المحتوى الرئيسى

ضحية الهولوكوست والمنقذ.. لقاء تأخر 70 عامًا

01/23 19:03

تلك اللحظه التي تعجز الكلمات عن وصفها وتثير المشاعر عندما يلتقي رجل تم انقاذه من الجحيم المحقق علي يد النازيين والمعروف بـ"محرقه الهلوكوست" مع الجندي الامريكي الذي انقذه بعد اكثر من 70 عامًا.

"جاشوا كوفمان" البالغ من العمر 87 عامًا والذي كان في عداد الاموات اثناء تواجده في معسكر الاعتقالات "داخاو" بالقرب من مدينه "ميونخ" الالمانيه والتابع للقوات النازيه انذاك؛ وفي يوم 29 من شهر ابريل تحديدًا من عام 1945، تم انقاذه علي يد مجموعه من الجنود الامريكيه التي نجحت في تحرير كل المعتقلين والسيطره علي المعسكر باكمله.

ويشاء القدر ان يلتقي "كوفمان" بمنقذه "دانيل جليسيبي" الجندي السابق بالجيش الامريكى بعد اكثر من 70 عامًا، فما كان له الا ان يلقي التحية العسكرية ثم ينحني ليقبل يديه، ولكن لا يبدو هذا كافيًا فاقبل علي قدمه يقبلها في مشهد تقشعر له الابدان.

لم يعلوا صوتاً فوق صوت "كوفمان" قائلاً لمنقذه "لطالما اردت ان اقوم بذلك منذ اكثر من 70 عاما.. احبك... احبك كثيرًا".

من المعروف ان هناك حوالي 35000 انسان تعددت طرق قتلهم في ذلك المعسكر بين الحرق والموت جوعًا وهناك من مات اثناء التجارب الطبيه وكانه فار للتجارب وهناك من تم ضربه حتي الموت.

كان الوضع ماساوياً لدرجه يصعب علي معظمنا تخيلها حتي جاء اليوم الموعود فيحكي "جليسيبي" ان اول من وقعت عينيه عليه كان "كوفمان" يختبئ مع بعض السجناء في المراحيض تعليهم نظره هلع بمجرد رؤيه الجنود فهم لا يعرفون اذا كانوا مخلصين ام مندوبي عزرائيل من النازيين جاءوا ليعلنوا ساعه الصفر و يحولوهم بل و قيودهم الي رماد تام.

وعلي الجانب الاخر يحكي "كوفمان" انه راي رايه بيضاء ترفرف فوق برج المراقبه وحينها فقط شعر ان العذاب والتعذيب قد وضع لهما نهايه وهو ما لم يتوقعه علي الاطلاق، فبمجرد ان حطم الجنود الامريكيون الباب قفز قلبه من السعاده، علي حد تعبيره.

واكمل ان "جليبسي" ساعده علي النهوض مطمئنًا فاشتبكت ايديهما، وافترقا بدموع طاهره رغرغت بها اعينهما، وقد ظنا انهما لن يلتقيا بعد ذلك ولكن القدر كان له حسابات اخري.

فهاجر "كوفمان" الي امريكا بعد فتره طويله نسبياً من ذلك اليوم الموعود حتي اصبح والد لـ 3 بنات بينما اتخذ "جليسيبي" المبيعات مهنه له واصبح والد لـ 8 اطفال، ولم يعلم اياً منهم انهما يعيشان علي بعد ساعه واحده من بعضهما، حتي تم ترتيب اجتماع ولم شمل لطاقم فيلم وثائقي الماني في شاطئ "هونجتينتون" بولايه "كاليفورنيا" الامريكيه.

التقيا هناك وكل ما كان يدور في ذهن "جليسيبي" لاعوام طويله، هو كيف استطاع "كوفمان" البقاء علي قيد الحياه في تلك الظروف المدمره التي عاشها يوماً بعد يوم بل لحظه بعد الاخري يري ويسمع من يتعذب ومن يقتل وقد اوشك هو نفسه ان يكون في خبر كان.

فاجابه "كوفمان" ان الموت كان بالنسبه له اسهل فكان عليهم حمل اكثر من 50 كيلو من الاسمنت طوال اليوم و من لا يفعل يقتل رمياً بالرصاص في لحظتها، فقد حولته تلك الظروف لحيوان و الحيوان لا يملك الا غريزته علي البقاء علي حد تعبيره، و اضاف انه ينام حتي الان علي فراش رقيق بجوار النافذه حتي يتمكن من رؤيه العشب الاخضر يومياً، و اختتم حديثه بانه حقق كل ما يريد في حياته و الفضل يرجع كله الي "جليسيبي" فهو السبب الدائم لامتنانه و وجوده.

والجدير بالذكر ان تلك القصه ستبث يوم 31 من شهر مايو القادم علي قناه "هيستوري" الالمانيه.

2015-01-23 16:46:55 | ساره رضا

2015-01-23 16:12:48 | زياد ابراهيم

2015-01-23 15:23:14 | سمر علي

2015-01-23 15:22:11 | ساره رضا

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل