المحتوى الرئيسى

اعتقال سجى الدليمي في لبنان يميط اللثام عن حياة الزوجة السابقة لزعيم «داعش»

01/30 02:31

ظلت الزوجه السابقه لاكثر رجل مطلوب علي مستوي العالم تستخدم لبنان علي مدي شهور كقاعده لنقل الاموال بشكل سري الي متطرفين ارهابيين، وفقا لمسؤولين عسكريين لبنانيين.

قال المسؤولون انها اخفت هويتها بوثائق مزوره تشير الي انها مواطنه سوريه تدعي ملك عبد الله. وفي النهايه اكتشفوا، علي حد قولهم، انها سجي الدليمي وهي مواطنه عراقيه تزوجت منذ 6 سنوات ولمده وجيزه (3 اشهر) بالرجل الذي يراس حاليا تنظيم داعش، ابو بكر البغدادي. وقال المسؤولون ان الجيش اعتقل الدليمي في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) مع فتاه هي ابنتها من البغدادي.

وسلط التحقيق في قضيه الدليمي الضوء علي الاساليب الغامضه التي تقوم من خلالها ميليشيات تنظيم داعش بنقل الاموال في انحاء منطقه الشرق الاوسط. كما اوضحت ايضا كيف تقيم اسر المقاتلين السوريين والعراقيين وتستقر بهدوء في لبنان، مختبئه في مخيمات اللاجئين والقري التي يقطنها مسيحيون في بعض الاحيان. كما سلطت الضوء علي صوره مثيره للاهتمام لشخصيه تناقض صوره المراه الخانعه في عالم المتطرفين.

تزوجت الدليمي علي الاقل 3 مرات، وعاشت في عده دول في المنطقه، وفقا للمسؤولين العسكريين، وصفوها بانها قويه الاراده واستقلاليه. كما اشار المسؤولون العسكريون الي انها نقلت مئات الالاف من الدولارات خلال العام الماضي الي مقاتلين من الطائفه السنيه يعملون علي طول الحدود اللبنانيه مع سوريا.

من جانبه، قال فواز جرجس، الاستاذ في سياسه الشرق الاوسط والعلاقات الدوليه بكليه لندن للاقتصاد والعلوم السياسيه: «انها ليست النمط التقليدي للمراه» في عالم المتشددين. واشار الي ان هذه الجماعات تنظر الي هذه الصوره علي انها «رجل ينظر له بفخر».

واضاف ان هؤلاء النساء يقمن بعمليات انتحاريه ويساعدن في جمع معلومات استخباريه ويوزعن اموالا علي الجماعات المتطرفه.

بالنسبه للبنان، تشير حاله الدليمي الي التحدي الذي تسببه اسر المسلحين السوريين والعراقيين الذين انتقلوا للعيش في لبنان، وتحاكم الدليمي امام محكمه عسكريه لبنانيه بتهمه تمويل الارهاب وحرمت من الحصول علي محام.

وقال المسؤولون العسكريون انه كان من السهل علي الدليمي، وهي في الثلاثينات من عمرها، الدخول الي مخيمات اللاجئين السوريين في مدينه عرسال الجبليه شمال لبنان، حيث تقمصت شخصيه لاجئه سوريه في المدينه التي زاد فيها عدد اللاجئين علي عدد الاهالي البالغ عددهم 35 الف نسمه.

وقال احد سكان المدينه الذي اشترط عدم الكشف عن هويته خوفا علي سلامته ان الدليمي «عاشت هنا، ولم يكن الناس يعرفون هويتها الحقيقيه؛ فالمدينه مكتظه».

وقال احد الاهالي اللبنانيين الاخرين في عرسال ان المدينه تؤوي كثيرا من افراد عائلات المتطرفين الذين يقاتلون في سوريا.

وقالت احدي ساكنات المدينه التي اشترطت ذكر اسمها الاول فقط، بهجت: «جميعنا يعلم هنا ان زوجات المقاتلين المتطرفين وعائلاتهم موجودون بين اللاجئين في عرسال؛ لانه لا يوجد مكان اخر يستطيعون تركهم فيه».

قال المسؤولون العسكريون اللبنانيون ان الدليمي تزوجت البغدادي قبل 6 سنوات، وهو يتحدر اساسا من سامراء شمال بغداد، ويقول الشيخ حسن الدليمي، الذي ينتمي لعشيره سجي الدليمي، خلال مكالمه هاتفيه، ان زواجهما لم يدم اكثر من 3 اشهر.

ويقول مسؤولون لبنانيون ان والد سجي الذي يدعي حميد الدليمي، هو من دفعها لقبول هذا الزواج؛ فالزواج يتم في منطقه العشائر العراقيه لاسباب سياسيه، بهدف تقويه الروابط بين العائلات.

ربما يكون حميد الدليمي قد دعا لهذا الارتباط بالبغدادي في وقت كان فيه هذا الشاب وغيره من المقاتلين ثائرين علي الاحتلال الاميركي ويميلون الي تنظيم القاعدة السابق علي تنظيم داعش الذي يسيطر علي اجزاء من العراق وسوريا.

ولكن المحلل لبيب القمحاوي المقيم في الاردن يقول انه ربما يكون البغدادي هو من دفع باتجاه هذا الزواج؛ بسبب سمعه عشيره الدليمي، مشيرا الي ان العادات العراقيه التقليديه تسمح بسهوله الطلاق. ووصف المسؤولون العسكريون اللبنانيون الدليمي التي لا تغطي وجهها بانها امراه جميله، وانها كانت تتمتع بروح قتاليه خلال التحقيق معها؛ «وذلك لانها مؤمنه بما تعتقد به»، حسب احد المسؤولين المشاركين في قضيتها.

وتحدث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته، مثل المسؤولين الاخرين الذين اجريت معهم لقاءات في هذه المقاله، متعللا بعدم وجود تصريح له بمناقشه هذه القضيه.

وحسبما اشار مسؤولون ومحللون وتقارير اخباريه لبنانيه، كانت الدليمي متزوجه من رجل عراقي اخر قبل البغدادي، ولها منه ولدان، اما ابنتها البالغه من العمر 5 اعوام فهي ابنه البغدادي. واشار المسؤولون اللبنانيون الي ان عددا من اعضاء عائله الدليمي شاركوا في انشطه مسلحه في العراق وسوريا، وان والدها حميد اعطي البيعه لتنظيم داعش، وانه قتل قبل نحو عام وهو يقاتل بالقرب من مدينه حمص.

وتعرضت سجي خلال تلك الفتره للاعتقال علي يد القوات الحكوميه السوريه، بالقرب من حمص، حيث كانت تعيش مع ابيها واختها، وفي شهر مارس (اذار) 2014 كانت من بين 150 شخصا اطلقت الحكومه السوريه سراحهم، في تبادل مع راهبات كانت جبهه النصره تحتجزهن.

واشارت السلطات الي ان الدليمي نقلت الاموال الي المسلحين الذين ينشطون بمحاذاه الحدود اللبنانيه مع سوريا. وفي شهر اغسطس (اب) قامت مجموعه من المسلحين التابعين لتنظيم داعش وجبهه النصره، الجناح السوري لتنظيم القاعده، بمحاصره عرسال عندما كانت الدليمي تعيش هناك. وانسحب المسلحون الي سوريا بعد ايام وقد اختطفوا اكثر من 20 جنديا لبنانيا كسجناء.

تلقت الدليمي ما لا يقل عن 200 الف دولار عن طريق وكالات تحويل برقي ومؤسسات خيريه، ثم وزعت الاموال علي المسلحين، بحسب مسؤول استخباراتي عسكري بارز، شارك كذلك في استجواب الدليمي في مقر وزاره الدفاع التي تقع بالقرب من بيروت. واضاف انه تم ارسال الاموال لمؤسسات في لبنان «تعمل تحت غطاء تقديم مساعدات للاجئين السوريين».

من جانبه، قال سالم زهران، وهو محلل لبناني مقرب من المسؤولين العسكريين، ان الدليمي تستطيع ان تنقل بسهوله اموالا للمسلحين لانها امراه؛ فالتقاليد المحافظه تجعل الجنود، اغلبهم من الذكور، حذرين من تفتيش النساء والفتيات عند نقاط التفتيش والمعابر الحدوديه.

واضاف زهران: «تستخدم تنظيمات مثل (القاعده) النساء لاستغلال مثل هذه التقاليد لصالحها مثلما فعلت سجي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل