المحتوى الرئيسى

ما رسالة "الملك سلمان" بإقالة بعض رجال الحكومة السعودية؟

02/03 15:54

مع اصداره لاوامر بمنح مكافات سخيه واقاله مسؤولين ينتهجون الفكر الليبرالي نسبيا ربما يشير العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز الي ان نهجه لمواجهه التحديات المستقبليه سيكون مختلفا عن نهج اخيه الراحل الملك عبدالله، وفي ظاهرها قد تشير تلك القرارات الي التحيز للتيار الديني المحافظ ومحاوله كسب التاييد السياسي وهو ما يبدو متعارضا مع الاصلاحات الهادفه للتحديث التي تقول المملكه انها تريدها.

لكن الحقيقه قد تكون اكثر تعقيدا من ذلك اذ ربما تلمح تلك القرارات الي كيفيه تعامل الملك سلمان مع التحديات الديموغرافيه التي تلوح في الافق والتي قد تهدد استقرار المملكه في وقت تشهد فيه المنطقه فوضي غير مسبوقه، ويقول خليل الخليل الكاتب والاكاديمي بجامعه الامام سعود احد اكثر المؤسسات التعليميه الدينيه تاثيرا "ترعرع اصحاب النهج التقليدي بعيدا عن مؤيدي الحداثه في عهد الملك عبدالله. لكن سلمان لديه علاقات ممتازه مع الجانبين وكل منهما يعتقد ان الملك الجديد يؤيده."

واضاف انه من المتوقع، ان يبدا المحافظون اختبار حدودهم لمعرفه ما يمكن الفوز به في ظل النظام الجديد، ومع ذلك لم يتضح ما اذا كان الملك سلمان سيبطيء فعليا من الاصلاحات التحريريه للملك عبدالله، او سينتهج عكس تلك الاصلاحات التي تحظي بشعبيه بين العديد من الشباب السعودي، كما ان هناك تحديات تواجه العقد الاجتماعي السعودي غير المعلن والذي ينطوي علي ان يدين الشعب للملك بالطاعه في مقابل التمتع بالخدمات العامه والمستوي المعيشي المريح وحكومه تعمل وفق التعاليم الاسلاميه.

ويعني النمو السكاني السريع انه ينبغي علي الحكومه الحد من الانفاق بينما يعني الانفتاح المتزايد علي العالم الخارجي ان المحافظين والليبراليين علي حد سواء قد يتحدون فكره السلاله الحاكمه،وقد تكون هذه المخاطر اكثر الحاحا من اي وقت مضي في ظل صعود تنظيم الدوله الاسلاميه الذي يتباهي مجاهدوه انهم سيشعلون انتفاضه في المملكه.

وطبق الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز عددا من الاصلاحات هدفت لخلق وظائف بالقطاع الخاص وتحرير المجتمع تدريجيا عبر تخفيف القيود الاسلاميه كما تعامل بصرامه مع المعارضه السياسيه، ومن السابق لاوانه تحديد رؤيه الملك سلمان لكن سلسله من القرارات الملكيه الاسبوع الماضي قد تعطي بعض المؤشرات مثل اقاله وزير العدل محمد العيسي ورئيس هيئه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد اللطيف ال الشيخ وهما خصمان لدودان للمحافظين السعوديين.

كما شملت تلك القرارات منح مكافات سخيه للمواطنين تقدر بنحو 20 مليار دولار واختصار عدد كبير من اللجان الوزاريه ضمن مجلسين فقط احدهما للتعامل مع القضايا الامنيه والاخر للقضايا الاقتصاديه.

كان الحكام السعوديون في اوقات الشده يقلقون من انتفاضه المحافظين الاسلاميين اكثر من قلقهم من الانتقادات الغربيه او غضب الليبراليين السعوديين، واقترب الملك عبدالله من هذا التحدي عندما واجه النخبه الدينيه ودفعها لتقبل اصلاحات تتعلق بنظام القضاء والتعليم وحقوق المراه.

وواجه العيسي وزير العدل السابق انتقادات من قبل المحافظين الذين قدموا التماسات للملك بشان تبنيه "اصلاحات تحمل رائحه غربيه" فيما احتفل افراد من هيئه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشكل علني يوم الجمعه برحيل ال الشيخ.

وربما يري المحافظون قرار الملك سلمان بتغيير المسؤولين السابقين بمثابه ابتعاد عن الخطوات التحريريه للملك عبدالله. كما سعدوا بقراره باعاده تعيين سعد الشثري مستشارا بالديوان الملكي. والشثري عضو سابق بهيئه كبار العلماء يتبني نهجا محافظا وكان الملك عبدالله اقاله في 2009 لمعارضته انشاء جامعه مختلطه، لكن التغييرات التي تدعم التيار المحافظ قد لا تكون عميقه كما تشير العناوين الاوليه.

يقول ماجد قاروب وهو محام علي علاقه قريبه بوزير العدل السابق ان وزير العدل الجديد وليد الصمعاني، ياتي من نفس مدرسه العيسي. كلاهما جاء من ديوان المظالم وعملا في نفس اللجان. وقد اشرف الشيخ العيسي بنفسه علي رساله الدكتوراه الخاصه بالصمعاني.

من شان اي خطوه لارضاء المحافظين عبر الرجوع في قرارات تتعلق بحقوق المراه ان تؤثر علي التنميه الاقتصاديه في ظل الحاجه لزياده كبيره في اعداد السعوديين العاملين بالقطاع الخاص من الجنسين بدلا من الاعتماد علي الرواتب الحكوميه، ولم تتشكل بعد ملامح خطه الملك سلمان للحد من اعتماد المملكه علي ايرادات النفط علي المدي الطويل او لتعيين السعوديين في بعض الوظائف من ثمانيه ملايين وظيفه يشغلها وافدون اجانب.

وربما يشير قرار الاسبوع الماضي بمنح مكافات سخيه لموظفي الدوله والمتقاعدين الي ان الملك سلمان يسير علي السياسه الماليه التي تعود لعقود مضت، لكن اقتصاديين اشاروا الي انه خلافا لخطوه الملك عبدالله في 2009 بزياده رواتب موظفي القطاع الحكومي فان قرارات الملك سلمان ستؤثر فقط علي ميزانيه العام الجاري دون اي تاثير علي الانفاق المستقبلي.

وفي الوقت ذاته، يشير قرار الملك سلمان باستمرار وزير العمل النشط عادل فقيه في منصبه الي انه سيواصل سياسه الدفع بمزيد من السعوديين لسوق العمل كما ان دمج وزاره التعليم العالي ووزاره التربيه والتعليم في وزاره واحده يشير الي احياء جهود الاصلاح في هذا الاتجاه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل