المحتوى الرئيسى

نخيل الدوم.. في رأس البر!

02/06 01:24

نبتعد اليوم- ولو قليلاً- عن السياسه وهموم السياسه.. بل وقرف السياسه.. لنتحدث عما يحيط بنا، وبحياتنا اليوميه.. حتي ولو لم يلاحظها البعض منا.

فقد لفتت نظري ظاهره وجود العديد من اشجار الدوم، واين.. في مصيف راس البر، في البدايه اعتقدتها شجره، او شجرتين.. ربما زرعهما عاشق لثمارها.. ولكن ما رايته كان كثيراً.. يتعدي عددها 12 شجره، كما احصيتها! وهي شجره من اشجار النخيل.

<< وشجره الدوم تنمو في صعيد مصر وشمالي السودان واجزاء اخري من افريقيا وايضاً في الجزيرة العربية.. وينتهي كل فرع بحزمه من الاوراق المفصصه مروحيه الشكل، وتحمل الشجره ثماراً في حجم التفاحه بيضيه الشكل غير منتظمه الاستداره وللثمره الناضجه غلاف خارجي، بني اللون، وتحيط بها طبقه داخليه اسفنجيه سميكه، حلوه المذاق بطعم كعك الزنجبيل، ولذا يطلق علي الشجره اسم شجره المقل، وقد وجدنا كميات كبيره من ثمار الدوم في مدافن الفراعنه وتستخدم بذور الدوم مصدراً من مصادر العلاج بالنباتات.. وثمار الدوم يعرفها كل تلاميذنا.. لانها تباع كثيراً امام المدارس مع ثمار النبق وقرون الخروب.

وهي تصلح كشراب مرطب يقدم مثلجاً في الصيف.. او ساخناً في الشتاء.. ويقال الكثير عن فوائد الدوم في علاج مرض السكر.. ولا يؤكل من الثمره الا قشرتها الخارجيه اما القلب.. فهو ليفي اسفنجي لا فائده منه الا كغذاء للجمال!

<< واذا كانت اشجار الدوم تزرع طبيعياً- او بفعل فاعل- في صعيد مصر او في شمال السودان.. فمن جاء بها من اقصي الجنوب لنجدها في اقصي الشمال، عند مصب النيل فرع دمياط، وبالذات في راس البر.. فهل حملتها مياه الفيضان مع جريانها من الجنوب الي الشمال.. حتي «رست» في هذا المصيف.. فزرعت طبيعياً هناك، تماماً كما انتشرت اشجار نخيل جوز الهند التي حملت امواج المحيطات والبحار ثمارها وعبرت بها الاف الاميال.. فتنتشر في كل ارجاء العالم الاستوائي.

قد يكون ذلك منطقياً.. ولكنني وجدت اشجار دوم بعيداً عن مجري مصب النيل فرع دمياط.. بل وفي اقصي جنوب المصيف.. فاذا وجدنا اشجار دوم بالقرب من المصب، اي علي امتداد شارع بورسعيد قرب اللسان.. فهذا امر طبيعي وبالذات من المنطقه الممتده من شارع 33 والي منطقه اللسان.. اذ كانت هذه هي حدود مصيف راس البر التقليديه، حتي منتصف الخمسينيات.. ولكنني وجدت اشجار دوم في منطقه 75 وهي حديثه وكنا نسميها المنطقه الرابعه ثم وجدت اشجار دوم بعد شارع 75، وبالذات مع تقاطع شارعي بورسعيد و89 وهي منطقه كانت خارج راس البر تماماً حتي اوائل الستينيات فمن اين جاءت هذه الاشجار.. خصوصاً ان انقطع وصول مياه الفيضان من عام 1963.

<< والغريب ان كل اشجار الدوم- في راس البر- مثمره.. ووقفت تحت احدها في شارع 75 ووجدت الثمره اكبر من الموجود حتي في اسوان نفسها، وهي بنيه اللون داكنه، ربما لان احداً لا يقطفها وبالتالي تترك حتي تمام النضج ثم تسقط، وعلمياً فشجره الدوم جذرها يعطي جذرين، ساقين سمهريين، يرتفعان ثم ينقسم كل ساق الي اثنين وربما ثلاثه، وقد يخرج من كل فرع فروع اخري لنري امامنا «دغلاً» والجمع ادغال من شجر الدوم.. في الموقع الواحد.

واشجار الدوم معمره.. تعيش مئات السنين.. وللعلم كانت شجره الدوم عند طابا اهم دليل علي ان طابا مصريه.. اذ حاولت اسرائيل اخفاء اي دليل علي مصريه منطقه طابا.. حتي العلامه الاسمنتيه الحجريه 90 والعلامه 91 التي تثبت مصريه طابا.. لم تتاكد الا من خلال وجود اشجار دوم عتيقه في المنطقه موجوده في الصور القديمه، من قبل احتلال اسرائيل لسيناء! والحمد لله انها لم تفكر في ازالتها.. وبقيت لتؤكد مصريه المنطقه.

<< ويبقي السؤال: من الذي زرع اشجار الدوم في راس البر.. وبالذات في المنطقه البعيده عن مجري النيل، حتي نقول ان مياه الفيضان هي التي حملتها الي هنا، ولقد كنت اعتقد انها مجرد شجره، او شجرتين.. ولكنها 12 شجره وكل واحده تمثل «دغلاً» كثيفاً متعدده الفروع والسيقان توفر مساحه كبيره من الظل في ارض المصيف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل