المحتوى الرئيسى

سب الصحابة.. سنة معاوية التي ورثتها الشيعة

01/26 20:59

اجاز المجلس الوطني السوداني، اليوم الأحد، قانون تجريم كل من يسب او يطعن في اي من اصحاب نبي الإسلام محمد صلي الله عليه واله وسلم، او اي من زوجاته او ال بيته بالسجن 5 سنوات، كما تم تشديد العقوبه في حاله تكرار الجريمه لتصل الي الاعدام.

قانون السودان ياتي بعد عده قرارات اتخذتها الحكومه ضد الشيعه والمبعوثين الثقافيين الايرانيين في السودان، لكن لم يكن سب الصحابه بدعه اطلقتها طائفه الروافض، التي رفضت الامام زيد ومواقفه من ابو بكر وعمر رضي الله عنهما، او بعض غلاة الشيعة كما يظن الكثيرين، بل لها جذور تمتد الي بدايه الاسلام.

روي الإمام أحمد والبخاري والنسائي، عن عبدالله بن عمر، ان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم، بعث خالد بن الوليد الي بني جَذِيمَهَ، فدعاهم الي الاسلام، فلم يعرفوا ما هو الاسلام، والذي ظهر جليا في قولهم: "صبانا صبانا"، وهم يقصدون اشهار اسلامهم، فلم يفهم خالد، فجعل يقتل منهم وياسر، ودفع الي كل رجل منا اسيره، حتي اذا كان يومٌ امر خالد ان يقتل كل رجل منا اسيره، يقول ابن عمر: والله لا اقتل اسيري، ولا يقتلُ احد من اصحابي اسيَره، فاما بنو سليم فقتلوا من كان في ايديهم، واما المهاجرون والانصار فارسلوا اَسراهم.

قال ابن عمر: فلما قدمنا علي رسول الله، ذكرنا ذلك له، فرفع يديه وقال: (اللهم اني ابرا اليك مما صنع خالد).

بعد ان قابل عبدالرحمن بن عوف، خالد بن الوليد، عاب عليه ما صنع، وقال: "يا خالد اخذت بامر الجاهليه في الاسلام، قتلتهم بعمك الفاكه بن المغيره"، واعانه عمر بن الخطاب علي خالد، فقال خالد: "اخذتهم بقتل ابيك"، فقال عبد الرحمن: "ويحك يا خالد اكنت تقتل قوما مسلمين بابي في الجاهليه؟ واحتدم الكلام بينهما حتي سب خالد عبدالرحمن".

وكان ذلك اول سب لصحابي، فقإل آلنبي: "يا خالد ذر لي اصحابي، لو كان لك -مثل جبل- اُحد ذهبا، تنفقه قيراطًا قيراطًا في سبيل الله، لم تدرك غدوه او روحهً من غدوات او روحات عبدالرحمن"، واحتدم الخلاف بينهما مره ثانيه فسب خالد عبدالرحمن، فقال رسول الله: "لا تسبوا اصحابي، فان احدكم لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه".

بعد واقعه خالد وتحذير النبي، لم يقم اي شخص من الصحابه او التابعين بسب صحابي، الا ما كان من تفكير الخوارج لهم، لكن السب اصبح بمثابه القانون الملكي، فبعد اشتداد الخلاف بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن أبى سفيان، بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنهم، بدات حرب اعلاميه بين علي ومعاويه، كان اخر نتائجها اصدار معاويه اوامر بسب علي وذريته علي المنابر في كل جمعه، فكيف كانت قصتهما؟

كان علي يعاير معاويه في مراسلاته بانه قتل جده واخيه وخاله يوم بدر، فقد ذكر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغه رسالتين من علي لمعاويه، اولهما قال فيها: "انا ابو حسن قاتل جدك واخيك وخالك شدخا يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب القي عدوي".

اما الرساله الثانيه، فكتب فيها: "قد عرفت مواقع نصالها في اخيك وخالك وجدك، وما هي من الظالمين ببعيد"، وكان علي يري ان معاويه اقل من الوقوف امامه، فقالها صراحه "هان الزمان حتي يقال: علي ومعاويه"، وتوقفت المعركه الاعلاميه بين الطرفين وبدات المعركه الحربيه.

استمر معاويه علي رفض البيعه لعلي، وخاضا معركه صفين، وحكما كتاب الله، وفيها حدث ما حدث بين عمرو بن العاص وابي موسي الاشعري، وبقي الوضع متازما، فبدا معاويه حربا اعلاميه لمحو ذكر علي وابنائه من ذاكره المسلمين، فامر بان يسبوه علي المنابر في كل صلاه، الا ان بعض الصحابه رفضوا ذلك، فقد سئل سعد بن ابي وقاص يوما: "ما منعك ان تسب ابا تراب"، وابو تراب كنيه علي بن ابي طالب، فقال سعد: "اما ما ذكرت: ثلاثا قالهن له رسول الله، فلن اسبه، لان تكون لي واحده منهن احب الي من حمر النعم"، ثم عدد مناقب علي في فتح خيبر وتبوك والمباهله، كما روي مسلم في صحيحه.

واضاف المسعودي في مروج الذهب: "ثم ارتقي بهم الامر في طاعته، اي معاويه، الي ان جعلوا لعن علي سنه ينشا عليها الصغير ويهلك عليها الكبير".

وقال ابن حجر في فتح الباري: "ثم اشتد الخطب فتنقصوه، اي علي، واتخذوا لعنه علي المنابر سنه، ووافقتهم الخوارج علي بغضه".

اما الاميني في "الغدير"، فقد نقل عن الزمخشري قوله في "ربيع الابرار": "كان في ايام بني أمية اكثر من سبعين الف منبر يلعن عليها علي بن ابي طالب بما سنه لهم معاويه في ذلك".

عمر بن عبدالعزيز يبطل السب

ظل السب حتي حكم الخليفه عمر بن عبدالعزيز، حيث ساله شيخه: "يا بني، انت اللاعن عليا اليوم؟"، فقال: "نعم"، قال: "فمتي علمت ان الله سخط علي اهل بدر بعد ان رضي عنهم؟"، فرد عمر: "يا ابت، وهل كان علي من اهل بدر؟"، فزجره وقال: "ويحك! وهل كانت بدر كلها الا له".

فذهب الي ابيه وساله عن لعن علي، فقال: "لو علم اهل الشام وغيرهم من فضل هذا الرجل ما يعلمه ابوك لم يتبعنا منهم احد"، فلما تولي عمر الخلافه الغي السب واستبدله بايه "ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"، كما ذكر ابن ابي الحديد في نهج البلاغه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل