الانفصال.. مصير اليمنيين المشئوم

من سبا الي عدن وصولاً الي حضرموت، لا صوت يعلو فوق صوت الانفصال، تهديدات جنوبيه بفك الارتباط عن العاصمة صنعاء، وتظاهرات في تعز واب مطالبه بالقطيعه مع الحوثيين.. انه اليمن الجريح الذي بات علي وقع التفكك والتقسيم، مُدُنه تسقط مدينه تلو الاخري، ورئيسه يُصر علي الاستقاله، وبرلمانه يرجئ جلسته الطارئه.

وتعيش محافظات اليمن حاله تاهب واستنفار علي المستويين الرسمي والشعبي، وسط دعوات للانفصال عن الشمال، يقابله دعوات ببعض الاقاليم الاخري بذات المطلب.

واعلن عدد من الاقاليم اليمنيه الانفصال عن العاصمه صنعاء، واعلن اقليم الجند نفسه مستقلاً عن العاصمه صنعاء، بينما رفض اقليم سبا تلقي ايه اوامر من العاصمه، قابله استيلاء للحوثيين علي بعض القواعد الجويه في المدن الشماليه.

ومع بدايه الثورة اليمنية في عام 2011 وتنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم، تعيش البلاد تجاذبات، ومشكلات، وتحديات مختلفه، متزامنه ومتراكمه، تحولت الي صراعات دمويه قد يدفع ثمنها توحد اليمنيين.

ففي عدن عقدت قيادات حراكيه وحزبيه ومجتمعيه، لقاءات لها بهدف تدارس التطورات السياسيه المتسارعه وانعكاساتها علي الجنوب، وعلي بعض الاقاليم التي تُطالب بالانفصال، واقر تشكيل هيئه تنسيق مؤقته تضم ممثلين اثنين عن كل فصيل سياسي، وتتحمل تلك الهيئه اداره الاوضاع في الجنوب، وتحديد برنامج عملها، وتوزيع وثيقه اسس تكوين اطار تنسيقي جنوبي موحد.

وفي شبوه عَقد المحافظ احمد باحاج اجتماعًا مع قياده السلطه المحليه وقيادات الحراك الجنوبي لبحث التطورات الاخيره، وتم الاعلان عن قطع علاقه المحافظه بالعاصمه صنعاء، كما تم تكليف قيادات عسكريه من ابناء المحافظه للبدء في استلام المعسكرات التابعه للامن والجيش من قياداتها الحاليه وتسليمها للمحافظ، كما اقر الاجتماع استمرار ايقاف انتاج النفط والغاز.

فيما اعلن اقليم سبا اليمني انفصاله عن الدوله المركزيه وانضمامه لاقليمي عدن وحضرموت الجنوبيين.

وكان وزير الداخليه اليمني السابق اللواء عبده حسين الترب قد دعا محافظي اقليمي الجند وسبا لاعلان الانضمام الي اقليمي المحافظات الجنوبية.

ودعا اللواء الترب كذلك لتشكيل مجلس عسكري خاص باقاليم الجنوب وسبا والجند برئاسه وزير الدفاع الحالي اللواء محمود الصبيحي.

واعتبر ان اقليم ازال الذي يضم محافظات صعده وعمران وصنعاء وذمار يخضع حاليًا لما وصفه "احتلال بقوه السلاح".

الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد قال ان الموقف اليمني غامض للغايه، فالجميع يتقاتل من اجل انفصاله، فالحراك يري ان الوقت الحالي فرصه سانحه، بينما اعلنت بعض المناطق في صنعاء والشمال ايضاً نيتها الانفصال، وبالتالي فاليمن علي وقع التقسيم والتفكك الفعلي.

واوضح: لـ"مصر العربيه" ان موقف جماعة الحوثي من الحكم غير مفهوم، فالدوله سقطت في ايديهم، ورغم ذلك لا يريدون الحكم، قائلاً ان كافه التوقعات تؤكد ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو من يُحرك الاحداث اليمنيه التي تتصاعد يوماً تلو الاخر.

وتابع: ان استمرار الوضع اليمني لما عليه الان، سيدخل اليمن في حرب اهليه مؤكده.

بدوره قال عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور محمد مسعد العودي ان استعاده الدوله الجنوبيه بات امراً ملحاً.

واعتبر: ان "انقلاب الحوثيين علي الشراكه الوطنيه يحتم علي الجنوبيين استعاده دولتهم"، وزاد ان فكره الدوله المدنيه الحديثه التي نادت بها مخرجات الحوار "قد انتهت مع دخول الحوثيين الي صنعاء".

ودعا العودي الجنوبيين ان يقيموا شرعيه الواقع كونه ﻻ شرعيه لاحد الان، موضحاً ان الجنوبيين اذا لم يقطفوا الثمره التي منحتهم اياها اللحظه التاريخيه فانهم سيندمون عليها كثيراً في المستقبل، محذراً مما سماها "لعبه استخباراتيه تقود اليمن نحو التشظي، وان الحفاظ علي الجنوب موحداً يعد انجازا كبيراً".

من جانبه اعتبر عبد الاله الردفاني -الناشط في الحراك الجنوبي وامين عام منظمه الحريه لحقوق الانسان- ان الفرصه سانحه اكثر من اي وقت مضي لاستعاده الدوله الجنوبيه وتحقيق اراده الشعب التواق للحريه، وتحقيق حلمه في دوله مدنيه حديثه يتمثل فيها كل ابناء الجنوب، خصوصاً بعد ان وصلت بعض القوي السياسيه الجنوبيه المرتبطه بنظام صنعاء الي قناعه باستحاله التوصل لحلول ناجعه بشان الاوضاع في صنعاء.

واضاف ان احداث صنعاء اقنعت العالم باستحاله قيام دوله مؤسسيه مدنيه في الشمال، الامر الذي سيشجع العالم -وخاصه الاقليم- علي دعم نضال الجنوب الذي يمكنه حفظ الامن والسلم الدوليين وحمايه الموقع الاستراتيجي المهم المتمثل بمضيق باب المندب الذي يمر عبره اكثر من 60% من نفط الخليج و80% من التجاره العالميه، وفقاً للجزيره.

وكانت اعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسميه (سبا)، ان اجتماع البرلمان اليمني الذي كان مقرراً بعد استقاله الرئيس عبدربه منصور هادي ارجئ من جديد.

وقالت الوكاله ان "هيئه رئاسه مجلس النواب اقرت تاجيل الجلسه الطارئه" للمجلس الي "موعد اخر سيتم تحديده لاحقا ليتسني ابلاغ كافه اعضاء المجلس بالحضور".

وكان الرئيس اليمني منصور هادي قدم استقالته الخميس الماضي، بعد ان اعتبر ان البلاد "وصلت الي حائط مسدود".

هل تنجح الاقاليم اليمنيه في فك الحصار عن صنعاء؟

البرلمان اليمني يؤجل جلسه البت في استقاله الرئيس الي موعد لاحق

اليمن الفارسيه بين الحميري والحوثي

لهذه الاسباب توقف امريكا ضرباتها ضد قاعده اليمن

الحوثيون يحاصرون منزل وزير الدفاع في صنعاء