المحتوى الرئيسى

رائحة الكريسماس تنتشر في الأجواء: ما يحكيه علم الأعصاب عن الحنين

01/17 11:33

مترجم عنIt’s Beginning to Smell a Lot Like Christmas: The Neuroscience of Our NostalgiaللكاتبAmanda Baker

هل سبق ان شممت شيئًا مالوفًا حتي شعرت انه يعيدك الي الماضي، الي احدي ذكرياتك الاولي؟ هل سبق واثرت فيك رائحه البسكويت المخبوز الطازج، او احدي اكلات جدتك، او نوع معين من الكريم الواقي للشمس بعد شتاء طويل، فكيف تشعر؟

يستطيع العلم ان يشرح الرابط بين الذكريات المهمه والروائح المرتبطه بها. طالما اعتقد الباحثون ان الذاكرة العرضية – الذكريات التي تمتلكها لاحداث معينه – تتالف من المعلومات المُرَكبَه من كل حواسك (البصر، والسمع، والشم، والتذوق، واللمس) لكن محاوله فهم كيف تصبح هذه المعلومات الحسيه جزءًا من الذاكره، او كيف تؤثر علي قدرتك لتذكر حدثٍ ما، هو امر اكثر تعقيدًا.

بالنظر الي طريقه تركيب الدماغ، وجد الباحثون ان المعلومات الشَميه- المعلومات المرتبطه بالشم والتي تُنقل الي الدماغ عن طريق العصب الشمي- تتخذ طريقًا مختلفًا في الدماغ عن الطريق التي تتخذها باقي المعلومات المُدخَله من الحواس الاخري. فمعظم المعلومات الحسيه تمر اولاً بمنطقه في الدماغ تُسمي المهاد وذلك قبل ان يتم تفسيرها بواسطه مناطق الدماغ الاخري المتخصصه لاستقبالها. يستقبل المهاد المُدخلات من مصادر عديده ثم يوجهها للجزء الصحيح من الدماغ. ويعتبر العلماء ان هذه هي الخطوه حين يصبح الشخص علي علم ووعي بشيء ما يختبره.

*تسليط الضوء علي المهاد في الدماغ البشري (المصدر: ويكميديا كومنز)

عندما يتضمن الامر الروائح فان المعلومات الشميه تمر عبر الذاكره الشميه، وتعالج بعض اجزاء الدماغ اولًا. هذا يعني اننا في الواقع نعالج محتوي اي رائحه ونتذكرها قبل ان ندرك بوعي ماهيه تلك الرائحه. يتصل مركز الشم في الدماغ وهو القشره الشميه بشكل قوي بمنطقتين اخرتين في الدماغ وهما الجهاز الحوفي واللوزه الدماغيه. تؤدي كلتا المنطقتين دورًا مهمًا في المكونات العاطفيه لتكوين واستعاده الذاكره.

ولفهم التاثير المحتمل لهذا الاتصال، عرَّضَت مجموعه من الباحثين بعض الاشخاص لروائح معينه واشرطه فيديو شديده العاطفيه في نفس الوقت. بعد اسبوع، اُعطِيَ المتطوعون بعض الاشارات التلميحيه لاصوات او صور او روائح من التجربه السابقه هكذا وقد طُلِب منهم استدعاء قدر ما يستطيعون من تفاصيل. ان الاشخاص الذين تم تذكيرهم بالرائحه من الاسبوع الفائت؛ استدعوا تفاصيل عن التجربه العاطفيه اكثر من الاشخاص الذين اعطوا محفزات سمعيه وبصريه.

سالت مجموعه اخري من الباحثين بعض المتطوعين تاليف قصه في عقولهم لتكون رابطًا اما بين صورتين او بين صوره ورائحه معينه. قام العلماء بالمسح الضوئي لادمغه المتطوعين اثناء عمليه تكوين هذه الروابط، ثم بعد ذلك عندما طُلِب من المتطوعين استدعاء القصه التي الفوها لانفسهم، وجدوا ان نفس الجزء الذي كان نَشِطاً في القشره الشميه عندما تم تعريض المتطوعين للروائح اول مره؛ كان نشطًا مره اخري اثناء عمليه التذكر- حتي لو لم تكن الرائحه فعلًا هناك.

ما معني هذا بالنسبه للروائح التي نتعرض لها والاشياء التي نتذكرها كل يوم؟

سالت مجموعه من العلماء في السويد بعض الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين ال 65 و ال 80 ان يصفوا الذكريات التي ترد علي عقولهم بعد تعريضهم لمحفز معين. كانت هذه المحفزات اما 20 رائحه او 20 رائحه باسمائها او فقط اسماء ال 20 رائحه. تتبع الباحثون عدد الذكريات التي تم استحضارها مع كل محفز، مثل كم كان عمر الاشخاص وقت حدوث هذه الذكريات، كيف كان شعورًا ممتعًا، وكم شعروا انهم عادوا بالزمن.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل