المحتوى الرئيسى

اختراق أمني في دمشق بتفجير حافلة زوار من الشيعة اللبنانيين.. و«النصرة» تتبنى

02/02 02:21

قتل 6 اشخاص، واصيب اكثر من 20 اخرين في تفجير استهدف حافله ركاب لبنانيه تقلّ زوارا شيعه في وسط العاصمه السوريه، في خرق يُعد الاول من نوعه في عمق دمشق الخاضعه لتدابير امنيه مشدده، منذ نحو عامين.

وتضاربت الانباء حول التفجير، فبينما اكدت وكالة الأنباء الرسميه السوريه (سانا) ان التفجير وقع نتيجه عبوة ناسفة بلغ وزنها 5 كيلوغرامات الصقت في مقدمه الحافله، اكد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» ان التفجير نفذه انتحاري، فجر نفسه في حافله للبنانيين الشيعه قرب قلعه دمشق في وسط العاصمه «حيث تعيش المنطقه الان توترا امنيا شديدا»، بينما اعلنت «جبهة النصرة»، من جهتها، ان التفجير انتحاري، نفذه مقاتل تابع لها يُدعي «ابو العز الانصاري»، ونُشرت صوره له في مواقع الكترونيه مقربه منها.

وينظم اللبنانيون الشيعه رحلات دينيه اسبوعيه، كل نهار احد، الي العاصمه السوريه دمشق ومقام السيده زينب في ريفها، وباتت منطقه سوق الحميديه وسط العاصمه السوريه، محطه ثابته، نظرا لان هؤلاء اللبنانيين يزورون مقام «السيده رقيه» قرب الجامع الاموي.

واخترق معدو التفجير، سلسله ضخم من الاجراءات الامنيه التي تتخذها السلطات السوريه علي مداخل دمشق، منعا لدخول مقاتلي المعارضة السورية الي داخلها. ومنعت تلك التدابير وقوع تفجيرات داخل العاصمه السوريه منذ نحو عامين، في حين بقيت احياء العاصمه عرضه لقصف صاروخي وسقوط قذائف الهاون عليها.

وقالت مصادر الجبهه الجنوبيه في المعارضه السوريه لـ«الشرق الاوسط»، ان هذا التفجير «يعد اكبر خرق لاجراءات القوات الحكوميه السوريه منذ عامين، كونه يقع علي بعد عشرات الامتار من مقار امنيه ومقار الوزارات في قلب العاصمه السوريه».

واشارت الي ان مقاتلي المعارضه استطاعوا، في وقت سابق: «خرق تلك التدابير بالتسلل الي العاصمه، عبر استخدام مجاري الصرف الصحي، وخاضوا اشتباكات في قلب العاصمه قبل شهرين، بعد تسلل انغماسيين من الغوطه الشرقيه»، لافته الي ان المعارضه «تمتلك معلومات عن العاصمه ينقلها اليها اشخاص زرعتهم في الداخل يجمعون المعلومات لصالحها».

وافاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 7 اشخاص جراء الانفجار الذي استهدف حافله تحمل لوحه لبنانيه، بالقرب من سوق الحميديه، ويحمل زوارا شيعه، في حين اصيب نحو 20 اخرين بجراح متفاوته.

بدورها، ذكرت وكاله «سانا» ان 6 قتلي سقطوا في التفجير، مشيره الي انه وقع نتيجه انفجار عبوه ناسفه استهدف حافله لنقل الركاب في منطقه الكلاسه القريبه من سوق الحميديه بدمشق. وقال مصدر في الشرطه لـ«سانا» ان «ارهابيين فجروا عبوه ناسفه يقدر وزنها بخمسه كيلوغرامات من المتفجرات وضعوها في مقدمه الحافله»، مشيرا الي ان عناصر «الهندسه».. «ابطلوا مفعول عبوه ناسفه ثانيه يبلغ وزنها خمسه كيلوغرامات من المتفجرات كانت موضوعه داخل حقيبه في منتصف الحافله قبل تفجيرها».

وعرضت قناه الاخباريه السوريه التلفزيونيه لقطات لرجال وامراه مصابين في مستشفي كما عرضت لقطات لحافله محطمه ومتفحمه ورجال الامن يمشطون المكان وسط الحطام.

واوضحت قناه «المنار» التابعه لحزب الله اللبناني، ان القتلي «هم زوار لبنانيون كانوا متوجهين الي مقام السيده زينب، عقب زياره مقام السيده رقيه، عندما انفجرت العبوه عند تمثال صلاح الدين في منطقه الكلاسه في العاصمه السوريه دمشق».

وقال منظم احدي الرحلات لـ«الشرق الاوسط» ان الحافلات التي تقل مدنيين «غالبا ما تتوقف عند مدخل سوق الحميديه وينزل منها الركاب، قبل ان تقلهم من الموقع نفسه عند انتهاء زيارتهم»، مشيرا الي ان تلك الحافلات «لا تخضع للحمايه الامنيه لانها غير عسكريه، حتي ان سائقها يغادرها احيانا قبل ان يعود ويفتح ابوابها في الوقت المتفق عليه مع الزوار».

وكانت حملات زوار شيعه اخري قررت الغاء رحلات نظمتها امس الاحد «علي ضوء مستجدات امنيه»، كما قال منظم رحله لـ«الشرق الاوسط»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه. واوضح: «تلقينا نصائح بالغاء الرحله اليوم (امس) علي ضوء معلومات عن تطورات امنيه علي طول الطريق من نقطه المصنع الحدوديه الي منطقه السيده زينب، من غير الكشف عن تفاصيل».

وشهدت المنطقه الحدوديه بين لبنان وسوريا، امس، اشتباكات عنيفه وقعت من مناطق محاذيه لوادي بردي المحاذي للطريق الدوليه بين لبنان ودمشق، اسفرت عن مقتل عدد كبير من القوات الحكوميه السوريه في كمين نظمته قوات المعارضه في منطقه قريبه من مدينه الزبداني في ريف دمشق الغربي.

وتعود الحافله لحمله دينيه شيعيه في ضاحيه بيروت الجنوبيه تدعي «حمله عشاق الحسين»، نظمت الرحله الي دمشق، كما هي عادتها في كل اسبوع. وفور شيوع الخبر، تجمع عدد كبير من اهالي رواد الحمله امام مقرها في منطقه المشرفيه في الضاحيه الجنوبيه لبيروت، بهدف معرفه ملابسات الحادث، حسبما قال والد جريح كان علي متن الحافله لـ«الشرق الاوسط».

وبعد اقل من ساعه، غادر الاهالي باتجاه دمشق للتاكد من اسماء الضحايا، بحسب متحدث باسم الحمله لـ«الشرق الاوسط»، لافتا الي ان الزياره «هدفت ايضا الي متابعه اوضاع الجرحي وامكانيه نقلهم الي بيروت».

وعرف من اسماء القتلي محمد حسن ايوب، علي عباس بلوق، فادي حوماني، قاسم حاطوم، الشيخ مهدي المقداد ومساعده.

وقالت فاطمه، شقيقه قارئ القران في الحمله موسي حمود الذي اصيب في التفجير، ان شقيقها يعالج في مستشفي بدمشق، مشيره، في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، الي ان شقيقها يذهب باستمرار الي العاصمه السوريه، ولم يتعرض من قبل لاي خطر: «لان (حزب الله) يمنع الاهالي من متابعه الطريق داخل الاراضي السوريه في حال وجود مخاطر»، لافته الي ان تلك التحذيرات «لم يتلقاها الزوار منذ فتره».

ونشطت الرحلات الدينيه من لبنان الي العاصمه السوريه، بعد انحسار وتيره المعارك في الطريق الدوليه من الحدود اللبنانيه الي العاصمه السوريه. وتنظم زيارات دينيه بشكل اسبوعي، غالبا ما تكون كل يوم احد وفي ايام العطلات، تبدا من مرقد السيده زينب في ريف دمشق الجنوبي، وتدخل الي العاصمه السوريه لزياره سوق الحميديه ومقام السيده رقيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل