المحتوى الرئيسى

"القسام" من "مُقاومة" إسرائيل إلى الاتهام بـ"الإرهاب" (بروفايل)

02/04 11:20

تصدّر اسم "كتائب عز الدين القسام" مؤخرا، نشرات الاخبار العالميّه، واشعل مواقع التواصل الاجتماعي عقب قرار محكمه مصريه اعتبارها "منظمة إرهابية".

وقضت محكمه مصريه، السبت الماضي، في حكم اولي، باعتبار كتائب القسام، الذراع العسكريه لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيه، "منظمه ارهابيه".

واستندت محكمه القاهره للامور المستعجله في منطقه عابدين، وسط القاهرة، الي "تورط الكتائب في العديد من العمليات الارهابية، اخرها تفجير كمين كرم القواديس (قبل نحو 3 اشهر)" والتي قتل فيها اكثر من 12 جنديا مصريا.

ورفضت حركه حماس قرار المحكمه المصريه، واعتبرته "مسيسًا وخطيرًا ولا يخدم الا اسرائيل، وقال المتحدث باسم الحركه سامي ابو زهري: "ان القسام هي عنوان المواجهه مع الاحتلال، ورمز لكرامه الامه وعزتها رغم كل محاولات التشويه التي تتعرض لها".

ولم يصدر اي تعقيب رسمي من قبل السلطات في مصر حول قرار المحكمه، غير ان القاهره درجت علي التاكيد علي استقلاليه القضاء.

و"كتائب القسام"، هي الجناح المسلح، لحركه المقاومه الاسلاميه "حماس"، التي تاسست في 14 ديسمبر/كانون اول 1987 علي يد مجموعه من قاده جماعه الاخوان المسلمين في قطاع غزه، كان ابرزهم الشيخ احمد ياسين.

واعلنت "القسام" عن نفسها لاول مره في 1 يناير/ كانون ثاني 1992، حينما اصدرت بيانا اعلنت فيه عن مسؤوليتها عن عمليه استهدفت مستوطنه كفار داروم" الاسرائيليه، التي كانت تقع وسط قطاع غزه (اخلتها اسرائيل عام 2005).

ونسبت حماس جناحها العسكري الي (عز الدين القسام) وهو شيخ سوري، قدم الي فلسطين بهدف مقاتله الانجليز، والتصدي لمشروع اقامه دولة إسرائيل، ونجح الجيش البريطاني في قتله عام 1935.

وولد الشيخ عز الدين القسام في بلده جبله، بالقرب من مدينه اللاذقيه السوريه، سنه 1838، وتلقي علومه الدينيه في الازهر الشريف بمصر.

وفي عام 1920 هاجر القسام الي فلسطين، واقام في مدينه حيفا الساحليه، وهناك تولي فيها امامه جامع الاستقلال والخطابه فيه.

وكون القسام جماعه سريه عُرفت باسم العُصبه القسّاميه، وفي عام 1935، شددت السلطات البريطانيه (كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني) الرقابه علي تحركات القسام في حيفا، فغادر الي مدينه جنين شمال الضفه الغربيه، وهناك بدا في عملياته المسلحه ضد القوات البريطانيه.

وفي عام 1935 درات معركه بين القوات الانجليزيه، والشيخ القسام، انتهت بمقتله.

وكان لمقتل القسام الاثر الاكبر في اندلاع الثوره الفلسطينيه عام 1936م، والتي كانت نقطه تحول كبيره في مسيره الحركه الوطنيه الفلسطينيه بعد ذلك.

وتقول "كتائب القسام" عن نفسها انها "جزء من حركه ذات مشروع تحرر وطني، تعمل من اجل تعبئه وقياده الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وامكانياته".

وتحرص "القسام"، علي التاكيد دوما ان عملها يقتصر فقط علي داخل الاراضي الفلسطينيه، نافيه اي تورط لها في اي عمليات خارجيه.

وتحوّلت "القسام"، خلال السنوات الماضيه، من مجموعات صغيره، تعتمد اسلوب "حرب العصابات"، الي ما يشبه "الجيش النظامي"، وتمكنت حركه حماس بفضلها من السيطره علي قطاع غزه، عقب اشتباكات داخليه مع حركه فتح (غريمها السياسي)، في صيف عام 2007، والتصدي لـ 3 عمليات عسكرية كبيره شنتها اسرائيل ضد القطاع .

وعملت حركه حماس، خلال الانتفاضه الثانيه (بدات نهايه عام 2000) علي توسعه جناحها العسكري، وحولته الي ميلشيا كبيره ومنظمه، خاصه في قطاع غزه.

ووفق نشره سابقه اصدرتها "القسام"، فان عدد عناصر القسام في قطاع غزه لوحده، تجاوز العشره الاف مقاتل، يكونون "جيشا حقيقيا تحت تشكيلات عسكريه، تبدا من الفرد والمجموعه، مرورا بالفصيل والسريه، وانتهاءً بالكتيبه واللواء".

ووفق النشره فيتم تقسيم "القسام" الي اربعه الويه:" لواء شمال القطاع، ولواء غزه، ولواء الوسطي، ولواء الجنوب".

وتعتمد كتائب القسام اسلوب "حرب العصابات"، في مواجهه الجيش الإسرائيلي الذي يصنف كاحد اقوي جيوش المنطقه.

وتطور تصنيع كتائب القسام لسلاحها بشكل كبير، حيث بدات بصناعه العبوات الناسفه، البدائيه، ثم تطورت قدراتها، لتتمكن من تصنيع "صواريخ" قادره علي ضرب كبريات المدن الاسرائيليه.

واطلقت "القسام"، اول صاروخ انتجه محليا، علي بلده سديروت الاسرائيليه، المحاذيه لقطاع غزه، يوم الجمعه 26 اكتوبر/تشرين اول 2001، حسب بيانات سابقه اصدرتها.

وعلي نحو متسارع قامت حماس بتطوير صواريخها، وتمكنت من انتاج قذائف يصل مداها الي 150 كليومترا، واطلقت بعضها علي مدينه تل ابيب (العاصمه السياسيه لاسرائيل)، خلال الحرب الاخيره، التي شنتها اسرائيل، في صيف العام الماضي.

وفي تطور نوعي ولافت اعلنت كتائب القسام، يوم الاثنين 14يوليو/تموز 2014 (خلال الحرب الاسرائيليه الاخيره) رسمياً عن تمكن مهندسيها من تصنيع طائرات بدون طيار، وانتاج 3 نماذج منها، لتنفيذ مهام خاصه في اسرائيل.

وتبدو كتائب القسام كاي جيش نظامي، اذ اصبح لديها وحدات متخصصه، مثل وحده الهندسه، ووحده الدفاع الجوي، ووحده المدفعيه، ووحده الاستشهاديين، ووحده الاسناد، وغيرها.

وخلال الحرب الاسرائيليه الاخيره علي قطاع غزه، اعلنت كتائب القسام عن اول عمليه لوحده الاسرائيليه ضفادع البشريه (الكوماندوز البحري)، قامت بتنفيذ عمليه في قاعده "زكيم" العسكريه الاسرائيليه، في مدينه عسقلان جنوب غربي اسرائيل.

وقامت "القسام" بتنفيذ العديد من عمليات اسر الجنود، كان من بينها الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اسرته في عام 2005، وبعد صفقه تبادل للاسري ابرمتها حركه حماس واسرائيل، في اكتوبر/تشرين اول عام 2011، برعايه مصريه، افرجت السلطات الاسرائيليه انذاك عن 1050 اسيرا، مقابل تسليم حماس للجندي "شاليط".

وتصدت كتائب القسام لحربين شنتهما اسرائيل علي قطاع غزه (2008، 2012)، وتقول انها كبدت الجيش الاسرائيلي خسائر فادحه.

كما تصدت كتائب القسام للحرب الاسرائيليه الاخيره والتي دامت 51 يوما، واعلنت، انها كبدّت الجيش الاسرائيلي خسائر فادحه، وتمكّنت من اسر جندي اسرائيلي، يدعي ارون شاؤول، خلال عمليه نفذتها شرقي غزه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل