لليوم الثاني.. إدانات عربية ودولية لحرق "داعش" الطيار الأردني

ادان الاتحاد الاوروبي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، والازهر الشريف، ودول غربية وعربيه، اليوم الأربعاء، قيام تنظيم "داعش" بقتل الطيار الاردني، معاذ الكساسبه، حرقا، وهي الادانات التي تتواصل لليوم الثاني علي التوالي.

وقالت الممثله العليا للامن والسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، فريديريكا موغريني، في بيان صحفي، ان "مقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبه، هو اخر مثال علي فقدان داعش ابسط القيم الانسانيه".

واضافت موغريني، "لا يزال الاتحاد الاوروبي مصمم علي تعبئه كل الوسائل المتاحه لديه لمحاربه الارهاب".

وذكرت ممثله السياسه الخارجيه في الاتحاد ان "الموقف الاوروبي ضد عقوبه الاعدام لم يتغير، باعتباره لا يخدم اي غرض ردعي، الا انه علي الجميع بذل كل الجهود لمكافحه الارهاب ومحاسبه المسؤولين".

كما ادان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (غير حكومي)، حادث مقتل الكساسبه، ووصفه بالـ "الاجرامي"، وقال انه "مخالف للشرع الحنيف، وللسنه النبويه الصحيحه، ولعمل المسلمين خلال القرون، وانه لم يراع اصول الشرع ولا قواعد اجتهاد فقهي سليم ولا غيرها من ضوابط اصدار الفتوي او الحكم الشرعي".

واضاف البيان الذي حمل توقيع رئيسه يوسف القرضاوي، ان "تنظيم داعش لا يعبر عن الاسلام في شيء، وانما تسيء تصرفاته للاسلام دائماً، مما يؤكد تورطه في مؤامرات ممتده شرقاً وغرباً تهدف للاساءه الي الاسلام واهله".

واشار الاتحاد الي ان "احراق الطيار معاذ الكساسبه، لا يبرره كونه محارباً لهم، حيث ان له حقوق الاسير وفق الشرع والقوانين والاعراف".

كما ادان الامين العام لمنظمه التعاون الاسلامي، اياد امين مدني، "الجريمه" التي وصفها بالـ "البشعه"، مضيفا ان تنظيم "داعش" اقدم علي قتل الكساسبه، "دونما اعتبار لما اقره الاسلام من حقوق للاسري او التفات لما التقت عليه الانسانيه جمعاء من شرائع للحرب والاسر".

واشار الامين العام في بيان له، ان "الامانه العامه للمنظمه ستدعو لاجتماع عاجل للجنه التنفيذيه للتاكيد علي وحده الدول الاعضاء في المنظمه في مواجهتها للارهاب والتطرف وخطاب الكراهيه، والتوجهات التي تصنعها وتؤدي اليها وتسخرها وتستفيد منها. كما ستدعو لاجتماع جلسه عاجله خاصه لمجمع الفقه الاسلامي".

فيما استنكر الازهر الشريف حرق واعدام الكساسبه، واصفاً اياه بالـ "لعمل الارهابي الخسيس"، وقال شيخ الازهر احمد الطيب في بيان له، تلقت الاناضول نسخه منه، ان "هذا عمل خبيث تبرا منه كل الاديان".

واعرب عن "استيائه الشديد من الاقدام علي هذا العمل الارهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبه التي اوردها القران الكريم لهؤلاء البغاه المفسدون في الارض".

وايدت مؤسسات دينيه عراقيه شيعيه وسنيه بيان شيخ الازهر، داعيه الي "ضروره توحيد المواقف بين المذاهب الاسلاميه لضمان وحده المسلمين".

وقال علي الخطيب، نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي (مؤسسه تعني بتنظيم امور الشيعه وترتبط بمجلس الوزراء) لوكاله الاناضول"، ان "مشيخه الازهر الشريف علي علم واطلاع بان الارهابيين لن يمثلوا باي حال من الاحوال السُنه، وجميع اعمالهم مدانه من جميع المذاهب".

ودعا الي ضروره "توحيد المواقف بين المذاهب الاسلاميه كافه، واتخاذ مواقف موحده من تنظيم داعش للمحافظه علي سمعه الاسلام الذي شوهته الافعال الاجراميه التي تعتمدها داعش".

كما ايد المجمع الفقهي للسنٌه في العراق (مؤسسه مستقله تعني باصدار الفتاوي الدينيه) بيان شيخ الازهر ضد تنظيم "داعش"، معتبرا ما قام به تنظيم "داعش" بحق الطيار الاردني "مخالفه لكل الشرائع السماويه".

وقال عبد الوهاب السامرائي عضو المجمع الفقهي لوكاله الاناضول، ان "تنظيم داعش اصبح من التنظيمات المدانه دوليا وعالميا، وجميع اعماله تخالف الشرائع السماويه".

وفي وقت سابق اليوم، ادان رئيس اقليم شمال العراق "مسعود بارزاني" بشده؛ اعدام الكساسبه، قائلاً: الطيار الاردني معاذ الكساسبه؛ استشهد بطريقه وحشيه علي يد داعش، ونحن ندين بشده هذا العمل الخارج عن نطاق الانسانيه.

ووجّه برزاني تعازيه للعاهل الاردني ولاسره الطيار قائلاً: "انَّ دماء الشهداء التي سالت في مواجهه داعش لم تذهب سداً، فهم قضوا من اجل الامن والسلام، والارهابيون سيدفعون ثمن ذلك باهظاً".

كذلك ادانت حكومه الاقليم، اعدام الكساسبه، علي يد تنظيم داعش، معتبره ان "خطر الارهاب اصبح يهدد جميع الشعوب والدول في المنطقه بدون اي استثناء".

كما استنكر نائبا رئيس الجمهوريه العراقيه اياد علاوي واسامه النجيفي في بيانين منفصلين تلقت الاناضول، نسخه منهما مقتل الطيار الاردني واعلنا تضامنهما مع الاردن.

وضمن الادانات العربيه اليوم، دعا رئيس الحكومه اللبنانيه تمام سلام، الي وقفه علي "قدر التحدي" في وجه "الوباء الظلامي" الذي يجتاح المنطقه.

واكد في رساله تعزيه وجهها الي الاردن، ان "لبنان باسره يشاطركم حزنكم وغضبكم، خصوصا وانه عاني وما زال يعاني من جرائم هؤلاء الارهابيين الذين اعتدوا علي سياده لبنان وقتلوا الكثير من ابنائه، واختطفوا عددا من العسكريين".

ولا يزال تنظيما "جبهه النصره" و"داعش" يحتجزان 17 و6 عسكريين لبنانيين علي الترتيب تم اختطفاهم في شهر اغسطس الماضي في محيط بلده عرسال المحاذيه للحدود السوريه، واعدم كل منهما عسكريين اثنين.

اما مفتي الجمهوريه اللبنانيه، عبد اللطيف دربان، فقد وصف عمليه الاعدام بانها "عمل مستهجن وفظيع ولا يرضي بها دين ولا اخلاق ولا انسانيه".

وفي تصريحات للصحفيين، عقب لقائه الامين العام للجامعه العربيه نبيل العربى، قال دربان الذي يزور القاهره حالياً: "ندين هذا العمل الجبان، ومن قام به لا يمت الي الاسلام او اي دين بصله، لان الدين الاسلامي دين رحمه واخلاق وتسامح ومحبه، ولا يتفق مع الارهاب والتطرف والفظائع التي ترتكب بحق المدنيين الامنين والاسري".

دوليا، استنكرت اسبانيا باشد العبارات "الجريمه البشعه التي اقترفها يوم امس ما يسمي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الارهابي ضد الشهيد الطيار معاذ الكساسبه"، حسب بيان حصلت الاناضول علي نسخه منه.

كما ادان وزير الشؤون الخارجيه والتعاون الدولي الايطالي، باولو جينتيلوني، مقتل الكساسبه، مضيفاً في تعليق مقتضب نشره في تغريده علي موقع تويتر للتواصل الاجتماعي اليوم الاربعاء: "في مواجهه وحشيه الارهاب نستخدم قوتنا".

وتابع "علينا بذل اقصي ما يمكن في سبيل الامن، والا نتساهل فيما يتعلق بالحريه".

بدوره، ندد رئيس الوزراء البريطاني، "ديفيد كاميرون"، في بيان اصدره اليوم الاربعاء، اقدام داعش علي قتل "الكساسبه" حرقًا، قائلًا: "استهجن هذه الجريمه الشنيعه التي اُرتكبت من قبل ارهابي داعش الهمجيين، وهذه التصرفات القاسيه من الارهابيين ستقوي عزيمتنا".

وتابع كاميرون: "نقدّر التزام وشجاعه الملازم اول معاذ الكساسبه، الذي كان يؤدي مهامه ضمن التحالف الدولي ضد داعش، ودفع حياته ثمنًا من اجل حمايتنا وحمايه بلده"، مؤكدًا وقوفه الي جانب عائله الطيار في هذه الوقت الماساوي.

في الاتجاه نفسه، نقلت صحف محليه يابانيه عن رئيس الوزراء الياباني "شينزو ابي"، استنكاره لقتل الكساسبه، قائلاً "اني غاضب للغايه امام هذا الفعل اللاانساني، واستنكر هذا العمل الفظيع"، مشيرًا الي ان الكلمات تبقي عاجزه عن شرح الحزن الذي عاشته عائله الطيار، مؤكدًا وقوف اليابان الي جانب الاردن في تلك الظروف الصعبه.

وشدد "ابي" علي ان بلاده ستفي بمسؤولياتها تجاه مكافحه الارهاب، وستبذل قصاري جهدها فيما يخص المساعدات الانسانيه، مؤكدًا ضروره التعاون حول التبادل الاستخباراتي للمعلومات.

كما ادانت المتحدثه باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضيه افخم، بشده قتل داعش للكساسبه، لافتهً الي ان قتل الطيار الاردني حرقاً؛ يعد جريمه ماساويه خارجيه عن الانسانيه والاسلام.