تعرف على خريطة القوى المتصارعة في اليمن

بؤره توتر جديده، توسع نقطه الصراع في منطقه مشتعله بالعنف، انها اليمن، التي تشهد حربًا بين السلطه الموجوده حاليًا في البلاد، برئاسه عبدربه هادي منصور، والحوثيين بقياده عبدالملك الحوثي.

صراع من نوع مختلف تشهده اليمن حاليًا بعد سيطره الحوثيين علي صنعاء وانتشار قواتهم في شوارعها، واعلن مجلس التعاون الخليجي، ان ما يحدث في اليمن هو انقلاب علي السلطه، وادان مجلس الامن الدولي ما حدث، معلنًا الدعم للرئيس اليمني والسلطه الشرعيه للبلاد.. "الوطن" ترصد خريطه تلك القوي المتصارعه هناك، وذلك علي لسان الخبير المتخصص في الشؤون العربيه ومستشار المركز القومي لدرسات الشرق الأوسط الدكتور محمد مجاهد الزيات، والدكتور كمال حبيب المتخصص في شؤون الجماعات الاسلاميه.

1- قبيله اولاد الشيخ عبدالله الاحمر: احدي القوي التي يتزعمها صادق بن عبدالله الاحمر، وهو اكبر ابناء الشيخ عبدالله الاحمر، وقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، ويلقب نفسه بـ"شيخ مشايخ حاشد"، وبرز دوره ابان الثورة اليمنية، عندما اعلن عن انضمام قبيله حاشد الي الثوره اليمنيه في العام 2011 في مواجهه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

حزب الاصلاح الذي يتزعمه الاحمر، يعبر عن الكتله السياسيه للاخوان المسلمين في اليمن، الذين كان لهم دورًا بارزًا في الثوره اليمنيه.

2- الفرقه الاولي المدرعه بقياده علي الاحمر: كتله عسكريه بزعامه علي محسن الاحمر، وهو الاخ غير الشقيق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يلقب بـ"ابن الاحمر"، وله صله قويه بابناء الشيخ عبدالله الاحمر، احد مؤسسي حزب الاصلاح، الذراع السياسي للاخوان المسلمين هناك.

يشغل علي الاحمر منصب مستشار الرئيس عبدربة منصور هادي، وكان قبلها قائدًا للمنطقه الشماليه الغربيه باليمن، وتراس ما يسمي بـ"الفرقه الاولي المدرعه"، وهم يمثلون قطاع كبير بالجيش اليمني.

علي الاحمر له صلات وثيقه بالمملكه العربيه السعوديه والجماعات الوهابيه في اليمن، وبرز الخلاف بينه وبين اخيه علي عبدالله صالح، بعد ظهور نوايا لدي "صالح" بتوريث الحكم لابنه احمد، قائد الحرس الجمهوري السابق.

انضم "الاحمر" للاحتجاجات الشعبيه في اليمن في 2011، وخاضت قواته معارك ضد الحرس الجمهوري، انتهت بتوقيع المبادره الخليجيه في 2012، كجزء من خطه معلنه لهيكلة الجيش اليمني، ولم تفكك "الفرقه الاولي مدرعه"، وظل علي الاحمر، نافذًا في الدوله والمؤسسه العسكريه اليمنيه، حتي اقتحام الحوثيين مقرها في سبتمبر 2014، وتواري عن الانظار منذ ذلك الحين.

3- الحوثيون: جماعه دينيه شيعيه تقوم علی ولايه الامام، وتتبع الطريقه الاثني عشريه علی غرار النموذج الايراني، وظهرت تلك الحركه في التسعينات كرقم اساسي في المعادله السياسيه اليمنيه، وتولي بدر الدين الحوثي قياده الحركه بعد مقتل زعيمها حسين الحوثي في 2004.

الدكتور محمد مجاهد الزيات، قال ان هناك من يري ان الحوثيين يسيرون علی خطی حزب الله اللبناني، ويتمركزون في الجزء الشمالي من اليمن، مرجعًا توتر العلاقه بين الحركه والدوله الي منع الدوله في تسعينيات القرن الماضي ترديد شعار للحركه في المساجد، يقول: "الله اكبر، الموت لاسرائيل، الموت لامريكا، اللعنه علي اليهود والنصر للاسلام".

حركه الحوثيين ظهرت دعويه في البدايه قبل ان تتحول الي حركه مطلبيه جمعت بين الاجتماعي والسياسي، وهناك من يعيد تاريخ ظهورها الي سنه 1992 باسم "الشباب المؤمن" كما هو شان العديد من الجماعات الدعويه التي انخرطت في العمل السياسي ببلدانها فيما بعد.

4- تنظيم القاعده: برز في اليمن بصوره اوليه عقب عوده من عرفوا باسم "الافغان العرب"، ومنهم كثير من اليمنيين في ذلك الوقت، واستهدفت اول عمليه للتنظيم عناصر من قوات البحريه الامريكيه "المارينز"، والتي كانت تقيم في فندق عدن وهي في طريقها الي الصومال، في عام 1992.

منذ ذلك التاريخ، نفذ تنظيم القاعده، عده عمليات، ابرزها استهداف سياح بريطانيين واستراليين في ديسمبر 1998، وتفجير المدمره كول التي اودت بحياه 17 بحارًا امريكيًا، وكذلك تفجير ناقله النفط الفرنسيه ليمبورج قباله شواطئ حضر موت شرق البلاد في نوفمبر 2002.

في مطلع عام 2009، اعلن تنظيم القاعده بجناحيه اليمني والسعودي، عمليه دمج في اطار تنظيم واحد، اطلق عليه "تنظيم القاعده في جزيره العرب"، وزاد نشاطه في اليمن بشكل ملحوظ عقب الثوره في 2011، وكثف من عملياته العسكريه ضد الجيش اليمني، كان اخرها عمليه تفجير كليه الشرطه، اضافه الي سيطرته علي بعض المناطق في اليمن.

في الايام الاخيره، اعلن التنظيم عن قيام اماره اسلاميه في محافظه شبوه، اضافه الي سيطره التنظيم علي مدينه زنجبار، الامر الذي يسلط الضوء علي الصعوبات التي واجهها الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي في محاربه التنظيم واستعاده سلطه الدوله في الجنوب التي ينعدم فيها القانون، بحسب المحلل العسكري، محمد مجاهد الزيات.

الدكتور كمال حبيب، المتخصص في شؤون الجماعات الاسلاميه، قال ان القاعده تمثل قوه موازنه في مواجهه الحوثيين، وتتخذ من اليمن مقرًا لمعسكراتها التدريبيه في مدينتي "شبوه" و"ارحا"، وان هناك تواجدًا وانتشارًا كبيرًا لها في اليمن، خاصه في الجنوب، مضيفًا ان هناك تحالفًا كبيرًا بينها وبين القبائل اليمنية في الجنوب الرافضه للمد الحوثي.

وتابع حبيب، ان تنظيم القاعده في اليمن يسعي الي بسط نفوذه علي مناطق كثيره في اليمن لاقامه "اماره اسلاميه"، وتشكيل مناطق نفوذ وسيطره له، مشيرًا الي ان تصاعد عمليات تنظيم القاعده في اليمن مؤشر خطير، خاصه ان استقرارها مساله بالغه الحيويه بالنسبه لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحًا ان التنظيم يحاول التحكم في احد اهم المضايق البحريه في العالم، وهو "باب المندب"، الذي يقع بين اليمن والقرن الافريقي، ويمر عبره خط الملاحه البحريه لـ"قناه السويس"، وكذلك ناقلات النفط.

اكثر ما يثير المخاوف الدوليه هو ان يستغل تنظيم القاعده، الاوضاع الراهنه في اليمن من اجل امتلاك القدره علي تهديد الملاحه في المضيق، ومن ثم التاثير السلبي في التجاره الدوليه بشكل عام، واعطاء دفعه للقرصنه البحريه التي تنشط بشكل كبير في خليج عدن والبحر الاحمر.

5- الحراك الجنوبي ومساعي الانفصال: في 14 اكتوبر من 2014، نفذ انصار الحراك الجنوبي، اعتصامًا مفتوحًا، طالبوا فيه بفك ارتباط الجنوب عن الشمال، مستغلين الفوضي التي تلت انتشار المسلحين الحوثيين في الشمال والفراغ الحكومي وهشاشه الدوله في صنعاء، ورفع المعتصمون اعلام دوله الجنوب السابقه فوق معظم المخيمات.