المحتوى الرئيسى

في أفريقيا.. الباعة الجائلون وليس المتاجر الكبرى مفتاح لسلامة الغذاء

01/29 01:26

قال باحثون ان الاسواق التقليديه تبيع اكثر من 85 في المائه من الغذاء الذي يستهلكه سكان منطقه جنوب الصحراء بافريقيا، وانه بدلا من انشاء متاجر كبيره علي النمط الغربي لتحل محل هذه الاسواق فانه يجب علي الحكومات تدريب الباعه الجائلين علي تحسين سلامة الغذاء.

وقال كتاب صدر اول من امس الثلاثاء، عن المعهد الدولي للثروه الحيوانيه، انه خلافا للمفهوم الشعبي السائد فان الاسواق المحليه التي تقام في الهواء الطلق غالبا ما تبيع الحليب واللحوم الاكثر سلامه عن المتاجر الكبري في معظم ارجاء القارة الأفريقية، حسب تقرير لـ«رويترز».

ويعرض الباعه الجائلون المحليون منتجات اكثر طزاجه لبضعه ملايين من المستهلكين من محدودي الدخل، فيما لا يحتفظ الكثير من المتاجر الكبري بسلاسل توزيع منتظمه او انظمه تبريد سليمه للحيلوله دون فساد المنتجات بالتلوث.

وقال الكتاب، الذي يحمل عنوان «سلامه الغذاء والاسواق غير الرسميه.. المنتجات الحيوانيه في منطقه جنوب الصحراء بافريقيا»، ان التدريبات البسيطه بشان سلامه الغذاء للباعه غير الرسميين يمكن ان تحد من انتشار متلازمه الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» وانفلونزا الطيور والالتهاب الرئوي وكائنات ممرضه مثل السالمونيلا والبكتيريا القولونيه. ويسهم الباعه الجائلون بالشوارع ايضا في دعم الاقتصاد المحلي، ويميلون الي استيراد المنتجات من مزارعين مجاورين بدلا من الاسواق المحليه.

وقالت داليا غريس، الخبيره في المعهد الدولي للثروه الحيوانيه، في بيان «من الخطا الاعتقاد بانه يكفي ان ننتهج حلولا ابتكرت في الدول الغنيه التي تحبذ العمليات التجاريه الضخمه عوضا عن صغار المنتجين». واضافت «هذا لن يؤدي الا الي تفاقم الجوع، ويحد بصوره اكبر من خيارات الفقراء لكسب الاموال».

وتوصل الباحثون الي ان توفير التدريب والتقنيات البسيطه للقصابين في نيجيريا - وهم مصدر شائع لتلوث الطعام - ادي الي تراجع كميات اللحوم الفاسده بنسبه 18 في المائه. ويدر ذلك مدخرات تصل الي 780 دولارا لكل قصاب مدرب بسبب تناقص تكلفه الامراض المرتبطه بتناول لحوم ملوثه، في حين ان تكلفه التدريب تسعه دولارات.

وقال الباحثون ان فقراء المستهلكين يدفعون اقساطا تتراوح بين خمسه و15 في المائه من ثمن المنتج مقابل الحصول علي منتجات يضمنون سلامتها. وتوصل الباحثون الي انه من غير المرجح ان يمثل ارتفاع الدخول والتوسع العمراني شهاده وفاه لهذه الاسواق التي تطرح اطعمه طازجه تناسب اذواق السكان المحليين. وحتي مع زياده الدخول في معظم ارجاء القاره الافريقيه فلا يزال من المتوقع ان تلبي الاسواق غير الرسميه بين 50 الي 70 في المائه من طلب المستهلكين بحلول عام 2040. لذا فيتعين تضافر جهود واضعي السياسات وتجار الاسواق والمستهلكين لتحسين سلامه الغذاء بدلا من تمني ان تحذو منطقه جنوب الصحراء بافريقيا حذو مسار التنميه في الغرب، حيث حلت المتاجر الكبري محل اكشاك البيع المحليه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل