أم كلثوم وإسرائيل.. وسر "عشقهم الممنوع" لها بعد 40 عاما

بث التلفزيون الاسرائيلي برنامجا خاصا للاحتفال بمرور 40 عاما علي وفاه سيدة الغناء العربي ام كلثوم، حيث اعلنت القناه 33 التابعه للتلفزيون الرسمي لاسرائيل، اذاعه مجموعه من الاغاني الخاصه بام كلثوم تخليدا لذكراها.

 وقال موقع القناه الرسمي "ام كلثوم صوت مصر"، هي رائده الغناء العربي في القرن العشرين، خلال 50 عاماً من العمل الفني سجلت خلالها مئات الاغاني واشتهرت بتدخلها في اختيار اعمالها الفنيه وتاليفها.

 واعلنت القناه عن برنامجها الخاص للاحتفال بام كلثوم، حيث خصصت، الاحد الماضي، برنامج "من اغاني الافلام"، لكوكب الشرق، وبثت القناة اليوم الثلاثاء اغنيه "الاطلال"، واذاعه اغنيه "لا يا حبيبي" غدا الاربعاء في التاسعه مساء، كما سيتم بث عرض " ملكه النيل - كلاسيكيه ام كلثوم".

وبحسب موقع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" الرسمي، فان ام كلثوم تجذب المزيد من المعجبين والمعجبات في اسرائيل، الذين ولدوا بعد وفاتها عام 1975، بسبب اغانيها التراثيه، فتركت اثرا علي الكبار والصغار، علي العلمانيين والمتدينين.

ووصل عشق الاسرائيليين لام كلثوم حتي ان دار الاذاعه الاسرائيليه "صوت إسرائيل"، ساهم في حفظ تراثها عن طريق بث اغانيها في الساعه السادسه من مساء كل يوم ولمده ساعه منذ ستينات العقد الماضي، واصبح هذا الفاصل الموسيقي من سمات دار الاذاعه، ويقول مدير قسم الموسيقي في دار الاذاعه المتقاعد والملحن اسحاق ابو العز افيعيزر، ان الجمهور اطفا ظماه باغاني كوكب الشرق التي نشا عليها".

وصل حب الاسرائيليين لكوكب الشرق الي الحد الذي قامت فيه بلديه القدس برئاسه، نير بركات، في 17 اكتوبر  2012 بالاعلان عن حفل رسمي بمناسبه افتتاح شارع جديد في القدس يحمل اسم "ام كلثوم"، وبحسب صحيفه "جيروزاليم بوست" الاسرائيليه، فان هذا القرار كان جزءا من مشروع اسرائيلي يهدف الي تسميه كافه شوارع القدس التي لا اسم لها وتعريفها، وكان اختيار اسم كلثوم، لما تتمتع به من شعبيه كبيره داخل نفوس عرب 48 والاسرائيليين الذين هاجروا واحتلوا فلسطين.

وقال نير بركات في الحفل حينها: "الشرف الذي نالته المغنيه ليس فقط في اسرائيل، او في مصر من حيث جاءت، وانما في العالم باسره"، وصفق الجميع بشده للمطربه نسرين قادري التي ادت اغنيه "انت عمري" اثناء الحفل.

 واضاف بركات "انه لشرف عظيم لنا ان نخلد ذكري ام كلثوم بتسميه شارع باسمها مثلما نفعل في شوارع اخري في القدس، فسيده الغناء العربي شهرتها تسبقها، واسرائيل تخصص ساعه يوميا لبث اغاني الست".

نشرت صحيفه "تايمز اوف اسرائيل"، مقالا بعنوان "للاسرائيليين الذين يحبون ام كلثوم، الموسيقي تقلل من العداوه"، تحدثت فيه عن عشق الاسرائيليين لام كلثوم، علي الرغم من كونها رمزاً للحركه القومية العربية في القرن العشرين، حتي ان عازف القانون البارز ومدرس موسيقي الشرق الاوسط في مدرسه مصراره للموسيقي الشرقيه في القدس، العاد جاباي، قال "بالنسبه لنا، الموسيقي فن، وفرح، نحن نحب ام كلثوم، لان اغانيها جميله، لقد نشانا عليها ونغنيها، دون اهميه لمن كانت، لم يكن هناك ابدا في اسرائيل سؤال، حول امكانيه رفض ام كلثوم بسبب خلفيتها، لان في الشرق، الموسيقي والسياسه شيئان مختلفان".

يبدو ان عشق الاسرائيليين لسيده الغناء العربي جعلهم يقنعون ان ام كلثوم زارت اسرائيل، لكن هذه الزياره كانت عام 1931، اي قبل اعلان اسرائيل عن دولتها بحوالي 17 عاما، وهو ما يعني ان الزياره كانت لفلسطين، لكن معظم المواقع الاسرائيليه حاولت اثبات زيارتها للدوله العبريه، مضيفه انها لم تكن في يافا فقط بل زارت القدس وغنت هناك، كذلك حيفا.

وقال الكاتب سليم نسيب في كتابه "ام كلثوم"، "ان سيده الغناء العربي تبرّعت بربع احدي حفلاتها في حيفا للنضال ضد الاحتلال البريطاني والهجره اليهوديه الي فلسطين، واستُقبلت بحفاوه كبيره ومُنحت لقبًا جديدًا هو كوكب الشرق".

وذكر الموسيقار الفلسطيني، واصف جوهريه، ان ام كلثوم انتقلت من القدس الي حيفا بالقطار واحيت هناك حفلتين احداهما علي "مسرح الانشراح"، واخري "في شارع الملوك".

ويحكي الكاتب سليم نسيب، قصه حصول ام كلثوم علي لقبها الخالد "كوكب الشرق"، فيقول في لقاء له مع صحيفه العربي الجديد "اللقب الذي نالته ام كلثوم، انطلق من مقهي "الشرق" في مدينه حيفا، وصفق لها الحضور، حيثُ اطلقت عليها احدي السيدات الحيفاويات "كوكب الشرق".