المحتوى الرئيسى

الديموقراطيون قد يقاطعون خطاب نتنياهو في الكونغرس

02/06 11:59

لاسابيع طويله، وبدون علم البيت الابيض والديمقراطيين، شرع المتحدث باسم مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري جون بونر، والسفير الاسرائيلي في واشنطن، رون دِرمر، في التخطيط لخطبه يلقيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الكونغرسفي مارس المقبل، ليفجروا المفاجاه لوزاره الخارجيه والبيت الابيض بعد ترتيب التفاصيل كلها، وهو ما دفع المتحدث باسم البيت الابيض لتوجيه اللوم لدِرمِر لعدم اخطار الاداره الامريكيه، ودفع الرئيس اوباما الي رفض لقاء نتنياهو، وقراره عدم حضور الخطاب.

من المنتظر ان يلقي نتنياهو الخطاب في الثالث من مارس، بالتزامن مع المؤتمر السنوي الكبير للوبي الاسرائيلي AIPAC، وقبل اسبوعين فقط من الانتخابات الاسرائيليه، وهو ما دفع الكثيرين للاعتقاد بان الخطوه ما هي الا دعايه من حزب الليكود لتعزيز فرص نتنياهو في الفوز، اذ يتهمه خصومه بانه السبب الرئيسي في التوتر مع الولايات المتحده والمجتمع الدولي، وهي احدي اهم النقاط التي تُستَغَل ضده حاليًا في الحمله الانتخابيه.

بمجرد انتشار الاخبار، قامت الدنيا ولم تقعد في صفوف الديمقراطيين، والذين اعلن الكثير منهم عدم نيته الحضور، او علي اقل تقدير صرّح بانه لم يقرر بعد ما اذا كان سيحضر الخطاب، لتبدا علي الناحيه الاخري حمله ضغط من قبل الجمهوريين والموالين لاسرائيل لاقناعهم بجدوي الحضور، اتي علي اثرها المتحدث باسم الكنيست، يولي ادلشتاين، بنفسه الي واشنطن للتفاوض والضغط لاجل خطاب ناجح لنتنياهو في مارس.

جهود الجمهوريين لا يبدو انها ستؤتي اُكُلها، حيث يري الكثيرون الازمه باعتبارها اما الانضمام لمعسكر الرئيس اوباما، او التخلي عنه لصالح اسرائيل، وهو خيار لن يقبله الكثيرون، لا سيما نائب الرئيس جو بايدن والذي تدور الاحاديث هذه الايام عن غيابه هو الاخر عن الخطاب، طبقًا للسكرتير الصحافي للبيت الابيض، جوش ارنست، والذي صرّح بان بايدن قد يكون مشغولًا يوم الثالث من مارس.

لا يختلف موقف الديمقراطيين اليهود كثيرًا، اذ يحاول دِرمِر اقناعهم بينما يستمر اصرارهم علي انهم لن يختاروا اسرائيل علي حساب الرئيس الأمريكي، وانهم قد يقاطعوا الخطاب بالفعل، وقد حاول بعضهم بدوره الوصول لحل وسط بتغيير الخطه من خطاب عام في جلسه استماع للكونغرسالي جلسه سريه مع بعض اعضاء الكونجرس.

من جانبه، فشلت جهود بونر في الحصول علي فرصه للحديث مع زعيمه الكتله الديمقراطيه في مجلس النواب، نانسي بيلوزي، وهو ما دفع منظّم الكتله الديمقراطيه ستيني هوير، وعضو لجنه العلاقات الخارجيه اليوت انجل، للانسحاب من اجتماع كان من المفترض عقده مع بونر وادلشتاين، تضامنًا مع بيلوزي.

بدورها، ورُغم انها صرّحت قبلًا بانها ستحضر خطاب نتنياهو، الا انها اعربت مؤخرًا عن قلقها من الخطاب، بينما صرّح المتحدث باسمها درو هاميل بان الطريقه التي تم التخطيط بها للخطاب، والوقيعه التي تحدثها بين الاطراف المختلفه، ليست هي الطريق الامثل لتوطيد العلاقات بين البلدين.

بالاضافه الي بيلوزي، قالت ديان فينشتاين، العضوه الديمقراطيه بلجنه الاستخبارات في الكونجرس، “اخشي ان يكون كل ذلك لاهداف سياسيه، وانه ليس سوي استغلال لمجلس النواب والكونغرسالامريكيَّين قبل الحمله الانتخابيه في اسرائيل، بالاضافه الي انه يتنافي تمامًا مع بروتوكول ترتيب الامر مسبقًا عن طريق الرئيس بنفسه.”

بشكل اكثر وضوحًا وحده تجاه المدافعين عن الخطاب، قال السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربين، القياده الثانيه في الكونجرس، بان الكثير من اعضاء الحزب الديمقراطي يريدون بالفعل عدم حضور الخطاب لاظهار دعمهم وتضامنهم مع موقف الرئيس اوباما، وليسجلوا موقفًا معارضًا للخطوه التي اتخذها الجمهوريون منفردين مع نتنياهو.

لم يقتصر الامر علي الديمقراطيين فقط، بل وامتد الي بعض الشهصيات العامه التي عُرِفَت في السابق بدعمها لاسرائيل، والتي افصحت هذه المره عن غضبها تجاه الطريقه التي يدير بها الجمهوريون المشهد دون علم البيت الابيض، وابرز هؤلاء هو كريس والاس، المذيع بقناه فوكس نيوز، والذي يدافع عن اسرائيل في مواقف كثيره، حيث قال “دعوني احكي لكم عن مدي لؤم ودهاء كل ما جري، واعذروني ارجوكم.. لقد قابل السفير الاسرائيلي رون دِرمِر يوم الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وفي اجتماعهما لم يرد ذكر المفاوضات التي كانت جاريه انذاك بين دِرمِر واطراف اخري للتحضير للخطاب، وان نتنياهو كان قد وافق بالفعل علي زياره واشنطن، ليس لمقابله الرئيس ولكن لخطاب بالكونجرس، بل ولانتقاد سياسه اوباما فيما يخص الملف الايراني، ببساطه انا مصدوم، ان ياتي نتنياهو الي هنا مع بونر ويقومان سويًا بالهجوم علي موقف اوباما من ايران هي سياسه شديده الانحطاط.”

من ناحيه اخري، انتقد جيفري جولدبرج، جندي سابق بقوات الدفاع الإسرائيلية وصحافي مختص بالعلاقات بين البلدين ومدافع عن اسرائيل بطبيعه الحال، توجهات نتنياهو الاخيره في الاعتماد علي فصيل دون غيره داخل الساحه الامريكيه لتمرير ما يريد، بعد ان فشل في اقناع البيت الابيض، وتدهورت العلاقات بين السلطه التنفيذيه هنا وهناك، وهو يقول ببساطه ان النهج الاسرائيلي الجديد الاحادي، سيضرّ اسرائيل في نهايه المطاف، اذ ان الاعتماد علي طرف دون اخر داخل المعادله السياسيه الامريكيه، لا سيما بتجاوز الرئيس شخصيًا، تؤثر سلبًا علي الدعم الامريكي لاسرائيل، وهو ما يقوله الكثيرون من انصار اسرائيل ممكن تحفظوا علي الخطوه الاخيره، اذ يعتقدون ان دوام العلاقه الاستراتيجيه بين واشنطن وتل ابيب رهن الوقوف علي الحياد في الداخل الامريكي، وهو ما يقوّضه نتنياهو بجلاء لصالح التحالف القائم بين حزبه من ناحيه، والحزب الجمهوري من ناحيه اخري.

علاوه علي ذلك، قد يؤدي كل ذلك الي نتائج معاكسه تمامًا لتلك التي يرغب بها نتنياهو، حيث ادت الخطوه الاخيره تلقائيًا الي توحيد صفوف الديمقراطيين، بل وترجيح كفه توجه اوباما في التعامل مع ايران، والوقوف بوجه قانون العقوبات الجديده ضدها والذي يحاول الجمهوريون تمريره في الكونجرس، بعد ان كان بعض الديمقراطيين يميل للتصويت لصالحها.

لن يكون في صالح نتنياهو ابدًا ان يظهر خطابه بصوره سيئه، وهو ما يعني ان هناك سيناريو من اثنين سيحدث علي مدار هذا الشهر قبل الوصول للثالث من مارس، اما ان يستطيع الفريق المعارض للخطاب اقناع نتنياهو بالعدول عن فكره الخطاب العام في الكونجرس، او ان يُقنع انصار اسرائيل الجمهوريين غيرهم بحضور الخطاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل