المحتوى الرئيسى

"سيد قطب" كاهن الجماعة يكفر المجتمع وعصابة الضلال تنتج داعش وأخواتها

01/21 09:26

‫لم يحظ شعار من شعارات الفتن التي تستهدف استحلال حرمات المسلمين وتخريب مجتمعاتهم بالمتاجره باسم الدين مثل ما حظي به شعار تطبيق الشريعة الإسلامية علي ايدي التنظيمات المتطرفه الارهابيه

حيث استغلوا هذا الشعار البراق وعدم ادراك المسلمين حقيقه المقصود بالشريعه الاسلاميه وكيفيه تطبيقها.. وخدعوا الناس بتفسيراتهم المضلله لمفهوم الشريعه وتطبيقها.. ولم يكلف احد من المخدوعين نفسه مشقه الاجابه عن سؤال بديهي: هل نحن نحكم بالشريعه ام لا؟.. وهل تتطابق القوانين التي نحكم بها مع الشريعه الاسلاميه ام تتعارض معها.. وللاسف الشديد نجد ان المتحدثين في الشان الديني والشان القانوني يتجنبون الرد علي هذه الاسئله واظهار موقف الدين في هذه القضيه رغم وضوح العديد من الايات القرانيه والاحاديث النبويه الصحيحه المتفقه معها.

وهو ما اتاح الفرصه للمتاجرين بشعار تطبيق الشريعه ان يخدعوا الكثير من الشباب ويدفعوهم لتكفير مجتمعاتهم ومحاربتها بزعم انها مجتمعات جاهله لا تطبق الشريعه وان يمضوا في محاربه الانظمه الحاكمه واسقاطها بعد تكفيرهم لها وللمجتمع.. وان يمارسوا العمل الارهابي المسلح لتنصيب انفسهم حكاماً بدعوي انهم فقط القادرون علي تطبيق شرع الله.. فكانت النتيجه الحتميه لذلك ما نراه اليوم من شيوع الفوضي والحرب الاهليه في كثير من البلدان الاسلاميه التي سقطت او اوشكت علي الانهيار والسقوط في ايدي القوي المعاديه الاجنبيه.‬

‫< يعتبر سيد قطب ابرز المتطرفين الداعين للفتنه بدعوي عدم تطبيق الشريعه الاسلاميه.. فهو كاهن جماعة الإخوان المسلمين الذي قال في كتابه (معالم في الطريق) ص 116: «ليس المجتمع الاسلامي هو الذي يضم ناسا يسمون انفسهم مسلمين بينما شريعه الاسلام ليست هي قانون هذا المجتمع وان صلي وصام وحج البيت الحرام».. وسيد قطب بهذا انما يعلن حكماً خطيراً بان المسلم الملتزم بكل اوامر المولي عز وجل والذي يشهد بان لا اله الا الله ويقيم الصلاه ويؤتي الزكاه ويصوم رمضان ويحج البيت لا يعتبر مسلما اذا لم تكن الحدود مطبقه في المجتمع من وجهه نظره.. بل نجده يمضي في الحاحه علي تكفير المجتمعات الاسلاميه فيقول في صفحه 161: «لا اسلام في ارض لا يملكها الاسلام ولا تقام فيها شريعته».. وسيد قطب بهذا يربط اسلام الناس جميعاً بالحاكم ومسلكه حتي يصل به الامر في وضوح الي ان ينكر اسلام اي انسان يعيش علي ارض لا يوجد فيها الحاكم الذي يطبق الشريعه الاسلاميه.. ويصل سيد قطب في دعوته للفتنه الي وصف المجتمعات الاسلاميه بانها تدخل ضمن المجتمعات الكافره وانها كلها تندرج تحت مسمي المجتمع الجاهلي.. فيقول في صفحه 98: «ان المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم.. وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في اطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمه اليوم في الارض فعلًا.. تدخل فيه المجتمعات الشيوعيه اولًا وتدخل فيه المجتمعات الوثنيه وتدخل فيه المجتمعات اليهوديه والنصرانيه.. واخيرًا يدخل في اطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها انها مسلمه»!!.. ثم يستطرد قائلاً: «موقف الاسلام من هذه المجتمعات كلها يتحدد في عباره واحده.. انه يرفض الاعتراف باسلاميه هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره».

ويستمر سيد قطب الي نهايه كتابه في رمي كل المسلمين اليوم بالكفر فيقول في ص 173: «المساله في حقيقتها مساله كفر وايمان.. مساله شرك وتوحيد.. مساله جاهليه واسلام.. ان الناس ليسوا مسلمين كما يدعون».. وفي النهايه يكلف سيد قطب جماعته بتقويض هذه المجتمعات لاعاده اهلها للاسلام وتطبيق الشريعه الاسلاميه عليهم.. فيقول: «ان الدعوه اليوم انما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين الي الاسلام وتجعل منهم مسلمين من جديد»!‬

‫وهذا النهج لسيد قطب هو نفس منهج الخوارج.. وقد سارت عليه ايضًا باقي الفرق الإسلامية في تكفير المجتمعات الاسلاميه بدعوي تطبيق الشريعه الاسلاميه.. وقد وردت نفس هذه الدعوه علي لسان ابي الاعلي المودودي في كتابه «الحكومه الاسلاميه».. كما وردت علي لسان زعيم جماعه التكفير والهجره.. وكذلك في دعوه تنظيم الجهاد الذي اغتال الرئيس انور السادات والتي وردت في كتاب التنظيم المسمي بـ «الفريضه الغائبه» لعبدالسلام فرج والذي افتي بقوله: «ان الذين يقعدون عن الجهاد ولا يسعون في اقامه الدولة الإسلامية خوفاً من الفشل يقعون في خطاين: اولهما النكوص عن تنفيذ امر الله باقامه الدوله الاسلاميه علمًا بان المسلم مطالب بذلك بصرف النظر عن النتائج.. وثانيهما عدم ادراك جاذبيه عدل الاسلام.. ان اقامه الدوله الاسلاميه تنفيذ لشرع الله وامره ولسنا مطالبين بالنتائج»!!.. ويمضي صاحب كتاب (الفريضه الغائبه) في تحريض المسلمين علي مقاتله وتخريب مجتمعاتهم بزعم اقامه الدوله الاسلاميه.. ويعلن صراحه ان ذلك العمل التخريبي في مقاتله المسلمين وتكفيرهم والعمل علي هدم المجتمع الاسلامي له الاولويه علي تحرير المقدسات الاسلاميه الاسيره في ايدي الاعداء واهمها المسجد الاقصي فيقول بالحرف الواحد: «اما الذين يدعون الي توجيه الطاقات الاسلاميه نحو تحرير مقدسات المسلمين واوطانهم المحتله من الصهيونيه والاستعمار فان جماعه الجهاد يقولون لهم ليست هذه هي المعركه المباشره وليس هذا هو الطريق الصحيح لتحرير هذه المقدسات.. وانما الطريق لتحرير القدس يمر عبر تحرير بلدنا من الحكم الكافر والذي لابد من ازالته اولًا ثم الانطلاق بعد ذلك تحت قياده اسلاميه لتحرير المقدسات.. ان الاستعمار هو العدو البعيد.. وان الحكام الكفره هم العدو القريب.. وان قتال العدو القريب اولي من قتال العدو البعيد»!.. ولا يتورع صاحب كتاب الفريضه الغائبه عن دمغ كل حكام المسلمين اليوم بالكفر لعدم تطبيقهم الشريعه الاسلاميه من وجهه نظره فيقول: «ان الاحكام التي تعلو المسلمين في الوقت الحاضر هي احكام الكفر.. فهي قوانين وضعها كفار وسيروا عليها المسلمين.. وان حكام هذا العصر تعددت ابواب الكفر التي خرجوا بها عن مله الاسلام.. وهم في رده عن الاسلام.. ولا يحملون من الاسلام الا الاسماء وان صلوا وصاموا وادعوا انهم مسلمون».. ثم عقد مقارنه بين حكام التتار وحكام اليهود وانتهي الي ان صفات حكام التتار هي نفس صفات حكام العصر لانهم عزفوا – من وجهه نظره - عن شريعه الاسلام!. ‬

‫واذا نظرنا الي خريطه التنظيمات والجماعات الارهابيه والمتطرفه في العالم الاسلامي التي تثير الفتن والصراعات المسلحه والحروب الاهليه في البلاد الإسلامية فسنجد ان معظمها يتبني نفس هذه الافكار الهدامه وان منهم من يطلقون علي انفسهم «أنصار الشريعة» بزعم انهم القادرون علي تطبيق الشريعه الاسلاميه.. وهذه الجماعات التي ترفع الشعارات الخادعه عن تطبيق الشريعه تقبع علي حدودنا الشرقيه في غزه وحدودنا الغربيه في ليبيا وفي جنوب مصر في السودان كما تتواجد داخل مصر.. وهي تستخدم هذه الشعارات في خداع المزيد من المسلمين لتسليحهم وتدريبهم عسكرياً لنشر الفتن والقتل والخراب والدمار في بلادنا بدعوي تطبيق الشريعه الاسلاميه.

‫يستند المتاجرون بشعار «تطبيق الشريعه الاسلاميه» الي الزعم بان تطبيق الحدود علي جريمه السرقه والزنا وشرب الخمر وغيرها هو الكفيل بالقضاء علي المفاسد التي يعاني منها المجتمع الاسلامي اليوم.. ويتعمد هؤلاء الخوارج اخفاء الحقائق الواضحه والمعروفه عن «الحدود والتعازير» والتي يستطيع اي مسلم ان يرجع اليها في اقوال ائمه الفقه الاربعه رضوان الله عليهم.. فالعقوبات في الشريعه الاسلاميه تتضمن الحدود والتعازير.. وللحدود شروط عديده صعبه التنفيذ ولا يجوز تطبيق الحد الا اذا توافرت هذه الشروط بكاملها.. وقد اورد هذه الشروط ائمه الفقه الاربعه رضوان الله عليهم بالتفصيل وبكل دقه ووضوح.. وهذه الشروط – التي اوردنا جانباً من تفصيلاتها في المقال السابق عن تطبيق الحدود - يتيسر لاي مسلم صادق ان يرجع اليها وان يطلع عليها ليدرك حقيقه الاكاذيب والخداع والمتاجره من جانب هؤلاء الخوارج الذين يصنعون الفتن في الأمة الإسلامية بتكفير المسلمين والمجتمعات الاسلاميه.. حيث يتعمد هؤلاء الخوارج اخفاء هذه الشروط ويدعون الي التوسع في قتل المسلمين والتنكيل بهم بدعوي تطبيق الحدود وبما يخالف مخالفه تامه كل ما جاء في القران والسنه الشريفه والشروط الواجبه في تطبيق الحدود كما اوردها ائمه الفقه الاربعه.. كما يتعمد هؤلاء الخوارج اخفاء الحقيقه الفقهيه التي يجمع عليها ائمه الفقه الاربعه وهي ان التعازير هي العقوبات الشرعيه التي يضعها الحاكم للمحافظه علي الحقوق والحرمات وفرض الامن والامان في المجتمع والتي تتدرج ابتداء من اللوم وحتي الاعدام.. وهذه العقوبات يمكن ان تتغير زياده او نقصاً تبعاً لخطوره الجرائم التي تظهر او تنتشر في المجتمع والحاجه الي حمايه المجتمع الاسلامي منها.. وهذه التعازير هي التي تضمن محاربه كل صور الفساد التي يعاني منها المجتمع في كل المجالات والتي تتغير من عصر الي اخر بما فيها ما يستحدث في اي وقت من الجرائم والمخالفات الاخلاقيه او الماليه او الثقافيه او غيرها.. وتوصف التعازير التي يضعها الحاكم المسلم من اجل اقرار العداله وحمايه الحقوق والحرمات في المجتمع الاسلامي بانها عقوبات شرعيه.

ولقد اوضح هذه الحقائق كتاب (الفقه علي المذاهب الاربعه) الجزء الخامس حيث ذكر ان الشريعه اجازت للحاكم ان يسن القوانين ويضع العقوبات التي تمتد من اللوم وحتي الاعدام والتي تحقق المصلحه للامه وتدرا عنها المفاسد وتحفظ لها الامن والامان فقال في باب التعازير في صفحه 381: «ان التعزير يتضمن الضرب حتي القتل بحسب ما يري فيه الحاكم المصلحه».. وتحت عنوان (عقوبه التعزير حكم شرعي) يقول: «ان التعزير ثبت عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وان كبار الصحابه كانوا ياخذون بالتعازير والتي تتضمن الضرب والسجن والقتل».. ويقول ايضاً: «ان الحاكم ياخذ بالتعزير بحسب ما يراه زاجراً للمجرمين وله ان يضع العقوبات القاسيه التي يترتب عليها تاديب الرعيه واصلاح حالهم لان كل راعٍ مسئول عن رعيته.. فكل عقوبه من العقوبات التي يراها الحاكم زاجره توصف بما توصف به الاحكام الشرعيه».. ومن الجدير بالذكر انه يجب علي الحاكم ان يقوم بتعديل التعازير في اي وقت للتصدي للخطر عند ظهور جرائم جديده او لوقف انتشار ما هو قائم من المخالفات والظواهر الاجراميه في المجتمع الاسلامي لانه مسئول امام الله تعالي عن حمايه المجتمع وحرمات المسلمين وتحقيق امنهم وامانهم.‬

< اذا رجعنا الي ايات القران لكي ندرك المفهوم الحقيقي للشريعه الاسلاميه فلنتوقف امام قوله تعالي: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ نُوحًا وَالَّذِي اَوْحَيْنَا اِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَي وَعِيسَي اَنْ اَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) 13 الشوري.. ويتبين من هذه الايه ان الله تعالي قد اوصي كل رسول من رسله الكرام بشرعه من الدين الواحد وهو الاسلام كما يتبين في قوله تعالي: (ان الدين عند الله الاسلام).. وانه تعالي اوحي بهذه الشرائع جميعاً الي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم واكمل الدين وامرنا ان نقيمه ولا نتفرق فيه (اَنْ اَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ‬).

< ولقد عرف سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الدين بانه «الاسلام والايمان والاحسان» وذلك في الحديث الشريف الذي ورد في صحيح مسلم عن سيدنا عبدالله ابن عمر عن سيدنا عمر ابن الخطاب انه قال: «بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يري عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد، حتي جلس الي النبي صلي الله فاسند ركبتيه الي ركبتيه ووضع كفيه علي فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.. الاسلام ان تشهد الا اله الا الله وان محمدًا رسول الله وتقيم الصلاه وتؤتي الزكاه وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا.. قال صدقت، قال فعجبنا له يساله ويصدقه، قال فاخبرني عن الايمان قال: ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره.. قال صدقت، قال: فاخبرني عن الاحسان قال: ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك، قال: ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر اتدري من السائل؟.. قلت الله ورسوله اعلم قال: فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم‬».

‫ويتبين من القران والحديث الشريف ان الشريعه الاسلاميه تتضمن كل ما انزله الله في كتابه وعلي لسان رسوله.. ويكون معني «تطبيق الشريعه الاسلاميه» هو التزام المسلم اعتقاداً وانقياداً بكل ما جاء في القران والسنه الشريفه.. وهو تكليف شخصي لكل مسلم علي حده فمن التزم بما انزله الله في القران وما جاء عن رسوله في السنه الشريفه فقد طبق بذلك الشريعه واقام الدين.

‫ويتبين من ذلك ان ما يلجا اليه الخوارج الجدد من دعاه الفتنه من قصر معني «تطبيق الشريعه الاسلاميه» علي عدم تطبيق بعض الحدود الشرعيه هو محض متاجره بالدين من اجل تبرير تكفيرهم المجتمع ومقاتلته والدعوه الي تخريبه واطماعهم في الاستيلاء علي الحكم بزعم تطبيقهم المزعوم لشرع الله.. علي حين يتبين من القران السنه الشريفه في وضوح كامل ان «تطبيق الشريعه الاسلاميه» هو تكليف شخصي لكل مسلم بالالتزام باوامر الله ورسوله في القران والسنه الشريفه.. وان الحاكم – مع التزامه بتطبيق الشريعه الاسلاميه شان كل مسلم – مسئول امام الله عن سن القوانين والتشريعات التي تحقق الامن والامان وتحفظ الحقوق والحرمات والتي تسمي بـ «التعازير».. اما الحدود الشرعيه مثل حد السرقه والزني وشرب الخمر فلا يجوز تطبيقها الا بالشروط الكامله الواجب توافرها وبنفس الكيفيه التي طبقت بها في وقت سيدنا رسول الله والخلفاء الراشدين والتي اوردها ائمه الفقه الاربعه رضوان الله عليهم بكل الوضوح والتفصيل.

‫ان المجتمع في مصر هو مجتمع اسلامي يتميز اهله بالارتباط بدينهم والحرص علي طاعه الله منذ اللحظه التي دخل الاسلام فيها الي مصر علي ايدي صحابه سيدنا رسول الله الكرام.. ولقد كان اهل مصر دائماً يتصفون بالسماحه وحسن الخلق ومحبه اهل البيت الذين قدم الكثيرون من حضراتهم الي مصر وتشرفت ارض مصر بان تضم مقاماتهم الشريفه.. ولذلك فان مصر ظلت تنعم بالامن والامان وحريه العقيده والموده والمحبه بين اهلها منذ دخول الاسلام وطوال القرون الماضيه.. ولم تظهر دعاوي تكفير المجتمع ورمي بعض الفئات لبعضها بالكفر الا علي ايدي الخوارج الجدد من دعاه الفتنه والذين يظهرون ويتامرون في الاوقات العصيبه التي تمر بالبلاد الاسلاميه وتتعرض فيها المقدسات الاسلاميه للخطر فيحاولون اثاره الفتن في مصر التي تمثل القلعه المنيعه التي تحمي الاسلام والمقدسات الاسلاميه.. فيلجا الاعداء الي بث الفتن بين اهلها من اجل اضعافها وتفتيت قواها وقدراتها علي مواجهتهم والتصدي لهم.. وقد حدث ذلك من قبل علي يد ابن تيميه في القرن السابع الهجري عندما كانت مصر تتصدي لاعتي المخاطر التي تهدد الاسلام والمقدسات الاسلاميه متمثله في الصليبيين والتتار.. حيث قام ابن تيميه في هذه الظروف العصيبه بدعوته الي اثاره الفتن في المجتمع الاسلامي تحت شعارات اقامه الدين وتغيير المنكر والدعوه الي تكفير المسلمين لبعضهم البعض وتبادل الاتهامات بالرده لاوهي الخلافات المختلقه بينهم ثم الدعوه الي قتل المسلمين بعضهم لبعض بتهمه الرده.. وكان الهدف من دعوه ابن تيميه هو اشاعه القتل وسفك الدماء وتخريب وتمزيق المجتمعات الاسلاميه بايدي المسلمين انفسهم.. ولعل ذلك يماثل تماما ما يتكرر اليوم.. ففي الوقت الذي تعاني فيه الامه الاسلاميه من احتلال اليهود للمسجد الاقصي كما تعاني الدول الإسلامية من تحكم الاعداء وسيطرتهم علي ثروات المسلمين ومقدراتهم.. وبدلاً من ان يتوحد المسلمون علي قلب رجل واحد تحت قياده مصر كنانه الله في ارضه لتحرير القدس واستعاده حقوق المسلمين ومقدراتهم فان الامه الاسلاميه تعاني اليوم من اشد الفتن التي تستهدف تفتيت المجتمعات الاسلاميه وتخريبها وظهور الفرق الارهابيه المتطرفه التي تكفر بعضها بعضا كما تكفر المجتمع باسره والتي تتقاتل فيما بينها كما تقاتل ابناء المجتمع الاسلامي.. وتجري كل هذه المؤامره علي الاسلام تحت نفس الشعارات والدعاوي التي كان ابن تيميه يدعو اليها والتي يرددها دعاه الفتنه اليوم.. والهدف من وراء هذه الفتن هو الهاء المسلمين وصرفهم عن استعاده مقدساتهم وارضهم وتحرير المسجد الاقصي من ايدي اليهود.. ولعل هذه الحقيقه المهمه تكشف لنا دور اعداء الاسلام في اختلاق واثاره الفتنه في مصر في تلك الظروف الصعبه التي تمر بها الامه الاسلاميه.. كما تفسر لنا هذا الظهور المفاجئ لهذه الجماعات المتعدده التي تكفر المجتمع وتدعو للتقاتل بين اهل مصر بعد قرون طويله من الوئام والسماحه والامان التي ينعم بها المجتمع المصري طوال تاريخه.‬

‫ولعل مما يثير السخريه عند اي عاقل ان يوصف المجتمع المصري بانه «كافر» وانه «لا يطبق الشريعه الاسلاميه».. فاهل مصر هم من اكثر اهل الارض ارتباطاً بدينهم.. فالغالبيه العظمي من اهل مصر هم من المسلمين الطائعين الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان سيدنا محمدًا رسول الله ويقيمون الصلاه ويؤتون الزكاه ويصومون رمضان ويحجون البيت ما استطاعوا اليه سبيلاً.. وهذا هو الاسلام كما جاء في تعريف سيدنا رسول الله.. والغالبيه العظمي من اهل مصر يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقضاء والقدر خيره وشره.. وهذا هو الايمان كما جاء في تعريف سيدنا رسول الله.. والغالبيه العظمي من اهل مصر يطبقون الشريعه الاسلاميه في احكام المعاملات في الاحوال الشخصيه من زواج وطلاق ومواريث وتجاره وبيع وغيرها.

‫وفي نهايه عرضنا لهذه الحقائق عن تطبيق الشريعه الاسلاميه في المجتمع المصري فاننا نؤكد ان كل ما يثار من الزعم بان الشريعه الاسلاميه لا تطبق في مصر لا يستهدف الا اثاره الفتنه.. اذ ان الغالبيه العظمي من القوانين المطبقه في مصر حاليًا تتفق مع الشريعه الاسلاميه ولا تتعارض معها كما يؤكد ذلك اساتذه القانون والشريعه في مصر.. واذا كانت هناك بعض الملاحظات علي بعض القوانين التي قد يشوبها التعارض مع الشريعه الاسلاميه – وهي كما ذكرنا نسبه قليله للغايه - فانها يمكن ان تخضع للمناقشه والتعديل لازاله ما يشوبها لتصبح متفقه تماماً مع الشريعه الاسلاميه.. فالتعازير قابله للتغير والتعديل لتحقيق الخير والمصلحه للمسلمين وللمجتمع الاسلامي.. وهذا يختلف عن الحدود التي يرفع شعاراتها المضلله دعاه الفتنه - والتي لا يجوز تطبيقها مطلقا الا اذا تحققت شروط محدده اوردها ائمه الفقه الاربعه اخذا عن السنه الشريفه.. والا كان هذا التطبيق مخالفاً للقران والسنه و«خروجاً علي الشريعه» علي ايدي الخوارج الجدد الذين يتاجرون بشعارات «تطبيق الشريعه».

التفرقه بين حكم الله وحكم الناس

‫من المعروف ان الناس جميعًا معرضون للخطا والاهواء فيما يقولون ويفعلون.. ولهذا فليس لاي انسان ان يزعم انه مفوض من قبل المولي عز وجل في ان يحكم الناس لينزلهم علي «حكم الله».. اذ انه لا يملك ان يحكم «بحكم الله» الا حضرات رسل المولي عز وجل فهم المخبرون عن الله تعالي الذين يبلغون رسالاته عز وجل والذين يوحي اليهم منه سبحانه وتعالي.. ولقد حذر سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم من ذلك المسلك الذي يزعم فيه اي انسان انه يحكم «بحكم الله» وذلك في حديثه الشريف الذي رواه مسلم والترمذي وابن ماجه وابن حنبل والذي يقول: «روي عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم انه كان اذا امر اميراً علي جيش او قائداً علي سريه اوصاه: اذا حصرت اهل حصن وارادوك ان تنزلهم علي حكم الله فلا تنزلهم علي حكم الله وانزلهم علي حكمك فانك لا تدري اتصيب حكم الله فيهم ام لا».. وكما هو واضح فان الحديث الشريف يحذر من ذلك المسلك الخطير وهو ادعاء اي انسان بانه ينزل الناس علي حكم الله.. فيحكم بين الناس باسم الدين.. فاذا اخطا ينسب هذا الخطا الي شرع الله تعالي.. وقد كان من نتيجه مخالفه حديث سيدنا رسول الله ان ابتليت الامه في فترات طويله من التاريخ الإسلامي قديمها وحديثها باولئك الذين حكموا الامه باسم الدين فاذلوا اعناقهم وتسلطوا علي اقدارهم فتدهور حال المسلمين والمجتمعات الاسلاميه وعم الفساد والجمود والتخلف.. وشريعه الله بريئه من ذلك كله.. فلا ينبغي للحاكم ان يزعم انه يحكم بحكم الله وانما يعلم ويقول ويعلن ان ما يصدره من احكام هو اجتهاده هو ووجهه نظره هو فيما يتفق مع شريعه الله وانه قد يصيب ويخطئ.. ولقد بين حديث سيدنا رسول الله ان اي حاكم قد يصيب وقد يخطئ.. فاذا اصاب في اجتهاده فله اجران من الله تعالي جزاء اجتهاده وجزاء اصابته.. واذا اخطا في اجتهاده فله اجر واحد هو اجر الاجتهاد.. يقول الحديث الشريف: «اذا حكم الحاكم فاجتهد فاصاب فله اجران.. واذا حكم الحاكم فاجتهد فاخطا فله اجر».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل