المحتوى الرئيسى

فاطمة رشدي.. سارة برنار الشرق

01/24 13:38

نشات وترعرعت في الفن منذ طفولتها وحتي شيخوختها، وتعد من رائدات المسرح والسينما المصرية، قامت بالتاليف والاخراج والتمثيل، علي المسرح والسينما، كما كانت صاحبه فرقه مسرحيه، وهي فرقه فاطمة رشدي تركت تراثًا فنيًا لا يمكن انكاره، وعاصرت عمالقه المسرح والسينما المصريين من جيل الرواد من عشاق الفن، وقد لقبت فاطمه رشدي (ساره برنار الشرق) وكان لديها هوس وحب وولاء منقطع النظير لفن التمثيل في تلك الفتره المبكره.

ولدت فاطمه رشدي في الاسكندريه، واخواتها فنانات ايضًا وهن رتيبه وانصاف رشدي، بدات فاطمه رشدي حياتها الفنيه مبكرًا جدًا، عندما كانت في التاسعه او العاشره من عمرها عندما زارت فرقه امين عطا الله حيث كانت تغني اختها.

واسند اليها امين عطا الله دورًا في احدي مسرحياته، كما كانت تؤدي ادوارًا غنائيه ثانويه في بدايتها، وظهرت علي المسرح مع فرقه عبد الرحمن رشدي، ثم انضمت بعد ذلك الي فرقه الجزايرلي، ثم تعرفت علي عزيز عيد فلقنها دروسا في القراءه والكتابه واصول التمثيل وانتقلت بين مسارح روض الفرج - حيث كانت تشهد تلك المنطقه الشعبيه نهضه فنيه واسعه، واخرجت الكثير من رواد الفن التمثيلي في مصر - فعملت في مسرح روز اليوسف ثم في فرقه رمسيس وصارت بطله للفرقه.

عندما شاهدها المطرب سيد درويش عإم 1921 دعاها للعمل بفرقته التي كونها بالقاهره، فبدات حياتها الفنيه في فريق الكورس والانشاد مع سيد درويش ونجيب الريحاني.

وفي عام 1923 التقي بها رائد فن المسرح عزيز عيد الذي توسم فيها الموهبه والقدرات الفنيه الكامنه، فضمها الي فرقه يوسف وهبي بمسرح رمسيس، وتعهدها بالمران والتدريب وعلمها التمثيل، كما اوكل مهمه تلقينها قواعد اللغه العربيه الي مدرس لغه عربيه، ثم تزوجها بعد ذلك لتصبح نجمه فرقة رمسيس المسرحية.

وفي عام 1924 اتيح لفاطمه رشدي بفضل ذلك الدعم الكبير القيام بادوار البطوله في عده مسرحيات من بينها: (الذئاب - الصحراء - القناع الازرق - الشرف - ليله الدخله - الحريه – النزوات).

ومن تلك الاعمال مسرحيه "النسر الصغير" لمؤلفها ادمون روستان، وقام بتعريبها كل من عزيز عيد والسيد قدري، وقام بدور البطوله فيها فاطمه رشدي وعزيز عيد، وقدم لها الكاتب الناقد السوري سامي الشمعه للتعريف بالمسرحيه بقوله: ”واننا لنرجو ان يقبل الشباب علي روايات فاطمه رشدي العظيمه، وهي فرصه لا يجدر بهم اضاعتها وهم يرون فيها اميرين من امراء الفن".

ويقول ايضًا الناقد سامي الشمعه عن الديكور في تلك المسرحيه: "يدهشنا جدًا ان نري ان هذا الاستعداد العظيم في مسرح فاطمه رشدي، فقد بلغت زينه روايه النسر الصغير لا حد الاتقان فقط، بل حد الكمال، فقد كنا ننتقل من بهو الي بهو، في قصر شامبرون، فنري كل شيء ملكيًا الا المقاعد وكل شيء يفتن الناظر وينقله الي عالم العظمه والجلال"."

وهي المسرحيه التي قدمتها الفنانه الفرنسيه العالميه ساره برنار لاول مره، ومن هنا حصلت فاطمه رشدي علي لقبها " سارة برنار مصر "

زارت فرقه فاطمه رشدي وعزيز عيد العراق شانها في ذلك شان العديد من الفرق المعروفه في هذا الوقت، ومنها فرقه جورج ابيض التي زارت بغداد عام 1926، وكذلك فرقه يوسف وهبي وفرقه فاطمه رشدي وعزيز عيد عام 1929، وقد اعد لهم مسرحًا لهذا الغرض في البصره وفي شارع ابو الاسود الدؤلي، ولكن المكان قد تهدم.

وقد كان لتلك الزيارات اثر علي المسرح العراقي في تلك الفتره، ومن ذلك التحاق عميد المسرح العراقي حقي الشبلي بفرقه فاطمه رشدي، ويسافر معها الي مصر ليتدرب ليستفيد من التجربه المصريه في ذلك الوقت.

وكانت الفرقه بحاجه لممثلين عراقيين، وقد اقتنع كل من عزيز عيد وفاطمه رشدي بموهبته الفنيه، فاتفقا علي انضمام الشبلي رسميًا للفرقه بعد ان سعت فاطمه رشدي وتوسطت عند الملك فيصل الاول شخصيًا بالموافقه للسفر معها الي القاهره لزياده خبرته وصقل موهبته وعلي حسابها الخاص، وبالفعل غادر الشبلي بغداد باتجاه القاهره، سنه كامله كان هناك محط اهتمام ورعايه الفنانه فاطمه رشدي.

قدمت هناك العديد من المسرحيات علي راسها مصرع كليوباترا لاحمد شوقي واسرت قلوب الناس في هذا الدور.

وبعد ذلك ذهبت فاطمه رشدي الي بيروت سنه 1929م، ولقيت اقبالًا كبيرًا من جانب محبيها ولقّبت بصديقه الطلبه، واقام لها الطلبه في مايو حفله تكريميّه في فندق رويال، تحدث فيها كنعان خطيب واحمد دمشقيه وتقي الدين الصلح وابراهيم رشدي وابراهيم طوقان وخليل تقي الدين.

قدمت فرقه فاطمه رشدي علي مسرح صاله الامبير عده مسرحيات منها النسر الصغير، غاده الكاميليا، جان دارك، السلطان عبد الحميد، يوليوس قيصر.

وقدمت في الهواء الطلق علي سطح الباريزيانا المسرحيه الشهيره مصرع كليوباترا لامير الشعراء احمد شوقي، كما قدمت مسرحيه (العواصف) من تاليف انطوان يزبك وكانت المسرحيه عباره عن عرض لبعض الاخلاق والعادات بالنقد والتحليل، وتدور حول نزاع يثور في قلب امراه بين رجلين او عاطفتين، تنتقد خلالها فكره الشخص الثالث (المحلل).

ثم انفصلت فاطمه رشدي عن عزيز عيد بسبب غيرته الشديده، وبانفصالها عنه انفصلت عن مسرح رمسيس، وكونت بعدها فرقتها المسرحيه الخاصه الشهيره التي حملت اسمها وقدمت 15 مسرحيه في سبعه اشهر، والتي اخرجت نجومًا مثل محمود المليجي ومحمد فوزي الذي كان يلحن المونولوجات التي تقدم بين فصول المسرحيات.

قدمت فرقه فاطمه رشدي العديد من النصوص المترجمه والمقتبسه، بالاضافه الي بعض المؤلفات المحليه، وفي مقدمتها مسرحيات احمد شوقي.

وتخفق في اول تجربه سينمائيه لها مع بدر لاما في فيلم "فاجعه فوق الهرم" عام 1928 والذي قوبل بهجوم كبير نالته من الصحافه لضعف مستواه من وجهه نظر النقاد في ذلك الوقت، ولولاها لمني الفيلم بخساره فادحه.

ثم اقنعها المخرج وداد عرفي بان يخرج لها فيلم "تحت سماء مصر" او "تحت ضوء الشمس"، لكنها احرقته، لانه كان اقل مستوي من الفيلم السابق.

انصرفت بعدها الي المسرح ولعده مواسم، ثم زاوجت بينه وبين السينما وكانت عودتها الي الشاشه بفيلم "الزواج"، والذي عرض عام 1933، كمؤلفه ومخرجه وممثله، ومثل امامها فيه محمود المليجي - في اول ادواره السينمائيه - ويروي الفيلم قصه الفتاه المغلوبه علي امرها والتي زوجها ابوها علي غير ما تهوي فكانت نهايتها الموت.

ثم فيلم "الهارب" مع بدر لاما، و"ثمن السعاده"، ثم فيلمها الهام مع كمال سليم رائد الواقعيه المصريه "العزيمه” وحاز الفيلم علي نجاح كبير، فيما فشل فيلمه "الي الابد".

بعد ذلك شاركت في فيلم "العامل" و"الطريق المستقيم" مع يوسف وهبي بك وتتالت افلامها بعد ذلك، وهي "بنات الريف"، "مدينه الغجر"، "غرام الشيوخ"، "الريف الحزين"، "عواصف"، "الطائشه"، "دعوني اعيش"، "الجسد”.

انضمت فاطمه رشدي الي المسرح العسكري وادت العديد من البطولات المسرحيه، واخرجت مسرحيه " غاده الكاميليا "، ثم انضمت للمسرح الحر عام 1960 وقدمت مسرحيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ "بين القصرين"، ثم "ميرامار" عام 1969.

بعد انفصالها عن عزيز عيد تزوجت من المخرج كمال سليم الذي اسند اليها اهم ادوارها، وهو دورها في فيلم "العزيمه" كما تزوجت المخرج محمد عبد الجواد وعاشت بعيدًا عن الاضواء لسنوات طويله ثم تزوجت رجل اعمال من الصعيد، ثم تزوجت عام 1951 من ضابط بوليس.

اعتزلت الفن في اواخر الستينيات. وانحسرت الاضواء عنها مع التقدم في السن وضياع الصحه والمال وكانت تعيش في اواخر ايامها في حجره باحد الفنادق الشعبيه في القاهره، الي ان كشفت جريده الوفد المصريه المعارضه عن حياتها البائسه التي تعيشها، ثم تدخل الفنان فريد شوقي لدي المسؤولين لعلاجها علي نفقه الدوله وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، فقد حصلت علي شقه، الا ان القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدوله، لتموت وحيده تاركه وراءها ثروه فنيه عملاقه.

حكمدار العاصمه.. يوسف بيك وهبي

خالد منتصر يسخر من عمرو خالد

المشوار الادبي للكاتب حمور زياده بالاعلي للثقافه

الخميس.. اعلان الفائز بجائزه نجيب محفوظ

ثلاثيه غرناطه واولاد حارتنا بمكتبه الاسكندريه

المنع اول طريق المبدع الي الشهره

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل