المحتوى الرئيسى

”أسوشيتد برس: كنت داعشيا ..مصير العائدين من “أرض الخلافة

02/05 09:11

مصير المقاتلين العائدين من ارض داعش بين السجن وانتقام التنظيم

(الاسوشيتد برس – لوري هينانت و بول سكيم ..

كتب: من بيروت زينة كرم –  من باريس: جيمي كيتن و نيكولاس فو مونتاني – بغداد: فيفيان سلامه و شاركت من لندن: دانيكا كريكا)

يقف ”غيث“ حذراً بزاويه شارع في تونس مغطياً وجهه بـ”زنط“، ويتفحص بعينيه المتوترتين الحشود خشيه ان يكون بينهم احد مسلحي الدولة الإسلامية. ويصف المقاتل السابق الذي لا يكف عن التدخين اعمال القتل العشوائي، واساءه معامله المجندات، والحياه غير المريحه حيث الوجبات قليله ولا تزيد عن خبز وجبن او زيت.

ويروي غيث كيف وضع احدهم السكين علي عنقه وطلب منه ان يقرا ايات قرانيه متعلقه بالحرب في الاسلام ليثبت نفسه امامهم. ويقول: ”لقد كان الامر مختلفاً تماماً عما قالوه لنا عن الجهاد“.

كان غيث قد سلم نفسه للجنود السوريين، وطلب كتابه اسمه الاول فقط خوفاً من القتل.

في حين يلتحق الاجانب من كل دول العالم بتنظيم الدوله الاسلاميه، يجد بعضهم الحياه في العراق و سوريا اكثر صرامه وعنفاً عما توقعوه. واكتشف هؤلاء بخيبه امل ان مغادره التنظيم اصعب من الالتحاق به.  ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم الدوله الاسلاميه قد قتل 120 من رجاله خلال السته اشهر الماضيه، معظمهم من الاجانب الذين تمنوا العوده الي بلادهم.

وحتي لو وجد البعض طريقاً لمغادره التنظيم، فان دول هؤلاء المقاتلين السابقين تعتبرهم ارهابيين وخطراً امنياً علي بلادهم. وقد وضع الالاف تحت المراقبه وفي السجون في شمال افريقيا واوروبا، حيث اقدم مقاتلون سابقون علي قتل 17 شخصاً الشهر الماضي في هجمات باريس.

قال مارك تريفيديك، اكبر قضاه مكافحه الارهاب في فرنسا: ”ليس كل شخص عائد مشروع مجرم. ليس كل واحد منهم سوف يقتل، لكن يبقي الاحتمال ان هناك مجموعه صغيره قادره ان تفعل اي شئ”.

يزداد عدد الفرنسيين العائدين، وقلت حماستهم بسبب واقع حياه المسلحين وقصف قوات التحالف، وفقاً لمسؤول امني فرنسي كبير طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسيه الموقف. ويضيف المسؤول ان بعض المقاتلين الاجانب اخبروا بلادهم انهم محتجزون علي عكس رغباتهم.

وتحدثت “الاسوشيتد برس” الي عشرات المقاتلين السابقين ومع عائلاتهم ومحامييهم، حول حياتهم هناك وهروبهم من تنظيم الدوله. ورفض الكثير منهم ان نذكر اسمه خوفاً من الملاحقه.

يقول ”مهدي عكاري“ شقيق ”يوسف“ احد المقاتلين السابقين، ان اخيه اعتاد علي الجلوس لساعات في حجرته بتونس يستمع للاناشيد الدينيه والقراءه. وفي احد الايام تلقت الاسره رساله بانه ذاهب الي سوريا. ويضيف انه فقد نظارته ولم يستطع القتال، فاصبح مسئولاً عن تعليم الجهاد للمتطوعين الجدد.

التونسي مهدي عكاري اما صوره شقيقه يوسف الذي قاتل لصالح تنظيم الدوله

و بعد سبعه شهور خطط للهروب مع شقيقين تم كشف امرهم وقتلهم. واستطاع يوسف الوصول للمقاتلين الاكراد والعوده لتونس مره اخري، وهناك شعر بانه محاصر بين مضايقات الشرطه وخوفه من انتقام المسلحين. وفي اكتوبر الماضي عاد يوسف عكاري الي سوريا وقتل في غاره جويه.

يمنع تنظيم الدوله الاسلاميه المتطوعين من المغادره بمجرد التحاقهم. ويتم  التخلص من جوازات السفر وبطاقات الهويه كخطوه اولي. ويقول حمد عبد الرحمن، 18 سنه، من السعوديه، ان المسلحين قابلوه علي الحدود السوريه الصيف الماضي واصطحبوه الي معسكر تدريب في مدينه الطبقه السوريه.

و يروي عبد الرحمن تفاصيل اللقاء لـ”اسوشيتد برس” من سجن في بغداد قائلاً: ”اخذوا كل وثائقي ثم سالوني هل اريد ان اصبح مقاتلاً ام انتحارياً؟“، كان حمد مكبلاً ومقيد اليدين ومغطي الراس في حديثه مع الوكاله، واختار ان يقاتل.

و في بدايه سبتمبر، استسلم الشاب السعودي للقوات العراقيه. واظهر مقطع فيديو بثته وزاره الدفاع العراقيه، عبد الرحمن وهو يعرف نفسه للجنود.

وفي شتاء 2013 هرب تونسي اخر يدعي ”علي“ من التنظيم وقطع المسافه بين البلدين لخدمه التنظيم اربع مرات في ثلاثه اسابيع، حاملاً معه الاخبار والاموال ومواد الفيديو الدعائيه. وفي رحلته الاخيره لتونس بكل بساطه قرر البقاء.

يقول “علي” خافضاً صوته: ”شعرت باني ارهابي، لقد صدمني ما كنت افعله”. وبدا في التحرك عندما اقترب الناس. ووجه نصيحته لمن يريدون ان يصبحوا جهاديين: ”اذهبوا لتناول الشراب. لا تصلوا. هذا ليس الاسلام. ولا تضحوا بحياتكم من اجل لا شئ”.

ويبقي المازق الذي يواجه الحكومات هو تحديد من يعود هرباً من تنظيم الدوله ومن يعود لنشر العنف.

اعتقلت فرنسا اكثر من 150 عائدا منهم 8 الثلاثاء الماضي، وقالت ان حوالي 3 الاف يجب ان يبقوا تحت المراقبه. وفي بريطانيا، القي القبض علي 165 بعد العوده، واعتبرت المانيا 30 من ضمن 180 عائداً شديدي الخطوره. لا توجد طريقه لاثبات نوايا العائدين من تنظيم الدوله.

وتقول وزيره العدل الفرنسيه ”كريستيان توبيرا“ ان كثير من الفرنسيين يعتقدون انه لابد من معاقبه هؤلاء العائدين. وتضيف:”هؤلاء هم من يستطيعون الادلاء بما راوه، و من يستطيعون اثناء الاخرين عن السفر”.

ويقول المحامي الفرنسي ”مارتن برادل“ ان موكله ضمن عشره رجال من مدينه ستراسبرج غادروا الي سوريا من اجل القتال من اجل المدنيين. لكنهم عبروا الي مناطق تحت سيطره المسلحين الذين بدورهم شكوا في كونهم جواسيس او اعداء. و تم حبسهم لمده اسبوعين، وتم نقلهم وزادت المده ثلاثه اسابيع اخري. وقتل اثنين من هؤلاء الفرنسيين في كمين.

قرر الرجال الرحيل لكن واحداً بعد الاخر حتي لا يلفتوا الانتباه. ويضيف المحامي: ”غادروا ليلاً وركضوا عبر الحقول ثم تسللوا عبر الحدود”.

وسلم موكل ”برادل“ نفسه للسلطات التركيه، وبسبب عدم وجود وثائق معه استخرجت السفاره الفرنسيه له اوراق انتقال مؤقته. يمكث حالياً في السجن في فرنسا، واتهمته السلطات الفرنسيه مع رجال ستراسبرج الاخرين بتكوين جماعه متطرفه.

ووفقا لمحامييهم فان هروب اربعه فرنسيين من تولوز كان مشابهاً لهروب نظرائهم من ستراسبرج. ويقول محامي ”عماد جبالي“ الفرنسي ”بيير دوناك“ انهم ذهبوا لسوريا من اجل مساعده المدنيين وانتهي بهم الامر في المناطق تحت سيطره تنظيم الدوله الاسلاميه وتم حبسهم. ويضيف دوناك انه في احد الايام، اعطاهم حارس سجنهم وثائقهم. وقال لهم: ”انا ذاهب للصلاه، وتركهم وحيدين بجوار باب سجنهم. فهموا انه يساعدهم علي الهرب. لماذا؟ انه امر مذهل.. هم انفسهم لم يعرفوا السبب”.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل