الحوار السوري في موسكو.. آمال معقودة وفشل منتظر

رغم الامال المعقوده، علي توصل الحوار السوري - السوري الذي انطلق اليوم في العاصمه الروسيه موسكو، الي حل سياسي يراب الصدع ويوقف نزيف الدماء، الا ان المراقبين اكدوا ان شبح الفشل يخيم علي المفاوضات، مستبعدين التوصل الي حل وسط يقبله جميع الاطراف المتنازعه.

وانطلقت، مساء اليوم، جلسات الحوار السوري – السوري، بحضور 36 شخصيه سوريه معارضه، اغلبهم من هيئه التنسيق الوطني.

ولم تتفق المعارضه السوريه علي مفاوضات موسكو، اذ اعلنت كيانات المعارضه الرئيسيه "الائتلاف السوري " و"هيئة التنسيق الوطنية" و "تيار بناء الدوله" رفضها المشاركه، الا ان هذه الكيانات توافقت علي "بيان القاهره" في ختام اجتماعاتها في العاصمه المصريه، السبت الماضي.

بدوره قال الدكتور محمد بدوي، الخبير السياسي، ان مبادرات الحل السياسي للازمه السوريه، والتي تم عقدها اكثر من مره في دول مختلفه، كان اخرها في القاهره، لم تجد نجاحا بسبب عدم حضور النظام السوري علي راس المفاوضات، مشيرا الي ان حضور النظام اساس نجاح اي مفاوضات.

واضاف، الخبير السياسي، لـ "مصر العربيه"، ان النظام السوري متمسك بوجود بشار الاسد في السلطه، وقوي المعارضه ترفض وتطلب الاطاحه به كشرط رئيسي لاتمام الصلح، متوقعا عدم توصل الحوار السوري – السوري في روسيا الي اتفاق ينهي الازمه.

واكد الخبير السياسي، ان النظام الروسي قد يستغل الحوار السوري – السوري، للضغط علي النظام السوري لحضور مفاوضات القاهره، مؤكدا ان الحل لن يكون في روسيا بل في القاهره.

واوضح الخبير السياسي ان الازمه السوريه تفاقمت بشكل يحتاج لتدخل ملح لحلها، لوقف نزيف الدماء السوريه، موضحا ان الحلول العسكريه اثبتت فشلها وبات النظام والمعرضه يثقان ان حل الازمه سياسي من الدرجه الاولي، والتفاوض السبيل الوحيد لهذا الحل.

ومن جانبه قال الدكتور يسري محمد، الخبير السياسي، ان الازمه السوريه فاقت كل الحدود، في تمسك النظام السوري والمعارضه بشروط التسويه، مشيرًا الي ان الحل يكمن في تنازل الطرفين عن شروطهم المجحفه والجلوس علي سويا علي طاوله حوار واحده.

واضاف الخبير السياسي، لـ "مصر العربيه"، ان الحوار السوري – السوري في روسيا لن يكون السبيل لحل الازمه، خصوصا مع معارضه الكثيرين من قوي المعارضه له، مؤكدا ان قبول جميع الاطراف بالحوار يعد الشرط الاساسي لحلحله الوضع الراهن.

واكد الخبير السياسي ان الحل السياسي بات الحل الامثل والوحيد، مطالبا بضروره توحيد كل الجهود الدوليه والعربيه، نحو مبادره شامله تراب الصدع وتنهي الازمه.

وانطلقت، مساء اليوم، جلسات الحوار السوري – السوري، الذي دعت اليه وزاره الخارجيه الروسيه، بحضور 36 شخصيه سوريه معارضه، اغلبهم من هيئه التنسيق الوطني - رغم امتناع قيادتها عن الحضور - وتجري القاءات في بيت الضيافه التابع للخارجيه الروسيه، بعيدًا عن الصحفيين.

وكانت الخارجيه الروسيه قد اوكلت مهمه اداره جلسات الحوار؛ لرئيس معهد الاستشراق "فيتالي ناؤمكين" -شخصيه مدنيه يتقن اللغه العربيه، ليبقي الحوار كما ارادت له الوزاره في بياناتها الرسميه؛ بعيدا عن اي تاثيرات حكوميه روسيه او غير روسيه.

ومن المنتظر ان تجري الحوارات في اليومين الاولين ( 26 و27 يناير )، بين شخصيات المعارضه فقط، فيما ينضم وفد النظام - برئاسه ممثله لدي الامم المتحده "بشار الجعفري" - الي جلسات الحوار صباح الاربعاء 28 يناير.

ومن جانبه قال المعارض والفنان السوري جمال سليمان، في تصريحات صحفيه، ان صدور "بيان القاهره" الذي توافقت عليه كيانات معارضه سوريه في ختام اجتماعاتها في العاصمه المصريه، السبت الماضي، شجعه علي قبول دعوه موسكو لحضور اللقاء التشاوري بين المعارضه والنظام.

واضاف قائلاً: "اصبح لدي بعد صدور البيان نقاط محدده استطيع ان اتحدث بها خلال اللقاء، وستكون تلك النقاط هي مرجعيتي فيه سواء مع الجانب الروسي او مع الاشخاص الذين سيرسلهم النظام او حتي المعارضين المشاركين باللقاء".

وتضمن "بيان القاهره" الذي القاه جمال سليمان بنفسه في ختام اجتماع كيانات معارضه سوريه بالقاهره، من 10 نقاط ركزت علي اهميه احياء الحل السياسي التفاوضي طبقا لـ"بيان جنيف" وقرارات الامم المتحده ذات الصله.

وحول اتخاذه قرار بالمشاركه في لقاء موسكو، بالرغم من التقليل من اهميته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب تلاوته "بيان القاهره" بنفسه، قال سليمان "المعلومات المتوفره عن لقاء موسكو متناقضه وملتبسه، ولكنه باب فتحه الروس، علينا ان نتعامل معه، دون ان يكون لدينا اي توقعات ايجابيه او سلبيه ".

ولفت الي انه لا يتوقع التوصل لاتفاق خلال لقاء موسكو، الا انه راي فيه "فرصه لاستطلاع امكانيات الوصول الي حل سياسي من خلال ما سيطرح من افكار".

وفيما اعلنت كيانات المعارضه الرئيسيه "الائتلاف السوري" و"هيئه التنسيق الوطنيه" و "تيار بناء الدوله" رفضها المشاركه في لقاء موسكو، من المرتقب ان يشارك معارضون بصفه شخصيه، بعيدا عن اسم الكيانات المنضمين لها.

وكان النظام السوري اعلن ديسمبر الماضي موافقته علي المشاركه في "اللقاء التشاوري" بموسكو، الا انه يُتوقع ان يكون تمثيله ضعيفاً فيه.

وينص بيان مؤتمر "جنيف 1" الذي عقد باشراف دولي في يونيو 2012 وتصر المعارضه السوريه علي ان يكون منطلقاً لاي حل سياسي مفترض، علي وقف العنف واطلاق النار، والافراج عن المعتقلين، وادخال المساعدات الانسانيه الي المناطق المحاصره، وضمان حريه تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئه حكم انتقاليه كامله الصلاحيات.

الا ان الخلاف علي مصير بشار الاسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ اي من تلك المقررات، وافشل جولتين من مفاوضات "جنيف 2" التي عقدت ما بين يناير وفبراير2014، في التوصل لحل سياسي للازمه.

معارض سوري يمتدح حوار القاهره ويعتبر لقاء موسكو رمزياً

انطلاق جلسات الحوار السوري - السوري في موسكو

بشار الاسد: اسرائيل تقدم الدعم للجماعات المسلحه في سوريا

فيصل القاسم: جيش الاسد قصف كل المناطق المدنيه بسوريا

مقتل 4 في قصف جيش الاسلام لدمشق