضات مع السلطه الفلسطينيه بذريعه ابرامها اتفاق مصالحه مع حماس. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: “قرر مجلس الوزراء بالاجماع ان الحكومه الاسرائيليه لن تتفاوض مع حكومه فلسطينيه مدعومه من حماس وهي منظمه ارهابيه تدعو الي تدمير اسرائيل”.

ولكن في الحقيقه، لم يكن الكلام الاسرائيلي الا مجرّد تبريرات واهيه. فالمفاوضات كانت ميته بسبب تعنّت اسرائيل ورفضها تنفيذ اتفاق سابق علي اطلاق سراح اسري ورفضها تجميد الاستيطان. وهذا يعرفه كل المجتمع الدولي المقتنع بان اسرائيل هي من افشل المفاوضات وانها لا تعير اهتماماً لرغبه العالم في حلّ القضيه الفلسطينيه. اما استمرارها في اتخاذ قرارات ببناء مستوطنات جديده فانه يسبب لها خلافات مع حلفائها قبل خصومها ويضعها في موقف ضعيف علي المستوي الدولي. وها قد بدا الاتحاد الاوروبي بتبنّي سياسات ترفض مساعده اي مشروع يكون المستوطنون جزءاً منه.

كان لقرار بنيامين نتنياهو شن هجوم واسع علي قطاع غزّه اثار سيئه جداً علي اسرائيل. فالحرب التي ادت، بحسب المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان، الي مقتل 2174 فلسطينياً وجرح 10870 جعلت العالم ينظر الي الدوله اليهوديه كدوله دمويه.

في مؤشر حديث علي هذا الاستنتاج، اظهر استطلاع راي نشره اخيراً مركز “شاتهام هاوس” البريطاني ان 35% من البريطانيين ينظرون الي اسرائيل بشكل سلبي، وبزياده مقدارها 18% عن عام 2012، بينما، علي سبيل المثال، تراجعت المشاعر السلبيه ازاء ايران من 45% الي 33%. وقد اُجري الاستطلاع في اغسطس 2014، اي اثناء حرب غزه الاخيره، وكانت الانباء الاتيه من القطاع سبباً اساسياً في زياده المشاعر السلبيه تجاه اسرائيل.

5ـ دفع فلسطين الي المحكمه الجنائيه الدوليه

بسبب سياسات نتنياهو المعرقله لمحادثات السلام، وجدت السلطه الفلسطينيه نفسها مضطره للجوء الي المحكمه الجنائيه الدوليه، فانضمت الي معاهده روما في الثاني من يناير الماضي. بعدها بفتره قصيره، اعلنت المحكمه فتح تحقيق اولي في جرائم حرب محتمله وقعت علي الاراضي الفلسطينيه، والتحقيق الاولي هو مرحله تمهد لاجراء تحقيق ومحاكمه اسرائيل. هنا جنّ جنون رئيس الحكومه الاسرائيليه، فاعلن ان “اسرائيل ترفض تماماً” هذا الاعلان. من جديد، اجاز نتنياهو لنفسه انتقاد منظومه القانون الدولي وازدراء قراراتها. وهذا التعاطي بات يثير غضب معظم الدول الكبري، وخاصه الاوروبيه منها.

خلاف نتنياهو مع باراك اوباما يعود الي مرحله الانتخابات الرئاسيه الماضيه حين دعم رئيس الحكومه الاسرائيليه مرشح الجمهوريين، بعيداً عن الاعراف التي تقتضي الحياد. ولكن الخلاف تفاقم وخرج الي العلن حين رد نتنياهو علي انتقادات البيت الابيض للاستيطان في القدس بقوله انها “تناقض القيم الاميركيه”. هنا ثار غضب فريق اوباما خاصهً انه يمكن ان يُستنتج من كلام زعيم الليكود انه قصد الاشاره الي اصول اوباما غير الامريكيه. في كلّ الحالات فان التعنّت الاسرائيلي الذي يعبّر عنه نتنياهو بفجاجه سيؤدي الي تراجع تضامن الامريكيين مع دولتهم. علي سبيل المثال، لناخذ مساله رفض اسرائيل الدائم لحلّ الدولتين: “قبل 11 عاماً ايّد طوني جادث الدوله الثنائيه القوميه في نيويورك تايمز فاثار ضجه. حالياً تنشر الصحف حججاً كهذه بكثره”، قال الصحافي بيتر باينرات في صحيفه هارتس.

7ـ تعريض اسرائيل لعداء الديمقراطيين

اخيراً، رتّب نتنياهو لنفسه دعوه من جانب رئيس مجلس النواب الامريكي جون بوينر لالقاء كلمه امام الكونغرس في 11 فبراير. اراد رئيس الحكومه الاسرائيليه تلميع صورته قبل الانتخابات في 17 مارس. فور الاعلان عن الدعوه، عبّر البيت الابيض عن غضبه واعتبرها “انتهاكاً للبرتوكول الديبلوماسي المعهود”، ذلك لان “الدعوات من هذا النوع توجَّه عموماً بشكل مباشر بين زعيم وزعيم”. وقد علّق وزير الخارجيه الامريكيه الاسبق، جيمس بيكر، علي المساله بقوله: “هذا يشكل انتهاكاً فظاً للبروتوكول وقواعد اللياقه”.

الاجواء الحاليه تشير الي ان عشرات اعضاء الكونغرس سيقاطعون كلمه اوباما لو لبّي الدعوه. وبين كونغرس ممتلئ يقف اعضاؤه 29 مره للتصفيق لنتنياهو (قبل 3 سنوات) وبين كونغرس كثيرٌ من مقاعده فارغه، فرق كبير سيوضح تراجع مكانه رئيس حكومة إسرائيل.

اكثر من ذلك، وضع نتنياهو علاقات بلاده بامريكا في مازق. فقد حذرت صحيفه “يو اس اي توداي”، من ان “نتنياهو يجازف باستبدال منظومه العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحده بمنظومه علاقات بين حزب الليكود والحزب الجمهوري”. وحذّر سبعه نواب سفير اسرائيل في واشنطن، بعد اجتماعهم به، من ان بلاده تخاطر بتحويل نفسها الي موضوع خلافي بين الجمهوريين والديمقراطيين. وهذا بالغ الخطوره علي اسرائيل كون دعم امريكا لها ياتي من الحزبين وهذا ما يشكل نقطه قوه لها.

بعد قرار استوكهولم الاعتراف بدوله فلسطين، غضبت اسرائيل. ولكن تصرفاتها ومبالغتها في رده فعلها علي هذا القرار ازعجت حلفاء مقربين لها، علي ما اكدت وزيره خارجيه السويد مارغوت فالستروم واصفه الدوله العبريه بانها “عدوانيه للغايه”. الوزيره السويديه اعتبرت ان تصريحات اسرائيل “تخطت كل الحدود” وان “الطريقه التي يتحدثون بها عنا وعن الاخرين غير مقبوله. لم تزعج الامريكيين فحسب بل كل من له علاقه بهم الان”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل