المحتوى الرئيسى

في اليمن 7 أقليات.. تعرف عليها

02/06 05:05

تنص الماده الثانيه من دستور اليمن علي ان الاسلام هو دين الدوله، حيث تقدر نسبه المسلمين هناك بـ99 % اي 1.5% من مجموع مسلمي العالم، وهم ينقسمون الي مجموعتين رئيسيتين هما السنه الشافعيه، والشيعة الزيدية، وتبلغ نسبه الشافعيه حوالي 60-70%، مقابل زيديه 30 - 40%.

ولان الشريعة الإسلامية هي المصدر الاساسي للتشريع، فان قانون الأحوال الشخصية وحقوق الاقليات يخضع لتفسيرات الشريعه، ويشترط الدستور علي عضو مجلس النواب ان "يكون مؤديا للفرائض الدينيه"، بينما شرط الاسلام واضح في شروط مرشح رئاسة الجمهورية.

لو تصفحنا خريطه الجمهورية اليمنية السكانيه، لوجدنا الاقليات تكاد لا تظهر بسبب نسبتها البسيطه، والتي لا تتجاوز 0.5% من مجموع السكان، بما فيها الاقليه الدينيه من اليهود والمسيحيين والبهائيين، والاقليه المذهبيه وهي متمثله في الاسماعيليه، والاقليه القوميه مثل الهنود والصوماليين والاتراك، ولو ان البعض اعتبرها غير قوميه.

اليهود هم الاقليه غير المسلمه الوحيده من سكان البلد الاصليين، وتختلف الروايات التاريخيه والدينيه عن اصل تواجدهم في اليمن، قبل ان يهاجر اغلبهم الي فلسطين، حيث تم الاتفاق بين حكم الائمه في صنعاء بنقل اليهود اليمنيين الي فلسطين، ونقل ما يقرب من 40 الف يهودي عام 1948م بما يعرف بعمليه (بساط الريح)، ولم يتبق منهم الا القليل في منطقه ريده، والتي يقدر عددهم فيها بالمئات.

واثناء حرب الدوله مع جماعه انصار الله "الحوثي" الشيعيه في محافظه صعده، وقع اشكال بين اليهود واصحاب المنطقه، وتم نقل ما يقرب من 200 يهودي الي المدينه السياحيه في صنعاء والتي تملكها الدوله ويتم الحصول علي معونات من منظمات خارجيه.

وليهود اليمن سمعه انهم من امهر الصاغه وصناع الخناجر التي تعد ابرز معالم الهويه اليمنيه، ويراس طائفتهم حاليا حاخام يدعي يحيي يوسف موسي.

تخلو العاصمه اليمنيه صنعاء من اي وجود للكنائس، ولهذا فان المسيحيين يمارسون طقوسهم الدينيه في بيوت خاصه.

فيما توجد 4 كنائس في محافظه عدن للمسيحيين، الذين اغلبهم من الاجانب واقليه هندوسيه صغيره جدا متواجده في المحافظه ذاتها، من بينها "كنيسه المسيح" الواقعه في مدينه التواهي، والتي يرجع انشاؤها الي فتره الوجود البريطاني في عدن، منتصف القرن الماضي، ويوجد في الكنيسه مركز طبي كنسي ملحق بها يقدم الخدمات الصحيه.

اما في مدينه كريتر فقد تحولت الكنيسه المعمدانيه الي منشاه حكوميه.

وينتمي لهذه الديانه عدد قليل جدا من اليمنيين، حيث يتواجد حوالي 150 بهائيا فقط في البلاد.

وتعد طائفه الاسماعيليين من اكبر الاقليات في اليمن، والتي تنطوي تحتها طائفه المكارمه والبهره، وتتضارب الروايات حول الظهور الاول لهذه الاقليه، وفيما تشير بعض الروايات الي انتمائهم للامام علي بن الفضل، يعتقد البعض بانتمائهم للفاطميين في مصر.

والاسماعيليون هم البهره، وهي طائفه اسلاميه شيعيه تتخذ من الهند مقرا لرئاستها، وهناك اكتسبت اسمها، الذي يعني باللغه الهنديه في مقاطعه كجرات الهنديه (التاجر)، واطلق الاسم علي الطائفه بسبب عمل اغلب افرادها بالتجاره، وينصب جل اهتمامها علي الامور الدينيه والخيريه، وتناي بنفسها عن الصراعات السياسيه، كما يوجد عدد لا باس به من هذه الطائفه في الهند والسعوديه وعمان ومصر.

وفي اليمن، يراس الطائفه، محمد برهان الدين، الذي يعد الداعيه الـ52، وهي متواجده الان في جبال حراز بقريه الحطيب، وفي القري المجاوره، حيث وجود القبر الخاص بامامهم.

كما يتواجد الاسماعيليون في مناطق اخري بمحافظه اب، مثل قريه المزاحن، كما يوجد للبهره في صنعاء مركز كبير يسمي مثلما تسمي بقيه مراكزهم في بقيه انحاء العالم، مقر الفيض الحاتمي، ومن الملاحظ في السنوات الاخيره تمركزهم ومحاوله انتقالهم الي مدينه صنعاء مديريه ازال (حي نقم)، وذلك حول مقر الفيض الحاتمي، المسجد الذي يقيمون فيه معتقداتهم.

وتشير كثير من الدراسات الي ان عدد المكارمه او البهره او الاسماعيليين تجاوز الـ15 الف نسمه اي ما يعادل 0.05% من عدد السكان في اليمن.

اثناء الاستعمار البريطاني، كان اليهود يشكلون اوسع جاليه في عدن، وقد اسهمت افراد كتيبه المشاه المستقره حينئذ هناك في توسيع هذه الجاليه.

لكن الباحث الفرنسي، لويس سيمونان، يفسر كثره الهنود في عدن باسباب اخري تتجاوز السياسه البريطانيه، وذلك لتوقف الهنود في هذه المدينه العربيه في طريقهم الي الكعبه، او عند عودتهم من الحج او اثناء عملهم في التجاره.

الحياه الاجتماعيه لسكان عدن، صبغت بالعادات والتقاليد الهنديه، سواء كان ذلك في الملبس او في الماكل او في الموسيقي، حسبما يقول الباحثون، ومازالت حتي اليوم بدليل وجود المعبد الهندي.

ومع ظهور اجيال حديثه، تلاشت الاقليه الهنديه شيئا فشيئا، حتي اندمجت تماما مع المجتمع اليمني العدني.

من المعروف ان الاسلام دخل الصومال عن طريق اليمن، وليس الي الصومال فحسب، بل الي اغلب دول افريقيا ودول جنوب شرق اسيا، ونتيجه لقرب مقديشيو من صنعاء، كانت ومازالت علاقه البلدين مرتبطه بالسلم والحرب، حتي ان احتلال الصومال من قبل الاستعمار الانجليزي جاء عن طريق مدينه عدن، التي تتواجد فيها هذه الاقليه حاليا، حيث اندمجت تماما مع سكانها وتكاد تكون مختفيه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل