المحتوى الرئيسى

ستوب.. فين الإحساس؟ | المصري اليوم

02/05 01:47

1- من المفترض ان اواصل الكتابه عن مفارقه «الواقع والحكايه» مستخدمًا حياه الشاعر الروسي يوسف برودسكي، لكن الواقع لم يفسح للحياه مكانًا، الاحداث تتلاحق بتهور وحماقه وسخافه ايضًا، وهذا التلاحق العبثي اصابني بحاله من البلاهه والجمود، فتوقفت عن كل شيء حتي التفكير، ولما استمرت هذه الحاله عده ايام خشيت ان تتحول من «حاله مؤقته» الي «حاله دائمه»، فاصبح «عبيط رسمي»، وبدات اسال نفسي: هل يصح ان اترك ما حولي من مساخر ومصائب، واتفلسف مستمتعًا ومسترجعًا حكايات الشعر والشعراء حتي لو كانت مشحونه بالحكمه والموعظه؟ ام يجب ان انخرط واتفاعل في قضايا الوطن وهموم السياسه والاقتصاد؟ ام اوازن بينهما؟

واعترف لكم، بكل خيبه، بانني لم اجد اجابه، بل انني فقدت الرغبه في كتابه اي شيء، وبعد يومين من البلاده استسلمت لسخافه «الواقع»، وقررت ان اؤجل متعه «الحكايه» حتي يعتدل المزاج من جديد، لذا انصحكم بارتداء اقنعه الوقايه من سخافات الواقع قبل قراءه هذا المقال.

2- قلت في الفقره السابقه ان الواقع يفرض نفسه علي كل شيء، لكنني بمنتهي الرخامه والبجاحه اعلن ان هذا الواقع «واقع فعلاً»، فهو مجرد تمثيل رديء، يشارك فيه الجميع دون ان يتطوع احد بمهمه الاخراج، لا احد يكلف نفسه ليقول «ستوب ايها الاغبياء.. عاوز تمثيل حقيقي.. عاوز صدق.. عاوز احساس».

3- احب الفنان احمد حلمي، واعتبره مدرسه خاصه في الكوميديا، لم يسقط في فخ المبالغات والاضحاك بالعاهات، واحترم مشروعه السينمائي الذي يناقش احوال الشاب العادي المطحون في ازمات المدينه وتعقيدات الحياه المعاصره، وهو مشروع يذكرني بسينما وودي الان التي اهتم فيها بتقديم مشاكل المواطن النيويوركي. نجح حلمي في التعبير بصدق عن الشخصيات التي قدمها في «عمر 2000»، «ظرف طارق»، «كده رضا»، «اسف علي الازعاج»، «جعلتني مجرمًا»، «عسل اسود»، وغيرها، لكن طريقه احمد في ادانه الارهاب لم تكن علي نفس المستوي، لا المكان ولا الاداء، ولا اسلوب الميلودراما جعلني اصدق حلمي هذه المره.

طبعًا انا اصدق حلمي وفرحان بوطنيته وحبه لمصر، لكنني اتحدث عن الاداء، وتمنيت لو كنت مخرجًا يستطيع ان يرفع صوته ويقول له: ستوب.. عاوز ديكور جديد، عاوز احساس، ادّيني صدق اكتر.

4- لا اعترض علي فكره حشد المجتمع ضد الارهاب، ولا اعترض علي اهتمام الدوله بذلك، طبعًا كنت اتمني ان يكمل الرئيس برنامجه في مؤتمر القمه الافريقيه في اثيوبيا، وشعرت بالضيق عندما قطع مشاركته وعاد الي القاهره، لان الرئيس لم يكن في اجازه يضحي بها لمتابعه حادث سيناء الارهابي، لكنه كان في مهمه عمل ضروريه من اجل مصر، وهناك تحضير طويل لاستثمار هذه المناسبه القاريه في طرح الكثير من الملفات الحيويه في ضبط وتمتين علاقاتنا الافريقيه، لكن الرئيس كثف برنامجه وعاد، ليشارك في اداء ارتجالي اقرب الي المواساه وترديد كلمات العزاء وشد الهمه، التي تحولت في مسرح الجلاء الي وصله مداعبات.. وشكر الله سعيكم.

الامر هذه المره لا يحتاج مخرجًا، لانني ساتقدم كمواطن مصري، واقول للجميع رئاسه واحزابًا واعلاميين وشخصيات عامه: ستوب.. عاوزين جديه اكتر.

5- تابعت جلسه الحكم علي دومه ومن معه، كان الكل يلبس مزيكا، لم اصدق شيئًا مما يحدث، القاضي يستحق السجن او العزل علي الاقل بتهمه اهانه «ميدان التحرير»، وهو بصرف النظر عن كونه مركزًا للثوره التي تمنح الشرعيه للحكم القائم، مجرد مكان في مصر لا ذنب له ان يحشره القاضي ناجي شحاته في صياغه مهينه يقول فيها للمتهم: «احترم نفسك.. احنا مش في ميدان التحرير».

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل