المحتوى الرئيسى

نار الكساسبة سوف تحرق داعش

02/04 15:37

الحساب سيكون عسيرا. ليس فقط لاعلان "داعش" اعدام ثلاث رهائن في غضون ايام "يابانيين واردني"، ومن قبلهم صحفي استرالي واخر بريطاني، ولا لان العالم كله متاهب لمواجهه الارهاب، الذي بدا يضرب العالم، ولكن لان الطريقه التي اعدم بها الطيار الاردني معاذ الكساسبه كانت الاقسي والابشع.

رده الفعل العالميه علي ما حدث بالامس مع الكساسبه، لن يقل باي حال من الاحوال عن رده فعل حادثه صحيفه "شارلي ابدو" الفرنسيه، وقد تترجم هذه المره لافعال علي الارض، خصوصا وان الانشقاقات بدات تعرف طريقها للتنظيم الارهابي الاخطر.

وبرغم ان رد الاردن جاء سريعا باعدام ساجده الريشاوي "التي كان يطالب داعش بمبادلتها مع الكساسبه"، و4 من الارهابيين الاخرين، منهم زياد الكربولي "المنتمي للقاعده" فجر اليوم، وبرغم ان القرار يشوبه التسرع والرغبه في الانتقام، الا انه قد تختفي اصوات العقل والتعقل والتنديد بالاعدام كما يحدث دائما من اوروبا ومنظماتها، حيث ان الريشاوي نفسها صدر في حقها حكما بالاعدام، علي خلفيه اشتراكها في تفجيرات الفنادق بعمان عام 2005، ولم يُنفذ ارضاءً لانتقادات الغرب.

الفيديو الذي بثه "داعش" لاعدام الكساسبه، يحمل انكارا واضحا لما الت اليه اوضاع "التنظيم" الذي يتفتت من داخله وينال هزائم كبري. وكانهم يقولون للعالم "اننا نعرف كيف تهاجموننا"، تضمن الفيديو حديثا للطيار الاردني، نشرته وكاله الاناضول التركيه بالامس، عن تفاصيل حول كيفيه قصف التحالف "الغربي – العربي"، بقياده الولايات المتحده الامريكيه، لاهداف التنظيم.

الكساسبه، وهو متزوج منذ سته اشهر، بدا بتعريف نفسه قائلا "اردني الجنسيه من الكرك مواليد 1988، من ضباط سلاح الجو الملكي الأردني، قد تخرجت من كليه الملك حسين الجويه عام 2009 ثم تابعت تدريبي الي ان اصبحت طيار عمليات في عام 2012 في قاعده موفق السلطي الجويه السرب الاول". ومضي قائلا، "اما ما يتعلق بالرحله المقرره يوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2014 "يوم اسر الكساسبه" فقد بلغنا باهداف الرحله قبلها بيوم، وكان الهدف منها تطهير منطقه ما مع قصف الاهداف الارضيه".

وتابع: "في اليوم التالي قمنا بالاقلاع من قاعده موفق السلطي الجويه في الازرق محافظه الزرقاء، باتجاه العراق، ثم انطلقنا الي منطقه الرقه السوريه، وكانت المهمه ملاحظه اي مضادات ارضيه تطلق علي الطائرات المشاركه التي كانت من طرازات اماراتيه f16، ومغربيه f16، وf15 سعوديه، ثم تقوم طائرتان مغاربه حديثه بقصف الاهداف المحدده لها بواسطه التكنولوجيا الليزريه".

واضاف: "وما ان بدات عمليات الدخول، ثم سمعت احد المضادات وقد ضرب في طائرتي وابلغني الملازم اول صدام مارديني "طيار تواصل معه من طائره اخري بجواره"، انه هنالك نار تخرج من فوهه المحرك الخلفيه، وما ان تبينت من الاشارات الداخليه، واكتشفت ان المحرك قد تعطل وان النيران بدات تشتعل، وبدات الطائره بالخروج عن مسارها، فقمت بالخروج من الطائره وسقطت في النهر، وثبتني الكرسي الي ان جاء مجاهدي الدوله الاسلاميه واسروني".

وواصل الكساسبه حديثه: "اما بالنسبه للمطارات الموجوده لاستخدامها كمطار بديل في اي حاله عطل في الطائره، فهنالك المطار الازرق في الاردن، ومطار عرعر في السعوديه، ومطار بغداد الدولي في العراق، ومطار الكويت في الكويت، واحد المطارات التركيه القريب من الحدود السوريه بما يقارب 100 كم". ومضي قائلا: "بالنسبه للطيران الاجنبي، بالاخص الطيران الامريكي والفرنسي، فهم ينطلقون من القواعد الاردنيه وخصوصا من قاعده موفق السلطي الجويه وقاعده الامير حسن الجويه".

وعن تنسيق العمل، قال انه "في احد القواعد القطريه، هنالك تجمع يرسمون الاهداف ويضعون كل دوله ما هي مهمتها في اليوم الثاني، فما ان تاتي الساعه الرابعه الا وان كل دوله حسب ما هم خططوا لها من الاوامر قد اتت الي القاعده، ويستخدمون في ذلك القناصات الجويه لكشف الاهداف والاقمار الصناعيه وكذلك الطائرات التي تخرج من الدول الخليجيه".

ووجه الكساسبه رساله الي الشعب الاردني قائلا: "اعلموا ان حكومتنا حكومه عميله صهيونيه، فلو كان صحيح اننا نريد الدفاع عن الاسلام فلماذا لا نبعث طائراتنا الي القوات النصيريه قوات بشار الاسد التي تقتل الملايين من المسلمين، ولليهود وهم اقرب منا وندافع عن (المسجد) الاقصي وعن ممتلكات المسلمين في بلاد فلسطين".

واضاف في رسالته: "اما بالنسبه لاهالي الطيارين فكفوا عن ارسال ابناءكم وامروهم بعدم الذهاب الي مثل هذه الطلعات في ضرب اهداف اسلاميه، حتي لا يصير لابنائكم كما صار لي انا، وتتلوعوا علي ابنائكم كما تلوع اهلي وزوجتي واقاربي".

كل ذلك غرضه بث الرعب في نفوس اهالي ودول من يشاركون امريكا والتحالف الدولي في ضرب "داعش"، فضلا عن ايهام الجميع بسيطرتهم علي الاوضاع في الاراضي التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا.

ازدادت في الفتره الاخيره وتيره الانشقاقات وحالات الهروب التي شهدها تنظيم الدوله، لاسباب منها اشتداد وطاه عمليات التحالف الدولي علي التنظيم، وعوامل اخري وراءها حالات غضب من قيادات في داعش.

وانتشرت انباء عن هروب قيادي مصري مكني بـ "ابو عبيده"، بعد ان كان يشغل منصب "امير ديوان الزكاه" في مدينه الميادين شرقي دير الزور. ويقال ايضا انه سرق مبلغا يقدر بنحو مليار ليره سوريه "5 ملايين دولار اميركي"، كانت من المقرر ان تصل الي الفقراء في دير الزور.

وليست هذه المره الاولي التي يهرب فيها قياديون في داعش، فمنذ ايام وقبل اعلان القوات المشتركه الانتصار في مدينه كوباني السوريه، فر قيادي تونسي يدعي ابو عواد التونسي واخذ معه مبلغ 185 مليون ليره سوريه "مليون دولار اميركي" من اموال التنظيم وغادر المدينه الي جهه مجهوله.

وسبق ذلك فرار الشخص الذي كان يعتبر "شرعي التنظيم" اي المسؤول عن الاحكام الشرعيه ويدعي ابو علي الحربي وهو من الجنسيه السعوديه، حيث سبق واعلن المركز السوري للاخبار والدراسات هروب الحربي من مدينه تل ابيض في محافظه الرقه المعقل الرئيسي لداعش، وقد تمكن من الفرار الي الاراضي التركيه، وسلم نفسه للسفاره السعوديه.

رغم ان تنظيم داعش كان يسيطر علي مدينه "كوباني" باكملها، الا انه في اواخر يناير الماضي، اعلن التنظيم نفسه سقوط المدينه في يد الاكراد بعد 112 من القتال العنيف. ربما تكون حقائق الخساره غائبه، الا ان وكاله اخباريه سوريه اسمها "اعماق"، تعمل في المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، اجرت مقابله مع اثنين من مقاتلي التنظيم، اللذين ادليا بشهادتين متماثلتين حول سبب انسحاب "داعش" من مدينه كوباني، وهو الغارات المتواصله التي يشنها طيران التحالف.

ووفقا للمقابلتين كانت غارات التحالف هي التي كسبت المعركه في كوباني او "عين الاسلام" كما سمياها، فحسب ما قاله مقاتل "مؤخرا انسحبنا من عين الاسلام خطوه خطوه، لان الغارات تسببت بمقتل الكثيرين من اخواننا".

ولكنه اكد بان "داعش" سوف يبقي "وهذه هي رسالتنا الي اوباما." اما الشخص الثاني الذي اجرت معه المقابله وكاله "اعماق"، فكان يجلس الي جانب لافته علي الطريق كتب عليها "عين الاسلام". وذكر بان "داعش" اغارت علي 360 قريه حول كوباني، حيث هرب المدافعون عنها "مثل الجرذان" علي حد وصفه.

ولكنه قال ان السبب وراء انسحابهم من المدينه "بانه لم يعد لدينا اماكن نسيطر عليها هناك، كنا داخل "عين الاسلام"، ونحتل اكثر من 70% منها، ولكن الغارات الجويه لم تترك اي مبني واقفا، ودمروا كل شيء." وكان خوفه من الغارات واضحا. وقال "اقسم بالله العظيم، بان طائراتهم لم تغادر السماء، ليلا ونهارا، وكانوا يستهدفون كل شيء، يهاجمون العربات، ولم يتركوا اي مبني واقفا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل