المحتوى الرئيسى

فيها حاجة حلوة | المصري اليوم

01/28 22:15

ماذا افعل حين تكون رسائل القراء اجمل مما اكتبه الا ان انشرها راضيا مبتهجا. تلقيت من القارئه «علياء رفعت» هذه الرساله المفرحه:

السعاده «رزق» يسعي الجميع للحصول علي نصيبهم منه، وبين سعينا اليها وانتظارنا لها يمن علينا الله بعطاياه الربانيه من حيث لا ندري ولا نحتسب، فيرزقنا موعداً معها لم نُخطط له قط.

في تمام التاسعه مساء كنت في طريق العودة الي المنزل، كادت اطرافي تتجمد بفعل البرد، فلم نختبر شتاء قارساً كهذا من قبل، صقيع الزم الجميع منازلهم الا القليل، فبدت محطات المترو فارغه والشوارع خاويه، ولكن ذلك لم يمنعهم من ان يقفوا بجوار محطه «كوبرى القبه» في انتظار الخارجين منها، وقبل ان تلفح وجوههم تيارات الهواء البارده كانوا يقابلونهم بابتسامه في منتهي الدفء.

شابان وفتاه لا تتجاوز اعمارهم العشرين عاماً باي حال من الاحوال، قرروا ان يتغلبوا علي البرد والا يدعوه يتسرب الي ارواحهم، لن تعزلهم بروده الجو عن العالم الخارجي، لن يقبعوا في منازلهم ليلتمسوا الدفء كما يفعل الجميع، سيذهبون كما خططوا في نزهه ليستمتعوا سوياً بغض النظر عن اي شيء اخر.

«ميرال، محمد، ومحمود» رزقهم الله سعاده نعموا بها في صحبه بعضهم البعض اثناء نزهتهم تلك، فقرروا ان ينثروا بدورهم بهجه وسعاده علي العائدين الي منازلهم في تلك الساعه المتاخره! ورغم انه لم يتبق في جيوبهم الا بضعه جنيهات الا انها كانت كافيه بالنسبه لهم لكي يشتروا ما يلزمهم لتلك المَهمه.

مجموعه من البالونات الملونه، كيس صغير يحوي البونبون بنكهاته المختلفه، شوكولاته، وورق احمر اللون كتبوا فوق كل ورقه منه بخط مُنمق تلك الجُمله: «متخليش البرد يسرق منك لحظات حلوه ممكن تعيشها».

كانوا يستقبلون الخارجين من المحطه بابتسامتهم العذبه وهداياهم الجميله: البالونات الملونه والشوكولاته للاطفال، الاوراق الملونه والبونبون للكبار، اما صدقه التبسُّم في الوجوه فهي حق مكتسب للجميع. هكذا وبكل بساطه ينثرون البهجه، يُدفئون الارواح، ويُدخلون السرور علي القلوب.

استوقفتني ميرال علي استحياء وهي تحمل قطع الحلوي والبالونات بيدها، وبجوارها وقف محمد ومحمود حاملين الاوراق الصغيره الحمراء.. لم اكن اعي تماماً ما يفعلون او ما ينبغي عليّ فعله. لكن بشاشه وجوههم وجمال ضحكتهم اجبراني علي الوقوف، تقاسمنا اخر ما تبقي من الحلوي، وحظيت منهم بورقه من اوراقهم، وبالونه حمراء اللون ايضا.

لم اشعر بمضي الوقت اثناء حديثي معهم، فاذا بها العاشره، ولم تسعفني التكنولوجيا كي اوثق لحظه من اجمل لحظات السعاده التي مرت عليّ بصحبتهم، بطاريه هاتفي الفارغه لم تسمح لنا بان نلتقط صوره سوياً، لكن صورتهم ستظل عالقه بذاكرتي. ساذكرهم دائماً وسادعو الله ان يسعد قلوبهم كما اسعدوا قلوب كل من مرّ بهم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل