المحتوى الرئيسى

مترجم: اللاجئون السوريون: عواصف الشتاء وبؤس جديد

01/21 16:39

مترجم عنSyrian refugees face new misery as winter storms descendللكاتبLiz Sly

يبحث اللاجئون السوريون عن ملجا من عواصف الثلوج والرياح العاتيه التي ضربت مخيماتهم المؤقته بالقرب من مدينه عرسال بجنوب لبنان، التابعه لقضاء البقاع.

المكان: مدينه زحله، محافظة البقاع بالجنوب اللبناني. عاصفه شديده ضربت لبنان يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين حيث التجا مئات الالاف من اللاجئين السوريين. وبينما تحولت الامطار الجارفه الي كتل ثلجيه متجمده وتزايدت سرعة الرياح لتعصف بالخيام المهلهله، ارتجفت ام خليل وابناؤها الاربعه من الخوف اكثر ما ارتجفوا من البرد، تقول ام خليل: “اخاف ان تنهار الخيمه فوق رؤوسنا ومن البروده التي سنواجهها حينها، واشد ما اخشاه ان يتاذي اطفالي”. تخشي ام خليل ايضًا ان تفقد اسرتها ما تبقي لها من مقتنيات قليله.

مخيم حدودي بمدينه البقاع اللبنانيه

ومخاوف اللاجئين من العواصف الشتويه كثيره، اقربها- الموت بردًا-، ففي نوفمبر الماضي ضربت لبنان عاصفة ثلجية ادت الي موت رضيعين تجمدًا في العراء الذي يعيش فيه اللاجئون. لتعود العاصفه الان اشد ضراوه تغمر مناطق معيشتهم بالثلوج ويزداد اندفاع الرياح الي درجه يخشي فيها الناس علي حياتهم، و تشاركهم منظمات دعم اللاجئين الدوليه مخاوفهم.

اكتسحت العواصف الثلجية اجزاءً عديده من العالم الاسبوع الماضي – بما فيها الولايات المتحده-. ولكن تبقي المعاناه الاكبر من نصيب السوريين -الذين شردتهم الحرب-، ليواجهوا شتاءهم الرابع بلا ماوي مناسب يقيهم البروده القارصه والطقس المثلج الذي هبَّ علي المنطقه.

لكن ما يعانيه اللاجئون من جراء الكوارث الطبيعيه، يفوق جميع الماسي التي تعرض لها اللاجئون منذ الحرب العالميه الثانيه، وقد تخطت قضيه اللاجئين السوريين علي وجه التحديد قدرات المجتمع الدولي -المحدوده- علي تخفيف المعاناه.

وفقًا لاحصاءات الامم المتحده ، فان 10.8 مليون لاجئ سوري هرب من الحرب الدائره في سوريا خلال السنوات الثلاث السابقه. وقد لجا منهم حوالي 3.2 مليون الي بلدان مجاوره، بينما لجا 7.6 مليون داخل سوريا نفسها – اي تركوا بلداتهم الاصليه ومنازلهم ونزحوا الي مناطق اخري يرجونها اكثر امانًا-. سواء كانت خيامًا ام مباني المخيمات ام مبانيَ مهجوره او تحت الانشاء -التي التجؤوا اليها- فان مستهل الشتاء من كل عام يضاعف من ماساتهم ويعمق ما تكبدوه من خساره وحرمان.

تقول ام خليل –وهي ام في الثالثه والثلاثين-: “يمكننا التاقلم علي صعوبات الحياه نوعًا ما في فصل الصيف، اما صعوبات الشتاء فهي فوق امكاناتنا المحدوده”. وبينما تتحدث ام خليل -التي رفضت الافصاح عن هويتها خوفًا علي من تبقي من اهلها في سوريا-، هبت عاصفه ريح اطاحت باواني وقدورِ الاسره الي ارض الخيمه.

واضافت قائله: “احيانا لا يمكنني مقاومه الفكره، انه كان من الافضل لنا ان نلاقي الموت في سوريا علي ان نمر بما نعانيه في الشتات”.

“اللاجئون السوريون يحملون البطاطين والاغطيه التي تقدمها المفوضيه العليا لشؤون اللاجئين”

وما يجعل ماساه السوريين اشد قسوه ان لبنان البلد الجبلي الصغير، يستضيف الان اعلي نصيب من اللاجئين في العالم. حيث هرب مليون ونصف سوري من الحرب الدائره في الجوار ليشكلوا ما يزيد علي ربع التعداد السكاني للبنان.

ولتاريخ لبنان المفعم بالقتال وانقساماتها الطائفيه العميقه ما يشكل سببًا مفهومًا يحول دون استجابه حكوميه حيال ازمه اللاجئين. كما ان نقص التمويل الدولي -لمفوضيه الامم المتحده لدعم اللاجئين- الذي تراجع هذا العام بنسبه 50 بالمئه، خلَّفَ وراءه كتله متناميه بانتظام من تعداد اللاجئين، تتلقي مساعدات اقل كثيرًا من سابقاتها في السنين الماضيه.

” اللاجئون السوريون بمخيم الزعتري يحملون امدادات الطعام من مفوضيه الامم المتحده لشؤون اللاجئين” 

يقول وسام طريف (ناشط حقوقي يعمل علي قضايا اللاجئين): “ان مستوي المعاناه هذا العام اسوا بكثير من نظيره العام الماضي، ودومًا ما يكون مستوي الدعم اقل بكثير جدًا من الاحتياجات”. ويضيف طريف: “لا يحدث ما نراه حولنا في لبنان باي مكان اخر، فالثلوج تتساقط في تركيا وفي الاردن، ولكنهم يسبقوننا بمراحل وقد تجهزوا لاحتواء الازمه”.

جغرافيا لبنان وطقسها في فصل الشتاء يجعل البلاد مكانا قاسيًا للعيش به دون ملجا بسقف وجدران يحمي من ضراوه الطقس. حيث يعيش اكثر من مليون ونصف لاجئ سوري بلبنان، فوق خط تساقط الثلوج الشتائي علي ارتفاع اعلي من 1500 قدم. ويتوقع خبراء الارصاد انخفاض درجات الحراره في الايام القادمه لتصل تحت الصفر في بعض المناطق، وان يتزايد تساقط الثلوج في مناطق اكثر انخفاضًا من المرتفعات التي اعتيد تاثرها بموجات الثلوج.

” اطفال سوريون يتدفؤون بحرق القمامه في مخيم الزعتري”

“سيكون الوضع اكثر قسوه، وكل ما نامل فيه ان يستطيع كل فرد ان يلتجا الي مكان دافئ وجاف” عقَّب رون راموند المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والذي اعترف بعدم قدره المنظمه علي مساعده كل من يعانون من اللاجئين في الاجواء الحاليه. وفي المخيم الذي تعيش فيه ام خليل وعائلتها كواحد من مخيمات عده متاخمه لجبل لبنان الشرقي بمدينه زحله، يقول اللاجئون انهم لا يجدون ايًا من الدفء ولا الجفاف.

“اللاجئون السوريون في البقاع يعيشون في اطلال المباني”

اما عن نورا محمد فقد بللت ايام المطر ارضيه منزلها كليًا. ومنزلها بناء مهلهل من البلاستيك وخشب الفنير ما بين الخيمه والكشك. ورغم انهم يمتلكون جوارب واحذيه تورمت اقدام اطفال نورا والتهبت من البرد لتتبدل بين الازرق والاحمرالقاني، وتساءلت نورا “لمَ يرتدونها اذا كانت اقدامهم ستتبلل فورًا علي اي حال؟”. وذلك هو الشتاء الاول الذي تعيشه نورا –ذات الخامسه والعشرين- في العراء، ومازالت تحاول التاقلم.

نزحت نورا وعائلتها عن حمص منذ ما يزيد عن العام هربًا من الحرب، واستاجروا شقه في زحله اضطروا لبيع ممتلكاتهم سدادًا لايجارها حين نفدت مدخراتهم. وانتقلوا للخيمه حين انتهت مقتنياتهم، لتتلوعائلتهم ما سبقها في ملحمه كامله من الحرمان والشتات يعيشها ملايين السوريين، بينما تستمر الحرب بلا اي نهايه تبدو في الافق.

“اللاجئون يبيعون احذيه قديمه جمعوها للوقايه من البرد – مخيم الزعتري”

اللاجئون علي المدي الاطول والذين عانوا عواصف لبنان الشتويه من قبل، استطاعوا التاقلم علي البروده بطريقه ما. تعلمت فايزه درويش -65 عامًا- ان تلف قدميها باكياس بلاستيكيه لتدفئتهم، بعد ثلاث سنوات من اللجوء هربًا من القتال الدائر في ضواحي دمشق. تعتمد اسره فايزه علي فراش انقذوه من مكب نفايات، يمنح الاطفال نومًا مريحًا – عن سواه- في الصيف، ويستعملونه كثقل يُدعم به الجدار ليتحمل تساقط المطر. “اذكر دوما اني اعتدت العيش في منزل من ثلاث غرف وبه تدفئه مركزيه” عقبت فايزه نصف ضاحكه ونصف باكيه.

اطفال يلهون بالثلوج في مخيم الزعتري

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل