المحتوى الرئيسى

قليل من العقل

01/31 01:15

وكانه لا يكفي ان تفقد شابه في مقتبل العمر وام لطفل صغير حياتها فقط لانها كانت تحمل ورودا ويافطه مكتوبا عليها كلمات في محاوله بسيطه ورمزيه للتعبير عن ايمانها بان بلدنا قد شهدت ثوره سقط فيها مئات الشهداء، وارادت احياء ذكراهم، لا يكفي.

ادارت اله الدعايه الرخيصه الكريهه التي نعرفها جيدا ماكيناتها بسرعه لتغتال الشهيده شيماء الصباغ مرتين، نفس الماكينه التي طرحت تساؤلات واثارت جدلا واسعا منحطا حول اسباب ارتداء ست البنات في واقعه مجلس الوزراء الشهيره في نهايه العام 2011 لعباءه كباسين ومش سوسته ، وتساءلت عن سر ارتدائها حماله صدر لونها ازرق وليس ابيض او اسود.

مع الشهيده شيماء الصباغ، شهيده الورود، لم يكد تمضي دقائق علي مقتلها في ميدان طلعت حرب قبل اسبوع حتي اخرج السيد الموظف المختص في وزاره الداخليه بكتابه البيانات منذ 60 عاما، النموذج الخاص ببيانات تبرير قتل المواطنين من ضحايا عنف الشرطه: قامت مجموعه من المواطنين المخالفين للقانون بمهاجمه قوات الشرطه واطلاق الشماريخ والحجاره وقطع الطريق، مما اضطر القوات الي التعامل معهم بالغاز فقط، وليس غير الغاز.

ثم جاءت العناصر المندسه المعروفه من الفضاء الخارجي واطلقت رصاصا خرطوشا متوافر لدي كل المواطنين ، مما ادي الي مصرع الشهيده شيماء الصباغ. لم يصدر بيان واحد فقط من الداخليه علي مدي عقود في حاله مقتل مواطن داخل السجون او في سراديب امن الدوله -امن وطني- يقر بانه مات نتيجه التعذيب، دائما السبب ازمه قلبيه حاده، او انه سقط فجاه من علي الكرسي في اثناء التحقيق معه فمات بسبب ازمه ربو. شرطتنا رقيقه جميله مهذبه كما شرطه سويسرا.

لا توجد فيديوهات تؤكد بوضوح ان الشرطه هي من اول خرق قانون التظاهر الظالم وغير الدستوري نفسه لدي التعامل مع شيماء ورفاقها، ولم يلتزموا طبعا بضروره التدرج في استخدام القوه، مع الوضع في الاعتبار ان المتظاهرين 20- 30 شخصا بلغت بهم درجه التهذيب ان احد قاده الحزب الشرعي الذي ينتمون اليه توجه الي قائد القوه في طلعت حرب ليطلب منه الموافقه علي ارسال ٥ منهم فقط ليضعوا الزهور ترحما علي شهداء ثوره 25 يناير في ميدان التحرير.

كما لا توجد فيديوهات تبين اطلاق الشرطه بكثافه الغاز والخرطوش. هل صعب ان يكتفي كاتب البيانات في الداخليه بالقول انه وقع اشتباك بين الشرطه ومجموعه المحتجين نجم عنه مقتل مواطنه بريئه، وامر النائب العام بتحقيق فوري لتوضيح ملابسات الحادثه؟ طبعا صعب جدا. شرطتنا لا تخطئ، وكله في سبيل الوطن. كان وزير داخليه مبارك الشهير، زكي بدر، معروفا بمقوله تتردد حتي الان وبثقه الواثق: احنا سبعين مليون (سنه 1990) ايه المشكله لو موتنا مليون علشان الوطن يعيش ونحقق الاستقرار؟

اما الفريق المعاون للداخليه في قنوات مبارك التليفزيونيه فروّج لصوره قديمه لمتظاهر اخواني من الاسكندريه يطلق الخرطوش، وليزعم ان رفاق الشهيده شيماء هم من قتلوها. وعندما تم اكتشاف الخدعه بسرعه، خرجت كذبه فجه جديده ان الرجل الذي كان يقف وراءها هو من قتلها، ليتضح ان القاتل المزعوم هو نائب رئيس حزب التحالف الاشتراكي الذي تنتمي اليه الشهيده شيماء.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل