المحتوى الرئيسى

جدل أميركي حول تسليح أوكرانيا يبرز محاسن الردع ومخاطر توسع النزاع

02/04 02:19

تبحث الاداره الاميركيه عده خيارات لمواجهه التدخل الروسي في اوكرانيا بينها احتمال تقديم معدات عسكرية قتاليه لمساعده الحكومه الاوكرانيه علي مواجهه الانفصاليين الموالين لروسيا. لكن هناك انقساما داخل الاداره ازاء هذه الخطوه، اذ يراها المؤيدون رادعه لروسيا بينما يحذر المتحفظون من مخاطر رد الفعل الروسي عليها بما يؤدي لتوسع النزاع واندلاع حرب بالوكالة بين الولايات المتحده وروسيا.

ويعتزم وزير الخارجية الاميركي جون كيري القيام بزياره الي كييف غدا الخميس لاجراء محادثات مع المسؤولين الاوكرانيين، وكذا الالتقاء مع وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي في بروكسل لمناقشه الوضع المتدهور في اوكرانيا. كذلك، يفترض ان يناقش الرئيس الاميركي باراك اوباما الخطوات المقبله لمواجهه الاوضاع المتدهوره في اوكرانيا والخيارات المطروحه، خلال لقائه مع المستشاره الالمانيه انجيلا ميركل الاثنين القادم. واعلنت ميركل ان بلادها لن تقدم اسلحه الي اوكرانيا وتعول علي الحل السلمي للازمه.

وقدمت الولايات المتحده الكثير من المساعدات غير القتاليه منذ اندلاع الازمه، مثل الدروع الواقيه والبطانيات والمستلزمات الطبيه واقنعه الغاز ونظارات للرؤيه الليليه وانظمه رادار، لكن الحزمه الجديده من المساعدات القتاليه التي تفكر الاداره في تقديمها لاوكرانيا تشمل انظمه صواريخ مضاده للدبابات وانظمه دفاعيه مضاده للطائرات وذخائر واسلحه صغيره.

وتسربت الانباء حول تفكير الاداره الاميركيه في تقديم اسلحه دفاعيه للجيش الاوكراني بعد ان احرز الانفصاليون الموالون لروسيا مكاسب في شرق اوكرانيا وبرزت مؤشرات عن انهيار محادثات السلام. ونشرت صحيفه «نيويورك تايمز» ان القائد العسكري لحلف شمال الاطلسي فيليب بريدلوف ووزير الدفاع تشاك هاغل يساندان فكره توفير اسلحه دفاعيه للجيش الاوكراني. ونقلت الصحيفه عن مسؤولين اميركيين قولهم ان وزير الخارجيه جون كيري ورئيس هيئه الاركان المشتركه الجنرال مارتن ديمبسي ومستشاره الرئيس الامن القومي سوزان رايس منفتحون لفكره تقديم المساعدات العسكريه القتاليه لاوكرانيا. واشار السيناتور الجمهوري جون ماكين في تصريحات لشبكه «سي بي اس» الي ضروره ارسال مساعدات عسكريه وتعزيز التعاون الاستخباري مع اوكرانيا، مشيرا الي ان الولايات المتحده لا تستطيع الانتظار اكثر من ذلك للقيام بالعمل. كما ارسل السيناتور روبرت منديز رساله الي الوزير كيري يحثه علي اتخاذ الاجراءات اللازمه تجاه تصاعد التوتر في اوكرانيا.

وفي تقرير اصدره خبراء بمعهد «بروكينغز» و«معهد شيكاغو» و«المجلس الاطلسي» الاثنين بعنوان الحفاظ علي استقلال اوكرانيا ومقاومه العدوان الروسي، نصح معدو التقرير، الاداره الاميركيه بارسال ما قيمته 3 مليارات دولار من المساعدات الدفاعيه والقتاليه لاوكرانيا، علي مدي 3 سنوات لتعزيز قوه الردع لدي الجيش الاوكراني ورفع مخاطر وتكلفه قيام روسيا باي هجوم كبير. واشارت ميشيل فلورنوي، التي شاركت في اعداد التقرير، وتشغل منصب رئيس مركز الامن الاميركي الجديد وعملت سابقا في وزاره الدفاع، الي ضروره ان يقدم الولايات المتحده وحلف شمال الاطلسي علي خلق وضع يجعل الكرملين ينظر الي القيام بمزيد من الاعمال العسكريه، علي انه امر مكلف للغايه. ونصحت بارسال صواريخ مضاده للدروع وعربات همفي المدرعه وطائرات استطلاع من دون طيار.

من جانبه، نفي بن رودس نائب مستشار الامن القومي للاتصالات تقديم الاداره الاميركيه اسلحه عسكريه قتاليه الي اوكرانيا في الوقت الحاضر. وقال رودس لشبكه «سي ان ان» الاثنين «مازلنا نعتقد ان افضل طريقه لدفع روسيا لتغيير حساباتها هو من خلال العقوبات الاقتصاديه ولا نعتقد ان الجواب علي الازمه في اوكرانيا هو ببساطه ضخ مزيد من الاسلحه لذا فلن نقدم اسلحه عسكريه الي الاوكرانيين ليس بالتاكيد في المستقبل القريب». كما قالت المتحدثه باسم الخارجيه الاميركيه جين بساكي «نحن نريد مساعده اوكرانيا بالتاكيد ومساعده الحكومه خلال هذه الفتره الانتقاليه ونحن ننظر في مجموعه من الخيارات».

وفي الجانب الاوكراني، قال مصدر دبلوماسي نقلت تصريحات وكاله الصحافه الفرنسيه امس ان كييف «تجري حوارا مستمرا مع شركائها» بخصوص الحصول علي اسلحه، وتامل ان تتكون لديها فكره اوضح نحو نهايه الاسبوع، بعد سلسله لقاءات مع مسؤولين اميركيين. وقال المصدر «نامل الحصول علي مزيد من التفاصيل بعد زياره (الوزير الاميركي) جون كيري هذا الاسبوع الي كييف»، ثم لقاء بين الرئيس بيترو بوروشينكو ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن علي هامش المؤتمر الدولي حول الامن في ميونيخ. واوضح المصدر ذاته ان المحادثات لا تتناول سوي اسلحه دفاعيه بينما ذكرت صحيفه «وول ستريت جورنال» من جهتها ان واشنطن تدرس امكانيه تزويد كييف بصواريخ قويه مضاده للدبابات من طراز جافلين واسلحه خفيفه وذخيره. وتاتي الانباء عن ارسال اسلحه اميركيه لاوكرانيا، بعد ان غرق الشرق الاوكراني حيث قتل اكثر من 5300 شخص خلال 10 اشهر من النزاع، مجددا في اعمال العنف في الاسابيع الاخيره وبعد ان فشلت مفاوضات السلام التي عقدت السبت في مينسك. وقتل 21 شخصا بينهم 16 مدنيا في خلال 24 ساعه في المعارك بحسب ارقام اعلنتها كل من السلطات الاوكرانيه والمتمردون بشكل منفصل امس.

ودارت اعنف المواجهات قرب مدينه ديبالتسيفي الملتقي الهام لسكك الحديد علي بعد نحو خمسين كيلومترا الي شمال شرقي دونيتسك معقل الانفصاليين. ويسعي المتمردون منذ اكثر من اسبوع الي تطويق الجيش الاوكراني فيها. وفي دونيتسك استمر القصف المدفعي حتي وقت متاخر من مساء اول من امس قبل ان يستانف صباح امس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل