"الأمطار" تحول مدن الجزائر إلى جزر منعزلة

"اللهم حوالينا ولا علينا اللهم علي الاكام والظراب وبطون الاوديه ومنابت الشجر"، هذا الدعاء ماثور عن الرسول، يردده المسلمون كلما اشتدت الامطار علي منطقه ما، داعين الله ان يجعل الامطار لا تهلكهم بل تثمر زرعهم وتسقي ارضهم، فينالوا منها الفائده ويتقوا شر المطر.

تشهد الجزائر منذ فتره تقلبات جويه قاسيه، حيث غمرت الامطار الطوفانيه، والثلوج اغلب البقاع الجزائريه، وتسببت في الكثير من الخسائر واحيانا بلغت الخسائر حد الكوارث، وادت الامطار الغزيره الي نفوق عدد كبير من المواشي، وعزله الكثير من القري والمدن الجزائريه، بالاضافه الي شل الحركة المروريه في الكثير من الطرق المهمه، فيما توقفت الدراسه في الكثير من المناطق، نظرا لاستحاله تنقل الطلاب الي مدارسهم،  وايضا ادي الطقس الي نقص في تداول المواد الغذائيه والنفطيه، وانقطاع الكهرباء عن الكثير من المناطق لمدد طويله .

تعد العنابه من ابرز المناطق التي قاست مر الطقس، حيث غمرت الامطار لايام متتاليه احياءها، ومنها جبانه ليهود، وبرمه غاز، ولاستي اوزاس، ونتج عن الامطار الجارفه شلل تام في حركه المرور، لاسيما الطرق المحوريه المؤديه الي وسط عنابه.

وتفاقمت المشاكل في العنابه بتوقف نشاط النقل العام، حيث توقف نشاطهم لعدد طويل من الساعات، حيث انها تتميز بوجود مبان هشه وبنايات قديمه، لم تستطع صبرا امام السيول الجارفه، ونتج عن ذلك غرق الكثير من العمارات بحي 150 مسكنا بالحجار، وعين البارده، وحجر الديس، مما ادي الي تجدد طلب العائلات القاطنه في البنايات الهشه، بالاستفاده من المساكن الاجتماعيه التي من المفترض ان توفرها الحكومه.

يذكر ان عددا غير قليل من تلك العائلات قضوا ليلتهم في الشوارع دون سقف يظلهم، خوفا من انهيار تلك البيوت فوق رؤوسهم.

وقد قامت بعض مصالح الحماية المدنية في ذلك الاطار، ببعض المحاولات لتجميع المياه الراكده بالاحياء والطرقات الولائيه.

وبعد هطول امطار استمر ليومين علي ولايه تلمسان، وصل سمك الثلج الي نحو 20 سنتيمترا، ما ادي الي غلق الطريق الوطني رقم 22 في شطره الرابط بين ولايه تلمسان وولايات النعامه وبشار، ما جعل تلمسان ولايه معزوله عن شمال غرب الجزائر.

ونتيجه لسوء الطقس فقد تعذر ايصال امدادات الي وادي الشولي، الواقع في الجهه الشرقيه من الولايه، وتعاني الولايه من عجز في غاز البوتان، والخبز والحليب والعديد من المواد الغذائيه، نتيجه صعوبه الحركه.