المحتوى الرئيسى

أغنياء دافوس خائفون من عالم هم صانعوه - صحافة عالمية :: بوابة الشروق :: نسخة الموبايل

02/02 08:44

نشرت صحيفه الجارديان البريطانيه مقالا لسيوماس ميلن يوضح فيه اسباب شعور كبار رجال النظام الرأسمالي بالخطر نتيجه سياساتهم الراسماليه حيث يشعر المليارديرات وافراد حكم القلة الذين اجتمعوا في دافوس بالقلق بشان التفاوت في الدخول، حيث يري الكاتب انه قد يكون من الصعب تقبل ان يشعر اصحاب النفوذ في نظام احدث اوسع فجوه اقتصاديه عالميه في التاريخ البشري بالقلق من شان نتائج افعالهم. لكن حتي مهندسي النظام الاقتصادي الدولي الزاخر بالازمات بداوا يرون الاخطار. فلا يقتصر الامر علي مدير صناديق التغطيه المتمرد جورج سوروس الذي يحب وصف نفسه بخائن الطبقه. فبول بولمان، المدير التنفيذى لشركه يونليفير غاضب من «التهديد الراسمالي للراسماليه». وتخشي كريستين لاجارد مديره صندوق النقد الدولي من ان الراسماليه تحمل بالفعل «بذور دمارها» التي تحدث عنها ماركس وتنبه الي ضروره عمل شيء ما.

ويشير ميلن الي حجم الازمه الذي حددته مؤسسه اوكسفام الخيريه. فهناك 80 فردا الان لديهم الثروه الصافيه نفسها التي لدي 3،5 مليار شخصـ وهم نصف سكان العالم. وفي العام الماضي كان الـ 1٪ الاغني يمتلكون 48٪ من ثروه العالم، مقابل 44٪ قبل خمس سنوات. وفي الاتجاهات الحاليه، سوف يكون لدي الـ1٪ الاغني اكثر مما لدي الـ99٪ الاخرين مجتمعين. ويتحسن الـ1٪، حيث تضاعفت حصتهم من الدخل الامريكي اربع مرات منذ الثمانينيات.

ويعد ميلن هذا اختطاف للثروه علي نطاق هائل. فلمده 30 عاما، وبالاشاره الي ما يسميه مارك كارني محافظ بنك انجلترا «اصوليه السوق» تضخم التفاوت في الدخل والثروه، داخل اغلبيه كبيره من البلدان وفيما بينها. وفي افريقيا، تضاعف العدد المطلق الذي يعيش علي اقل من دولارين في اليوم منذ عام 1981 بينما تضخمت قائمه المليارديرات.

ويوضح ميلن انه في معظم انحاء العالم، تهبط حصه العمال من الدخل القومي باستمرار واصاب الركود الاجور في ظل هذا النظام من الخصخصه وتخفيف القيود والضرائب المنخفضه علي الاغنياء. وفي الوقت نفسه امتص التمويل الثروه من المجال العام الي ايدي الاقليه الصغيره، حتي عندما دمرت بقيه الاقتصاد. والان تراكمت الادله علي ان هذا الاستيلاء علي الثروه ليس اساءه اخلاقيه واجتماعيه فحسب، بل انه يغذي الصراع الاجتماعي والمناخي، والحروب، والهجره الجماعيه والفساد السياسي، والثروه المذهله وفرص الحياه، والفقر المتزايد، والفروق النوعيه والعرقيه الاخذه في الاتساع.

كان التفاوت المتصاعد في الدخل كذلك عاملا مهما في الازمه الاقتصاديه خلال السنوات السبع الماضيه، الامر الذي قلص الطلب وغذّي انتعاش الائتمان. وذلك لا يظهر فقط في ابحاث الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي او المؤلفين البريطانيين للدراسه الاجتماعيه «مستوي الروح». فبعد سنوات من تشجيع تشدد واشنطن، حتي منظمة التعاون الإقتصادي والتنميه وصندوق النقد الدولي اللذين يهيمن عليهما الغرب يقولان ان فجوه الدخل والثروه الاخذه في الاتساع كان لها دور مهم في النمو البطيء في عقدي الليبراليه الجديده الماضيين. وكان الاقتصاد البريطاني سيصبح اكبر بنسبه 10٪ لو لم يزد التفاوت بشكل كبير. والان يستخدم الاكثر غني التقشف لمساعده انفسهم للحصول علي نصيب اكبر من الكعكه.

ويبرز ميلن ان التوقع الكبير بالنسبه لمد التفاوت في الدخول في السنوات الاخيره كان امريكا اللاتينيه. فالحكومات التقدميه في انحاء المنطقه تجاهلت النموذج الاقتصادي «المفجع»، واستعادت الموارد من سيطره الشركات وقلصت التفاوت. وهبطت اعداد من يعيشون علي اقل من دولارين في اليوم من 108 ملايين الي 53 مليونا خلال ما يزيد قليلا علي عشر سنوات. والصين، التي رفضت كذلك جزءا كبيرا من التعليم الليبرالي الجديد، تشهد تفاوتا يزداد بحده في الداخل لكنها كذلك انتشلت من الفقر اعدادا اكبر من بقيه العالم مجتمعا، حيث عوضت فجوه الدخل العالميه المتزايده.

تؤكد هاتان الحالتان المشار اليهما ان التفاوت في الدخل والفقر المتزايدين بعيدان جدا عن ان يكونا حتميين. فهما نتيجه لقرارات سياسيه واقتصاديه. وتدرك حكومه القله في دافوس ان السماح للامور بالاستمرار كما هي شيء خطير. ولذلك يريد البعض المزيد من «الراسماليه الشامله» بما في ذلك المزيد من الضرائب التصاعيه لانقاذ النظام من نفسه.

ويؤكد ميلن ساخرا بان ذلك لم يتحقق نتيجه لتاملات الجبال السويسريه او حفلات غداء جيلدهول القلقه. ومهما كانت مشاعر بعض بارونات الشركات، فقد اظهرت المصالح المكتسبه للشركات والنخب بما في ذلك المنظمات التي يديرونها والبُني السياسيه التي استعمروها ــ انهم سوف يحاربون بشراسه حتي الاصلاحات المتواضعه. ولكي تدرك الفكره يتعين عليك الاستماع الي صرخات الاحتجاج، بما في ذلك تلك الاتيه من البعض في جماعته، من خطط ميليباند لفرض ضرائب علي المنازل التي تزيد قيمتها علي ملياري جنيه استرليني لتمويل الخدمه الصحيه، او مطالبه الجمعيه الفابيه التي كانت اصلاحيه ذات يوم بان يكون زعيم العمال اكثر تاييد للاعمال (اي الشركات)، او حائط مقاومه الكونجرس لمقترحات الضرائب التي تتسم بقدر معتدل من اعانه التوزيع الخاصه بباراك اوباما.

وفي ختام المقال يرجح ميلن انه قد يكون قسم من النخبه القلقه مستعدا لدفع ضرائب اكثر قليلا. وما لن يقبلوه هو اي تغيير في ميزان القوي الاجتماعي. وهو السبب، في البلد بعد الاخر، في انهم يقاومون ايه محاوله لتقويه النقابات، علي الرغم من ان النقابات الضعيفه كان عاملا مهما في ظهور التفاوت في العالم الصناعي.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل