المحتوى الرئيسى

الإعلام الحزبي لم يعد يطرب في المغرب

02/03 16:18

المغرب لن يشارك في تدخل عسكري في ليبيا

غرق سته مهاجرين سريين وانقاذ عشره اخرين في المغرب

استئناف التعاون القضائي بين فرنسا والمغرب

بزوغ نجم المغرب كحليف امني وتجاري قوي للولايات المتحده

وزيرا العدل الفرنسي والمغربي يلتقيان خلال ايام

اثرت الصراعات الداخليه في الاحزاب المغربيه علي اعلامها، فتراجع بريقه لصالح الاعلام المستقل، الذي بدا يدعم اسسه ومراكزه علي ساحه القراءه في المغرب.

ايمن بن التهامي من الرباط: تحمّلت الصحافه الحزبيه في المغرب لسنوات طويله عبء صناعه الرأي العام وتوجيهه وتعبئته، عندما كانت المكونات السياسيه الناطقه باسمها تصطف في المعارضه. غير ان ما جناه هذا الاعلام طيله هذه السنوات دفع ثمنه باهظًا، بعد ان اختارت الاحزاب خوض تجربه تسيير الشان العام، ما فسح المجال امام الصحافه المستقله التي وظفت الانفتاح علي اكثر من فكر والتحرر من قيود التحزب والتسييس وتطوير الاساليب التحريريه واغراءات التكنولوجيا الحديثه، لتطوي بذلك صفحه صحافه حزبيه باتت تحتل مراتب متدنيه جدا في قائمه الصحف الاكثر مبيعًا.

حكمت معطيات مختلفه علي تراجع تاثير الصحف الحزبيه، لكن المسؤوليه الاكبر تلقي علي عاتق الصراعات الداخليه التي كانت اول مسمار يدق في نعش هذا الاعلام.

يقول سراج الضو، عضو الامانه العامه للمجلس الوطني الفدرالي للنقابه الوطنيه للصحافة المغربيه: "هذه الصحف دفعت ضريبه صراعات التيارات داخل المكونات السياسيه الممثله لها، وضريبه مشاركه احزاب في تسيير الشان العام منذ حكومه التناوب الاولي".

كما انها، بحسب ما يوضح الضو لـ "ايلاف"، دفعت ضريبه عدم وضع استراتيجيه لتنميتها وتنميه خطها التحرير، الي جانب تبيعتها الكامله للاحزاب، "فهذه الصحف تابعه كليا للاحزاب، ورئيس الحزب هو الذي يعين مدير الجريده، بينما نجد في اوروبا صحفا تدافع عن وجهه نظر مكونات سياسيه اشتراكيه او يساريه او يمينيه، وهي ليست تابعه عضويًا للحزب".

اضاف الضو: "الاعلام الحزبي كان له اشعاع كبير في الستينات الي حدود نهايه القرن الماضي، اذ كان وسيله المغاربه للتعرف علي الاخبار ونشاط الاحزاب الوطنيه"، مبرزًا ان الجرائد الحزبيه كانت مدارس، لكن لم تكن مكونه من صحافيين، بل اغلب من كان يشتغل فيها كانوا اساتذه ومعلمين ومتطوعين.

من جهته، اكد عبد اللطيف فدواش، عضو المجلس الوطني الفدرالي للنقابه الوطنيه للصحافه المغربيه، ان الصحافه الحزبيه في المغرب لعبت دورًا كبيرًا في الاعلام، حين كانت تتسيد الميدان لوحدها تقريبًا، "اذ ظلت جريده (العلم)، الناطقه باسم حزب الاستقلال، و(المحرر) التي اوقفتها الدوله عن الصدور بسبب مواقفها، والتي عوضتها (الاتحاد الاشتراكي)، تتصدران المبيعات، خصوصًا جريده الاتحاد الاشتراكي، قبل ان تظهر صحف اخري ناطقه باسم الاحزاب صمد بعضها لسنوات، مثل رساله الامه (الاتحاد الدستوري)، والحركه (الحركه الشعبيه)، فيما اختفت عناوين كثيره اهمها جريتا (انوال) التابعه لمنظمه العمل الديمقراطي الشعبي (الحزب الإشتراكي الموحد حاليًا)، التي توقفت بقرار من المحكمه بعد موقف المنظمه من دستور 1996، والميثاق الوطني (التجمع الوطني للاحرار) بسبب ضائقه ماليه، و(المسار) و(الطريق) الناطقتان باسم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وتوقفت الاولي بسبب المنع والثانيه لظروف ماليه)".

يقول فدواش، الذي خاض تجربه العمل في صحيفه حزبيه قبل ان يعمل في منابر اخري مستقله، لـ"ايلاف": "الصحافه الحزبيه كانت منابر لنشر بلاغات وانشطه الحزب ومواقفه، والقليل من الاخبار،  هيئات من المناضلين الذين تحولوا من وظائفهم في التعليم الي صحافيين، وكانوا الرعيل الاول من الصحافيين في المغرب، قبل ان يلتحق جيل من خريجي الكليات، وفي ما بعد خريجي المعهد العالي للصحافه، ومعاهد الصحافه الخاصه".

فتح الصراع بين قيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيه (المعارضه) علي اداره اعلام الحزب (جريدتا الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون) جرح الاعلام الحزبي، الذي بات يتخبط في مجموعه من المشاكل زادت من تراجع تاثيره في الساحه المغربيه.

ورغم ان الكاتب الاول للحزب، ادريس لشكر، حاول وضع عبد الهادي خيرات امام سياسه الامر الواقع بتكليف القيادي لحبيب المالكي باداره الجريدتين، الا ان "معركه الاعلام" ما زالت تعد بمفاجات، علي اعتبار ان خيرات يرفض التنازل ويصر علي تسليم الجريدتين الي مجلس اداري يضم "المؤتمنين" علي الحزب، بحسب ما اكده في تصريحات اعلاميه.

وقال عبد الهادي خيرات، المسؤول الاداري والقانوني عن الجريدتين، لـ "ايلاف": "هذا الموضوع سيفصل فيه القانون"، مؤكدًا ان لمثل هذه الصراعات تاثيرا كبيرا علي الاعلام الحزبي.

واتصلت "ايلاف" بقيادات في الاتحاد الاشتراكي، محسوبه علي تيار ادريس لشكر، للوقوف علي رايها، غير انها فضلت تجنب الحديث في الموضوع.

استفادت الصحف المستقله من تراجع الحزبيه وكسبت جمهورًا عريضًا، لتتربع بذلك علي عرش مبيعات الجرائد الورقيه. واكد الضو انه في اواخر القرن الماضي وبدايه القرن العشرين، تبلورت مدرسه الصحافه المستقله، التي خرجت من رحم الصحافه الحزبيه، وقال: "الصحافه المستقله المكتوبه نشيطه جدًا، لكنها صحيفه تشبه القفه، توجد فيها جميع الخضر، وتريد ارضاء جميع الاذواق، وهذا مستحيل، لذا في المغرب ما زلنا نفتقد صحافة مستقلة حره ونزيهه".

اما فدواش فقال ان الصحافه الحزبيه لم تتغير الا بعد بروز صحافه مستقله "صفراء، كانت عباره عن صحافه الجرائم والفضائح، وكانت مرفوضه من صحافه الاحزاب، ومنعتها من الانخراط في النقابه الوطنيه للصحافه المغربيه".

لكن تطور الصحافه الحزبيه، يضيف فدواش، اتي في التسعينات من القرن الماضي وبدايه القرن الحالي، بعد ظهور صحافه مستقله، بفضل مقاولات بسطت نفوذها علي الاعلام وحررته من الحزبيه، فبدات الصحف التقليديه تسير علي الخطي نفسها للبقاء في الساحه.

ورغم ان هذه الصحف الحديثه النشاه تتصدر سوق المبيعات في المملكه، يشرح عضو المجلس الوطني الفدرالي للنقابه الوطنيه للصحافه في المغرب، فانها لم تستطع الرقي بالجانب المهني ووضعيه صحافييها، اذ لا ترقي الي المستوي المطلوب علي المستوي المادي، رغم استفادتها من دعم الدوله.

يقول فدواش: "تبقي  الاستقلاليه في الصحافه المغربيه حلمًا صعب التحقق، في ظل سيطره لوبيات اقتصاديه وسياسيه واحيانا مخزنيه (الدوله العميقه) علي سوق الاعلام، كما ان التحكم في الاشهار يجعل الصحافه المغربيه بعيده عن الاستقلاليه، اذ ان بعض المؤسسات الكبري التي تغرق السوق باشهاراتها محرم النبش في سلبياتها".

تفيد المعطيات التي تتعلق بمبيعات الصحف ان مجمل مبيعات جريده مستقله تفوق اضعاف مبيعات الصحف الناطقه باسماء الاحزاب السياسية مجتمعه.

فحسب اخر تصنيف لـ "لجنه التحقق من انتشار الصحف"، والمتعلق بمبيعات 2013، فان يوميه "المساء" حافظت علي الصداره في ترتيب الجرائد الاكثر قراءه، بمعدل 81,111 نسخه يوميًا، متبوعه بيوميه "الاخبار" التي لم تتجاوز السنه والنصف في المنافسه في المرتبه الثانيه بمعدل 63,430 نسخه، و"الصباح" في المركز الثالث بمعدل 57,871 نسخه، تليها جريده "اخبار اليوم" بمعدل 24,687 نسخه، في حين ان الجرائد الحزبيه لا يتجاوز توزيعها اليومي 10 الاف نسخه.

لم تسلم الصحافه الحزبيه ولا حتي المستقله من تراجع معدلات القراءه، وهو ما دفع نوابا برلمانيين الي التقدم بمقترح قانون جديد يرمي الي احداث صندوق لدعم توزيع الصحف المغربيه، التي تعاني ضعفًا كبيرًا في المبيعات.

المقترح الذي تقدم به الفريق الاستقلالي للوحده والتعادليه في البرلمان يتوخي رفع حجم مبيعات الصحف الوطنيه ليصل الي مليون نسخه يوميًا.

ويستند الصندوق، الذي سيكون خاضعًا لوصايه الحكومه، في شخص وزير الاتصال، في تمويله علي انخراطات الصحف الوطنيه التي يتم تحصيلها مره واحده في السنه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل