المحتوى الرئيسى

«دجل» على الهواء مباشرة.. والإعلام يشارك «المشعوذين» فى النصب

01/18 09:37

دفعنا 100 جنيه مقابل حجز «الكشف».. و20 لتحديد دور عاجل.. وبعد الجلسه الاولي امر «الشيخ» بـ«4 لتر ماء مخلوط بالزعفران» مقابل 35 جنيهاً

احدي زبائن «الشيخ» اكدت ثقتها فيه ومعرفته من خلال ظهوره في «برامج التوك شو».. وعندما شكت له تاخرها في الزواج شخّص الحاله بانها «مسّ في الرحم»

مركز «العلاج بالقران» مزدحم بالزبائن من البسطاء «سيدات ورجال».. و«أم حبيبة» ترد علي مواعيد الدخول: «اللي مش عاجبه يروّح مش عاوزين وجع دماغ»

«الشيخ» يصف «علاء حسانين» بـ«النصاب» ويؤكد انه استخدم «الصوديوم ميتال» في حلقه فتيات «صبايا الخير» لخداع المشاهدين

في الوقت الذي يُفترض ان يؤدي الاعلام فيه رساله ساميه لتوعيه المواطنين وتقديم خدمه اعلاميه راقيه لهم، عرف الاعلام مؤخراً طريقاً سريعاً لجذب المشاهدين الي شاشته، وعمدت بعض الفضائيات الي تثبيت مساحات من «البث علي الهواء» والفقرات المسجله لذلك النوع من العبث الذي يتمثل في الحديث عن «الجدل والشعوذه»، تحت مسميات متعدده، بغرض المتاجره بالام ومصائب البسطاء، تحت مسمي «مُعالجين روحانيين» لتحقيق اعلي نسبه مشاهده والتربح من خلال المكالمات الهاتفيه التي تصل الي ذلك النوع من البرامج، اضافه الي «تلميع» وشهره الضيوف ممن يدعي معظمهم «العلم والقدره علي علاج المرضي بطرق روحانيه» متسترين بالدين والعلم الروحاني، في طريقه جديده للمتاجره بالدين والام المواطنين.

«الوطن» رصدت الظاهره وتبعاتها، والدوافع التي تدفع البسطاء للاقبال علي ذلك النوع من العلاج بالوهم، بعد معرفه «النصابين والدجالين» الحاله الاجتماعيه للزبائن، وتشخيصها علي انها تعاني «مس من سحر او حسد»، بينما حقيقه الامر قد تكون خلاف ذلك تماماً.

مذيعه شهيره في قناه فضائيه معروفه، كان لها الفضل في ظهور «دجال» يطلق علي نفسه صفه «عالم روحاني» يتستر برداء الدين، وروجت له كـ«احد العارفين باسرار القران الكريم» وادعت مقدرته علي تسخير الجان الذين ياتمرون بامره ويزعم تسخيرهم لحل المشكلات الزوجيه والبطاله والعنوسه وفك السحر. وبعد فتره من ذيوع صيت ذلك «الدجال» عرف طريقه الي قناه فضائيه اخري تحظي بنسبه مشاهده كبيره، مع احد المذيعين المشهورين بتقديم برامج تدعو الي مساعده الفقراء وجمع التبرعات لهم حتي اصبحت له شعبيه جارفه كـ«رجل خير» فاذا به يضحّي بكل ذلك ويقدم في حلقات متتاليه اسبوعيه ذات «الدجال» ويبدي اعجابه بمقدرته الخارقه علي حل المشاكل المستعصيه حتي وصل بهما الامر الي الاعلان عن رقم هاتف ذلك «الدجال» علي الشاشه للاتصال به من داخل وخارج مصر، غير عابئين بما يترتب علي ذلك من التلاعب بافكار البسطاء الذين سقطوا مخدوعين في براثن ذلك «الدجال» اعتماداً علي ما تتمتع به تلك البرامج ومقدموها من مصداقيه لدي المشاهدين.

«الوطن» خاضت المغامره مع ذلك الدجال لاثبات كذبه، وكشفه امام الراي العام وغرضه من الظهور بوسائل الاعلام، وتاكد لنا ان ظهوره للدعايه وتحقيق مكاسب ماديه علي حساب البسطاء والمتاجره بالامهم ومصائبهم. وكانت التجربه العمليه في التعامل مع واحد من الزاعمين «العلاج بالقران»، «الشيخ عمرو الليثي».

بدات المغامره بالبحث في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» عن صفحته الشخصيه، للعثور علي ما يدل عليه وعلي سبل التواصل معه، وعلي الصفحه كانت توجد صوره شخصيه واسمه مقترناً بلقب «الشيخ» وكان هذا اللقب هو اداه من ادوات جذب الزبائن بالطبع باستخدام ذلك اللقب الديني الشائع، كما وجدت علي صفحته الشخصيه انه ذكر وظيفته «معالج بالقران» ثم دوّن رقم هاتفه وعنوانه وذكر انه «مركز» لاستقبال الحالات وتلقي العلاج بالقران، وجري الاتصال بالمركز للحجز وردت سيده تدعي «ام حبيبه»، وعندما طلبنا حجز موعد لمقابله «الشيخ» اخبرتنا ان الحجز يلزمه دفع مبلغ 100 جنيه، ومواعيد الشيخ بالمركز ايام الاحد والثلاثاء والخميس، والمقابله خلال اسبوع بسبب كثره ارتباط «الشيخ» بحجوزات اخري والا سانتظر لساعات طويله للكشف دون حجز مسبق، فوافقنا وتوجهنا في اليوم التالي ودفعنا 100 جنيه للحجز وانتظرنا.

للوهله الاولي يلحظ كل من يدخل «المركز» العدد الكبير للزبائن المترددين عليه، والزحام من السيدات والرجال، تحدثنا مع «ام حبيبه» السيده المنتقبه التي كانت يظهر عليها بوضوح المعامله السيئه مع الزبائن رافضه سؤال الحالات عن موعد الدخول وتقول دون خجل «اللي مش عاجبه يروّح مش عاوزين وجع دماغ»، اعطيناها 20 جنيهاً وطلبنا المساعده في تحديد موعد عاجل للقاء «الشيخ» فحددت رقم «74» وانتظرنا 4 ساعات، وكان هناك اخرون سيلتقون «الشيخ» قبلي وبعدي، وعندما حان دوري طلب ان يدخل 20 سيده معاً بزعم عمل «رُقيه جماعيه» وعندما دخلت وقبل ان يسال عما تعاني منه كل منا تحدث عن نفسه، وطلب ان نقتنع بانه «ليس هناك جن يخرج من جسد سيده ويدخل جسد سيده اخري، وليس هناك علاج جماعي لكن توجد رُقيه جماعيه» حتي ينكشف امامه ما تعاني منه كل منا ثم يبدا علاج كل سيده علي حده في جلسات منفرده، ووجهت له احدي الحالات سؤالاً عن سبب الحرب بينه وبين «ريهام سعيد» حيث ان ظهوره الاول في وسائل الاعلام كان مع «ريهام»، فاجاب بانها اكتشفت انني اتقاضي اجراً، وبرر بانه لم يتقاضَ اجراً من القنوات، لكنه يتقاضي اجراً في المركز «100» عن الحاله، وبدا يسرد بسخريه العلاقه المتوتره بينه وبين «ريهام» خاصه بعد حلقتها الشهيره مع «علاء حسانين» عضو مجلس الشعب السابق في حلقه «الخمس بنات» واكد للجميع ان «علاء» دجال ونصاب وممنوع من دخول قريه دير مواس بالمنيا، وخدع المشاهدين بالصوديوم ميتال - وهو عباره عن ماده تشتعل مع المياه، واستخدمها اكثر من مره في اكثر من بيت، واستخدم نفس الماده في برنامج الاعلامي عمرو الليثي، واضاف: «المذيع عمرو الليثي في برنامجه - بوضوح - استضافني بعد ذلك لمعرفه طبيعه هذه الماده في حلقه تحت مسمي: الشيخ عمرو الليثي يرد علي ريهام سعيد» وتابع ان «الاعلامي عمرو الليثي قال له انه لاول مره يقتنع بالمنهج»، واستكمل وصفه لحلقه علاء حسانين مع ريهام سعيد، موضحاً للجميع في نقاط قائلاً: اولاً: فتيات الشرقيه يعانين من حاله هيستيريه وليس هناك حالات تعاني علي مدار 4 شهور من مس جن وتتزين كل هذه الزينه وتضع مكياجاً كاملاً، ثانياً: علاء حسانين مبيعرفش يقرا قران اصلاً، وسيرته الذاتيه بتقول انه نصاب، ثالثاً: لماذا وضع الشاش علي فم الفتاه فكان من الممكن ان يسكب عليها المياه دون شاش، لكنه وضع داخل الشاش ماده الصوديوم ميتال للاشتعال، رابعاً: الجن لم يُحرق واذا كان الجن بيتحرق لا نراه. واضاف: «مفيش مره يظهر علاء حسانين في حلقه الا ويستخدم الصوديوم ميتال، ويدّعي انه معه «خُدام سوره ياسين، والقران مفيهوش خُدام لكن فيه ملائكه»، واضاف انه معالج منذ 20 عاماً، وليس هناك جن يحضر ويروح، وان احدي الفتيات عندما رات ريهام سعيد قالت: «والله بحبك» وابتسم قائلاً الحلقه مفبركه وريهام انهارت اعلامياً، واضاف انه لم يتصور ان «علاء حسانين يضحك علي المشاهدين بالصوديوم ميتال والمياه ويصدقها الناس، وبعد ذلك تخرج علينا ريهام ببرنامجها لتلومني علي اجري من الكشف وريهام سعيد مقتنعه به.. ليه مش عارف».

بعد الحديث عن حلقه برنامج «ريهام سعيد» عن الجن، عاد «الشيخ» لـ«الرقيه الشرعيه الجماعيه» التي استمرت نحو 10 دقائق، وبداها بـ«الصلاه والسلام علي رسول الله، وحسبنا الله ونعم الوكيل»، وبدا تلاوه بعض ايات القران الكريم، ذكر فيها الحسد والجن والسحر. وبعد انتهاء «الرقيه» امرنا بفتح اعيننا، ثم غادر الغرفه التي كنا بها واتجه الي مكتبه، ثم دعا كلاً منا علي حده، وكان ترتيبنا قبل الاخير، وقبل الدخول اليه، تحدثنا لاحدي الحالات المنتظره عن ثقتها في الشيخ عمرو الليثي، واكدت انها الزياره الرابعه لها علي مدار شهر وانها لجات له بعد مشاهدته مع المذيعه ريهام سعيد، والمذيع عمرو الليثي، واكدت قائله ان الحالات التي يعالجها الشيخ عرفته من التليفزيون وسبب مجيئها تاخرها في الزواج، والشيخ اكد لها ان لديها «مسّ في الرحم من سحر بوقف الحال».

وعندما حان الدور للقائنا بعد نحو ساعتين، دخلنا مكتبه للكشف، فبدا بـ«السؤال عن الشعور اثناء الرقيه»، فزعمنا له كذباً الشعور بصداع مزمن وتنميل في الاطراف وضيق في التنفس، ثم سال عن المشكله، فكان الرد «انا متزوجه - علي الرغم من انني ارمله منذ سنوات - ويوجد نفور بيني وبين زوجي، وكل منا لا يطيق الاخر رغم ان زواجنا كان علي اثر حب شديد، ولكنني لا اطيق معاشرته، وهو يبادلني ذات الشعور» واكدت له حبي الشديد لزوجي، فاستوقفني في حديثي واخبرني قائلاً عندك «مس» ولن يستطيع الان معرفه نوع المس، وهل هو ناتج عن سحر ام لا، لكن ذلك سيجري تحديده الجلسه المقبله، وبعد المواظبه علي العلاج، وهو عباره عن 4 لتر ماء يجب خلطه بـ«100 جرام» من الزعفران علي ان يقرا عليه «سوره البقره» كامله، ثم الاستحمام بها خارج الحمام، و«ام حبيبه» تتولي شرح الطريقه للزبائن، ثم حدد موعداً للاستشاره بعد اسبوع، وبعد الخروج من غرفه الكشف، كانت «ام حبيبه» جاهزه بالماء المخلوط بالزعفران وطلبت ثمنه 35 جنيهاً، ووصفت طريقه الاستعمال.

في «الزياره الثانيه» في الموعد المحدد بعد اسبوع طلبت «ام حبيبه» 30 جنيهاً مقابل الاستشاره، وكان المركز مزدحماً كالعاده وانتظرنا قرابه 5 ساعات حتي حان الدور، دخلنا اليه ودخل معي نحو 20 سيده اخري وقمنا بعمل «الرقيه الجماعيه» وتكرر ما فعله في الزياره الاولي من طقوس، وبعد الرقيه دخل مكتبه واستدعي كلاً منا علي حده وحان الدور بعد 3 ساعات تقريباً وسال عما اذا كنت قد نفذت التعليمات واستحممت بماء الزعفران فكانت الاجابه «نعم»، فسال عما اذا كنت قد تقيات او اسهلت، فاجبته «لا» وزعمت له كذباً انني شعرت بـ«تنميل في اطرافي وضيق في التنفس وصداع نصفي مزمن»، فاجاب بانني «ممسوسه بمس ناتج عن سحر، وطلب مني عقب كل اذان شرب كوب ماء مقروء عليه قران، وقراءه سوره البقره عقب كل اذان، ثم اعود لزيارته بعد اسبوعين لانني اعاني من مس ناتج عن سحر ولم التزم بالعلاج الذي امر به» فشكرته ووعدته بالالتزام وانصرفت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل