بيل غولدبيرغ .. قصة صعود وسقوط الأسطورة (الجزء الأول)

بيل غولدبيرغ، او بالاصح وليام سكوت غولدبيرغ، اسم ظل يترددا كثيرا في السابق ولكن بعيدا تماما عن عالم مصارعة المحترفين، وكان ذلك في مدرجات ملاعب كرة القدم الأمريكية حين كان لاعب بفريق اتلانتا فالكونس في عام 1994 ويشق طريقه نحو النجوميه.

حيث كان يوصف بافضل ظهير ايسر في الدوري حينها، ولكن الاصابه عطلت قطاره هناك وحولت طريقه الي عالم المصارعه المحترفين ليبدا مع الدبليو سي دبليو في واحده من اكثر قصص المصارعة الحرة اثاره للجدل علي الاطلاق، وحتي نضعكم تماما في الصوره، دعونا نعود بكم الي الخلف قليلا لنعرف اكثر عن الفتره الحساسه التي ظهر فيها المصارع في عالم مصارعه المحترفين.

وفي حين كانت بدايه الرجل الاصلع مع المصارعه عام 1997، سندعه هناك ونعود نحن الي العام 1983 لنعرف بشكل دقيق ما كان يحدث في ساحه المصارعه الحره خارج الحلبه، وهناك كان فينس ماكمان يدير كل شيء ويتلاعب بكل من حوله من اتحادات محليه.

ولكن هناك رجل واحد لم يكن يعجبه ما يفعله فينس، وهو تيد تيرنر صاحب الامبراطوريه الاعلاميه الاشهر في العالم والتي اطلق اكبر قناه اخباريه عبر التاريخ (السي ان ان) وهي الشبكه التلفزيونيه “دبليو تي بي”.

تيد تيرنر كان مجبرا في البدايه علي الانصياع لطلبات فينس ماكمان لسببين رئيسين، الاول للاستفاده من شعبيه الاتحاد في جذب المشاهدين، وثانيا لعشقه لمصارعه المحترفين، ولكن لاحقا وفي عام 1985 قام تيد باجبار فينس علي التخلي عن فقرته لصالح اتحاد اخر.

وهو ما اغضب فينس وجعله يتحول الي شبكه “يو اس ايه” واطلق بعدها بقليل مهرجان سيرفايفر سيريس فيما قام ببث اول مهرجان رويال رامبل مجانا عبر القناه، وفي المقابل كان الاتحاد الذي يشرف عليه تيد تيرنر باسم “جيم كراكيت بروموشن” قد اطلق مهرجان “ستاركيد”، وردا علي مهرجان راسلمينيا اطلاق مهرجان “كلاش اوف ذا تايتان”، والذي تحول الي “كلاش او ذا شامبيونز”.

وفي اكتوبر من عام 1988 اطلق تيد تيرنر اتحاده الجديد (الدبليو سي دبليو) رسميا، وفي المقابل كانت الدبليو دبليو اف تعاني كثيرا وقامت بالغاء العديد من عروضها الاسبوعيه قبل ان تطلق عرضها الرئيسي “الراو” رسميا عام 1993، وهي اللحظه التي غيرت خارطه المصارعه الحره تماما.

حيث ادخل فينس الكثير من التعديلات علي المصارعه حتي تغيرت جذريا لاحقا، واهم هذه التعديلات كان اعتماد القصه او السيناريو في العرض، وتم تسجيل العرض امام الجمهور بصوره مباشره وكذلك وضع طاقم التعليق بالقرب من الحلبه بدلا مما كان يحدث في السابق حين كان الصوت والصوره تسجلان بطريقه منفصله تماما.

وفي عام 1993 ادرك تيد تيرنر انه لن يتمكن من مجاراه فينس ماكمان، فحبه للمصارعه الحره لم يكن كافيا لوحده للتفوق علي الداهيه فينس والذي كان يعتبر الافضل علي الاطلاق في مجإل ألدعايه والترويج، لذا قرر تيرنر الاستعانه بشخص محنك وقادر علي مجاراه ما يحدث هناك في الدبليو دبليو إي.

ليظهر اسم ايريك بيشوف في عالم المصارعه الحره. بيشوف كان مروجا ومنظم للعروض، لذا كان يمتلك الخبره الكافيه لشغل منصب المدير التنفيذي عند تيد تيرنر. وفي ذلك الوقت لم تكن الشركه تملك اسما لامعا سوي ريك فلاير الذي عاد اليهم بعد ان قضي فتره اكثر من رائعه في الدبليو دبليو اف.

وحاول ريك تغيير خارطه الاتحاد الا انه كان مكبلا للغايه بسبب طريقه تسجيل العرض الاسبوعي المتاخر، حيث كان اتحاد الدبليو سي دبليو يقوم بتسجيل العديد من العروض قبل ان يقوم ببثها بعد شهر كامل، وهو ما اربك الجمهور والذي كان يري بعض المصارعين يرتدون احزمه بطولات دون ان يعرفوا متي فازوا بها.

ريك فلاير تمكن من تغيير كل ذلك لاحقا وعادت العروض الي الجمهور المباشر ولكنها كانت غير منافسه لما يقدمه الدبليو دبليو اي بوجود اسماء كبيره مثل هولك هوغان، ماتشو مان، اندرتيكر، شون مايكلز، وغيرها من المصارعين المهمين، ليلجا اريك بيشوف بعدها الي رئيسه تيد تيرنر ويحثه علي صرف بعض النقود حتي يتعادل في القوه مع فينس ماكمان.

وبالفعل لم يمض وقت طويل حتي اتي هولك هوغان، ومن بعده ماتشو مان، ومن ثم سيد فيشس وسكوت هول وكيفين ناش ورودي راودي بايبر الي الدبليو سي دبليو، ليتعادل بذلك ميزان القوتين قليلا بعد استعاده WCW لعافيتها.

بدايه الحرب الفعليه بين اتحاد الدبليو سي دبليو والدبليو دبليو اي كانت في عام 1995 حين ذهب تيد تيرنر للتحدث مع مديره الجديد ايريك بيشوف وساله عن كيفيه مجابهه فينس ماكمان وعرضه النجاح الراو، فاشار عليه ايريك بيشوف بتخصيص ساعه في نفس الوقت الذي يبث فيه عرض الراو حتي يتابع الجمهور احد العرضين وليس كلاهما.

واكد له انه يثق تماما في المنتج الذي يقدمه، وبالفعل اعطي بيشوف ما يريد وزاده ساعه اضافيه، وبينما كان عرض الراو يبث مسجلا ليله الاثنين كان عرض النايترو الخاص بالدبليو سي دبليو يبث علي الهواء مباشره، وفي ظل قدوم كبار المصارعين من الدبليو دبليو اف الي الدبليو سي دبليو وكذلك ظهور عصابه “ان دبليو او”، بدا بيشوف في سحب البساط من ماكمان فيما اطلق عليه حينها حرب ليله الاثنين.

وفي اول عرض نايترو عاد المصارع القوي ليكس لوغر والذي كان في قمه تالقه مع الدبليو دبليو اف قبل ان يتخلي عنها من اجل اتحاده القديم. فيما قام فينس ماكمان بتصرف غير مدروس علي الاطلاق وهو يتخلي عن محبوب الجماهير بريت هارت فيما اطلق عليه فضيحه مونتريال عام 1997 حين تسبب في خسارته امام شون مايكلز امام ابناء مدينته هناك في كندا.

فبريت هارت رفض تجديد عقده مع فينس وفضل الاخير ان يذله قبل ان يغادر، ليصل بريت الي الدبليو سي دبليو علي الفور، وهناك كانت عداوه جديده بين ستينغ وهولك هوغان قد جذبت اعين الجماهير، فيما ظهرت اسماء شابه مثل كريس جيريكو وراي ميستيريو.